يهدف إلى نقل المواد الغذائية وغيرها من المساعدات إلى المدنيين في القطاع وينقل عبره الغذاء والماء والدواء والملاجئ المؤقتة . وتباينت القراءات حول هذا المسعى الأمريكي ، اذ اعتبر شق من المحللين أنها خطوة أمريكية إسرائيلية لحسم الترتيبات الأمنية لحكم غزة ما بعد الحرب . باعتبار ان مرحلة حكم غزة ما بعد الحرب تمثل أهم نقاط الخلاف التي تعرقل حسم الحرب المستمرة منذ 160 يوما . ويرى مراقبون أن إنشاء هذا الميناء يعطي الجانب الأمريكي بشكل غير مباشر مساحة أكبر من النفوذ في قطاع غزة المحتل ويجعلها في قلب الصراع الدائر أيضا ، و يسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن من خلال الخطوة المفاجئة إلى امتصاص الغضب والانتقادات التي تواجهها إدارته بشكل متزايد بعد تفاقم الأزمة الإنسانية وتضييق الحصار الإسرائيلي على غزة.
وذكرت تقارير إعلامية أن واشنطن وصفت المبادرة بأنها "مهمة طارئة" من شأنها أن تسمح بتسليم مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات إلى غزة عبر رصيف عائم يتم ربطه بجسر مؤقت.وقال مسؤولون خلال مؤتمر صحفي إن البناء سيتم بالتعاون مع دول أخرى في المنطقة وسيستغرق من 30 إلى 60 يوما للتنفيذ، وسيشمل مئات أو آلاف القوات الأمريكية على متن السفن قبالة الشاطئ، وذلك تماشياً مع تفويض الرئيس جو بايدن، شريطة عدم وجود جنود أمريكيين على الأرض داخل غزة.وكانت إسرائيل قد طرحت خطّة مشابهة في الأسابيع الأولى للحرب، وقالت واشنطن إنها تعمل بشكل وثيق مع الإسرائيليين لتنفيذ الخطّة. لكنها لم تحدّد إن كانت إسرائيل ستقدم مساعدة أو دعما مباشرا لبناء الرصيف أو تشغيله. وربط مراقبون المدة الزمنية التي سيتستغرقها بناء الميناء والتي قالت تقارير أنها ستتراوح بين 30 و60 يوم باستمرار الحرب وصعوبة التوصل إلى وقف كامل للحرب في الوقت الراهن .
وفي هذا السياق ربط مراقبون ومحللون إنشاء الميناء بالتحضير للمرحلة التي ستلي الحرب ، إذ تعمل إدارة بايدن من خلال بناء الميناء أو الرصيف العائم الجديد قبالة غزة، عبر مشاركة سلاح الهندسة في الجيش الأمريكي الذي يتمتع بخبرة طويلة في البناء السريع للمنشآت العائمة، بحسب مسؤولي البيت الأبيض ، بناء المنشآت قبل نقلها إلى الساحل بالقرب من شواطئ غزة.
وبلغت حصيلة الحرب في قطاع غزة مرحلة كارثية بين شهداء وجرحى وخسائر طالت البنية التحتية الهشة في القطاع المحتل وأثّرت بشكل مُرعب على ظروف معيشة الفلسطينيين في غياب أبرز مقومات العيش نتيجة تضييقات الاحتلال ومنع وصول المساعدات الإنسانية بشكل كاف . والى الآن لم يتمكن المجتمع الدولي من إنهاء المجزرة التي تحاول عبرها حكومة الاحتلال أن تصدّر فشلها وأزماتها الداخلية عبر البحث عن انتقام أو نصر وهمي من خلال المزيد من الإبادة والترهيب وسفك الدماء دون هوادة.
مرحلة ما بعد الحرب
وفي سياق عمليات إنشاء الميناء قال مسؤولون إن السفن، وهي ضخمة وكبيرة، تحتاج إلى حراسة مسلحة نظرا لبطء إبحارها، خاصة عندما تصل إلى نطاق ساحل غزة، لذا تعمل وزارة الدفاع الأمريكية على بحث كيفية ضمان حمايتها أثناء بناء الرصيف.ولم يضع البيت الأبيض جدولا زمنيا محددا للبناء.
هذا وقبل أكثر من شهر قوبل تقديم رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رسميا مقترح خطة لإدارة قطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب ، برفض شديد من حركة المقاومة الإسلامية حماس التي قالت أنها خطة "ستؤول للفشل". ويرى مراقبون أن التصعيد الميداني والحصيلة الكارثية للحرب ومايخلفه ذلك من ظروف لا إنسانية في قطاع غزة المهدد بالمجاعة والأوبئة ، لم ينجح ذلك في وقف حالة الحرب الدائرة إلا أنه ووفق متابعين يضع مستقبل نتنياهو السياسي على المحك في ظل فشل حكومته على في الحرب وإطلاق سراح الرهائن ماجعل حكومته تخسر الكثير وتدخل في مرحلة استنزاف صعبة .
وعرض رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على حكومته خطة بشأن إدارة غزة لمرحلة ما بعد الحرب، تقضي بأن يتولى مسؤولون فلسطينيون محليون إدارة القطاع لا صلة لهم بحركة حماس التي تحكمه. وينص الاقتراح الذي عرضه نتانياهو على مجلس الوزراء الأمني، أيضا على احتفاظ الجيش الإسرائيلي بحرية غير محددة زمنيا للعمل من أجل منع عودة النشاط المسلح.
وأوردت وسائل إعلام إسرائيلية أن خطة "اليوم التالي" بشأن غزة، هي أول اقتراح رسمي لنتانياهو بشأن موعد انتهاء الحرب في القطاع الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس. وقال نتانياهو إن إسرائيل ستحتفظ بالسيطرة الأمنية على جميع المناطق الفلسطينية وسيجعل إعادة إعمار غزة مرتبطة بنزع السلاح منها وفق فرانس براس.وتقترح الوثيقة أن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية الكاملة على جميع الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن، وهي الأراضي التي يريد الفلسطينيون إقامة دولة مستقلة عليها.
أهم ملامح الخطة
وفق تقارير إعلامية تتمثل أهم بنود الخطة التي أعلنها نتنياهو في بيان صادر عن مكتبه أن "وثيقة المبادئ التي وضعها رئيس الوزراء تعكس إجماعا شعبيا واسع النطاق بشأن أهداف الحرب وتغيير حكم حماس في غزة ببديل مدني".ووزعت الوثيقة على أعضاء مجلس الوزراء الأمني لبدء بحث هذه المسألة
وبالنسبة للأهداف طويلة المدى المذكورة، يرفض نتانياهو "الاعتراف الأحادي الجانب" بدولة فلسطينية. ويقول إن التسوية مع الفلسطينيين لن تتحقق إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الجانبين، دون تحديد ذلك الطرف الفلسطيني.
وفي غزة، حدد نتانياهو نزع السلاح والقضاء على التطرف من بين الأهداف التي يجب تحقيقها على المدى المتوسط. ولم يوضح متى ستبدأ تلك المرحلة أو إلى متى ستستمر.ووفق فرانس براس فهوه يشترط لعملية إعادة إعمار قطاع غزة، الذي دمر الهجوم الإسرائيلي جزءا كبيرا منه، أن يتم نزع سلاحه بشكل كامل.ويقترح نتانياهو أن يكون لإسرائيل وجود على الحدود بين غزة ومصر جنوبي القطاع وأن تتعاون مع مصر والولايات المتحدة في تلك المنطقة لمنع محاولات التهريب، بما يشمل معبر رفح.
ولاستبدال حكم حماس في غزة مع الحفاظ على النظام العام، يقترح نتانياهو العمل مع ممثلين محليين "لا ينتمون إلى دول أو جماعات إرهابية ولا يحصلون على دعم مالي منها".كما يدعو إلى إغلاق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) التابعة للأمم المتحدة لتحل محلها منظمات إغاثة دولية أخرى''.
تصعيد ومخاوف
ومع انطلاق حرب غزة شهدت جبهة جنوب لبنان مواجهة وقصف متبادل بين حزب الله وجيش الاحتلال طالت معظم القرى الجنوبية التي نزح سكانها مع اشتدادا القصف وتكرّره .
ومع غياب بوادر انفراجة قريبة في القطاع المحتل ، تتزايد وتيرة التصعيد في الجبهات الخارجية التي أججتها الحرب في غزة ، حيث أغار الطيران الحربي الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، على مناطق في وادي البقاع شرق لبنان.
وأعلنت قناة" المنار" المحلية التابعة لحزب الله اللبناني أن "الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ غارة جوية بالصواريخ بعد ظهر اليوم استهدفت منطقة "ضهور العيرون" في خراج بلدة "سرعين" في البقاع شرق لبنان".وشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة جوية بالصواريخ استهدفت مبنى وسط بلدة "النبي شيت" في البقاع شرق لبنان قرب مرقد "السيد عباس الموسوي"، بحسب قناة " المنار".
وتعد هذه المرة الثالثة التي تستهدف فيها الغارات الإسرائيلية منطقة البقاع شرق لبنان منذ اندلاع المواجهات بين " حزب الله" والقوات الإسرائيلية على الجبهة الجنوبية الحدودية منذ الثامن من أكتوبر الماضي.
وقالت جماعة حزب الله اللبنانية أمس الثلاثاء إنها أطلقت أكثر من 100 صاروخ كاتيوشا على عدة مواقع عسكرية إسرائيلية ردا على القصف الإسرائيلي لمنطقة البقاع الليلة الماضية.وقال مصدران أمنيان وبشير خضر محافظ بعلبك وفق ''رويترز'' إن مدنيا واحدا على الأقل قتل وأصيب آخرون بعد أن نفذت إسرائيل أربع ضربات على مدينة بعلبك بشرق لبنانوأفاد المصدران الأمنيان بأن إحدى الضربات أصابت المدخل الجنوبي لبعلبك.وأضافا أن الضربات الثلاث الأخرى وقعت قرب مدينة طاريا على بعد 20 كيلومترا غربي بعلبك.
وتتبادل جماعة حزب الله، المتحالفة مع إيران، والجيش الإسرائيلي إطلاق النار على طول الحدود الجنوبية للبنان منذ أكتوبر تشرين الأول عندما أطلقت الجماعة صواريخ على إسرائيل دعما لحليفتها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي تخوض حربا مع إسرائيل في قطاع غزة.
وقال مصدر أمني لبناني وفق ''رويترز'' إن الضربات الإسرائيلية اقتصرت في الغالب على منطقة الحدود الجنوبية للبنان رغم أنها اتجهت شمالا في الأسابيع القليلة الماضية في توسيع للحملة الإسرائيلية.وتشهد المناطق الحدودية جنوب لبنان توترا أمنيا، وتبادلاً لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وعناصر تابعة للمقاومة الإسلامية في لبنان، منذ الثامن من أكتوبر الماضي بعد إعلان إسرائيل الحرب على غزة.
ويرى مراقبون أن الهجوم والرد عليه دليل على كيفية امتداد الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس إلى أنحاء الشرق الأوسط وتسببها في اضطرابات حولت القوات الأمريكية في العراق وسوريا إلى أهداف. وتحمل جماعات متحالفة مع إيران في العراق وسوريا واليمن الولايات المتحدة الأمريكية وحكومة الاحتلال تكلفة الحرب الدائرة بغزة .وتنتشر مخاوف لدى القوى الدولية الداعمة لإسرائيل من توسّع رقعة الحرب على قطاع غزّة لتشمل المنطقة، بكل ما يحمله ذلك من مخاطر تفجّر الأوضاع ودخول العالم في حرب متعدّدة الجبهات .
تطوّرات الصراع في المنطقة
وتشير التطوّرات الميدانية إلى تطور الصراع في المنطقة على ثلاث جبهات وهي الحدود اللبنانية جنوبا، إضافة إلى إعلان الولايات المتحدة تدخلها "في تحالف دولي" لحماية السفن الإسرائيلية والمتوجهة إلى إسرائيل من "هجمات الحوثيين" في اليمن. أما الجبهة الثالثة فهي الضربات التي تستهدف قواعد عسكرية أمريكية في العراق ينفذها حزب الله العراقي ، ويشهد ردا أمريكيا عبر غارات وقصف.ولطالما حذّر المجتمع الدولي من مخاطر وسيناريو اشتعال جبهة صراع ثانية خارج قطاع غزة خاصة في لبنان الذي يقف على حافة الهاوية في ظلّ استمرار التصعيد الإسرائيلي الذي طال جنوب لبنان علما وأنّ هذا التصعيد هو الأسوأ منذ حرب لبنان عام 2006 ، واليوم التحذيرات زادت توسّع التدخل الأمريكي في المنطقة من خلال العمليات العسكرية التي تشنها أمريكا ضد الحوثيين في اليمن والغارات الإسرائيلية ضد مواقع حزب الله في لبنان.
عملية رفح
ميدانيا أظهرت مسودة لنتائج القمة التي سيعقدها قادة الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل أن القادة سيطالبون "بهدنة فورية لأسباب إنسانية تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار" في غزة، كما سيحثون إسرائيل على الإحجام عن شن عملية برية في رفح. وجاء في المسودة وفق ''رويترز'' أن "المجلس الأوروبي يحث الحكومة الإسرائيلية على الإحجام عن القيام بعملية برية في رفح التي لجأ إليها أكثر من مليون فلسطيني بحثا عن الأمان ومن أجل الحصول على المساعدات الإنسانية".
ويتطلب النص موافقة جميع القادة السبعة والعشرين ليتم اعتماده في القمة المقررة يومي 21 و22 مارس.
أول سفينة لنقل أغذية
على صعيد متصل أبحرت سفينة تحمل نحو 200 طن من الأغذية من ميناء في قبرص في وقت مبكر من يوم أمس الثلاثاء في تجربة أولى لتدشين طريق بحري جديد لإيصال المساعدات إلى سكان قطاع غزة الذين صاروا على شفا المجاعة، فيما تلاشت احتمالات التوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار خلال شهر رمضان.
وشوهدت سفينة الإنقاذ (أوبن آرمز) وهي تبحر من ميناء لارنكا في قبرص وتسحب بارجة تحمل حوالي 200 طن من الطحين والأرز والبروتينات.وتستغرق الرحلة إلى غزة نحو 15 ساعة، ولكن ربما تستغرق رحلة سفينة القطر الثقيل وقتا أطول بكثير قد يصل إلى يومين. وتبعد قبرص ما يزيد قليلا على 320 كيلومترا إلى الشمال الغربي من غزة.
وقال الجيش الأمريكي إن السفينة (جنرال فرانك إس. بيسون) التابعة له في طريقها أيضا لإيصال مساعدات إنسانية إلى غزة عن طريق البحر. وقال الجيش الأمريكي أيضا إنه أنزل بالمظلات أكثر من 27600 وجبة و25900 قنينة مياه إلى شمال غزة.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو ربع سكان قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة وأن المساعدات تغطي قدرا ضئيلا من الاحتياجات اليومية. وسبق أن اتهمت الأمم المتحدة إسرائيل بمنع وصول المساعدات إلى غزة.
وقالت وسائل إعلام رسمية أردنية إنه تم تنفيذ سبع عمليات إسقاط جوي لمساعدات إنسانية أمس الاثنين بمشاركة الأردن والولايات المتحدة ومصر وفرنسا وبلجيكا. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه كان من المقرر أيضا أن ينضم المغرب إلى هذه الجهود.
وأدى الصراع إلى نزوح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتكدس الكثير منهم في خيام مؤقتة في مدينة رفح جنوب القطاع، وسط شح في إمدادات الغذاء والإمدادات الطبية الأساسية.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن سبعة فلسطينيين قتلوا وأصيب عشرات بنيران إسرائيلية أثناء انتظار حشود لشاحنات مساعدات في مدينة غزة .ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن وإزالة العوائق أمام وصول المساعدات المنقذة للحياة. وقال إن التهديد بشن هجوم إسرائيلي على رفح يمكن أن يضع سكان غزة في "دائرة جحيم أشد وطأة".