يعلمونهم ثقافة الاختلاف وقبول الاخر والعمل لأجل المصلحة الجماعية، فالحقوق ليست مجرد كلمات يتم تناولها في دروس نظرية بل قيم يعيش معها اطفال جمعية "متطوعون" ببوعرادة.
اطفال تعلموا معنى المسؤولية منذ الصغر وأصبحوا حمّالي رسائل ومهتمين بمصلحة المجموعة ومن مدينتهم الصغيرة اطلق اطفال حملة "دفيني نحب نقرا" لجمع الملابس والأحذية الشتوية لفائدة ابناء المدارس الريفية، من خلال اصدار كتاب تكون عائداته لهذه الحملة .
نثروا مكتبات الخيال تشجيعا للتلميذ ليقرئ ويقبل على الكتابة بشغف، زرعوا المدارس الريفية بالمكتبات لتكون حافزا يساعد الاطفال على تحقيق احلامهم وحكاياتهم الصغرى، هذه المكتبات ولد منها ورشة الكتابة التي تشرف عليها جمعية متطوعون في مدينة بوعرادة من ولاية سليانة ونتاج الورشة كان اول مجموعة قصصية كتبها الاطفال وعنوانها "كبرعم لامسته الريح فازهر" الصادر عن دار الكتاب وعائداته تعود لحملة "دفيني نحب نقرا" الموجهة اساسا لاطفال المناطق الريفية.
دار الكتاب شريك فاعل في حملات مكتبات الخيال، فالدار وعلى راسها صاحبها الحبيب الزغبي من اول الداعمين لهذا المشروع وكل مكتبات الخيال شهدت رفوفها على مئات الكتب المهداة من الدار الى اطفال هذا الوطن "الكتابة متعة والقراءة شغف جميل، وزراعة ثقافة حب القراءة والمطالعة لدى الطفل ممتع ونحن نؤمن بكل فكرة مختلفة تدافع عن حقوق اطفال تونس في ثقافة الكتاب" كما يقول الحبيب الزغبي المساهم الدائم في تأثيث المدارس والمكتبات بأحدث الاصدارات الادبية والعلمية.
"كبرعم لامسته الريح فأزهر" مجموعة من القصص كتبها اطفال جمعية متطوّعون، تلاميذ يشعرون بمعنى المسؤولية ويؤمنون بدورهم في التغيير ومساعدة اترابهم المحتاجين للدفئ ليواصلوا الدراسة والحملة عمرها ثلاثة اعوام وسنويا توجد طريقة مختلفة لجمع التبرعات وهذا العام كان الكتاب هو الوسيلة ولها غايتين دعم الحملة اولا وتشجيع مواهب الاطفال في الكتابة ثانيا.
من واقعهم واحلامهم ولد الكتاب مشحون بكلمات مميزة كتبتها عقول صغيرة وأحلام بحجم الوطن واشرف على هؤلاء البراعم جميلة الشريف ليكون النص جميلا ومكتوبا بأسلوب جميل يعبّر عن احلام الاطفال الكتّاب على غرار اية الرياحي وشهد الهمامي ومرام الوسلاتي وكل منهم له اسلوبه وغايته من قصته القصيرة.
جمعية متطوعون بوعرادة هي المؤطر الاول للأطفال والداعم الاساسي للبراعم ليكتبوا، الجمعية تشرف على نثر مكتبات الخيال وتأسيسها في المدارس الريفية، كما توفر لأبناء بوعرادة باقة من الورشات الفنية والحقوقية من مسرح وموسيقى وسينما وكتابة وكذلك لقاءات لمناقشة مصطلحات قانونية مثل الديمقراطية وحقوق الانسان والعدالة الانتقالية والحق في التعليم والثقافة وغيرها من المفاهيم ذات الطابع الحقوقي تقدم الجمعية لقاءات مع تلاميذ المدارس الاعدادية والمعاهد لتبسيطها للتلاميذ ومناقشتها انطلاقا من واقعة او حدث تعيشه المنطقة او العالم.
يكتب الاطفال ويعبروا عن احلامهم المختلفة ليساهموا في مساعدة اترابهم على مواصلة الدراسة، يكتب الاطفال ويبدعون ليكونوا نبراس امل لغيرهم من الاطفال، ابدعت براعم بوعرادة في صياغة نص جميل سيكون سلاحهم ليدافعوا عن حق اطفال تونس في التعليم، فالكتابة سبيلهم للنقد والحلم ايضا ووسيلتهم ليعبروا عن انسانيتهم "اذا كنتم تشعرون بالعجز واللامعنى، هناك ابواب كثيرة لإيجاد معنى لرسالتك كانسان حتى لا نفقد انسانيتنا تجاههم".
يكتب الاطفال بشغف، يقبلون على ورشات الكتابة بأفكار متباينة، تسكنهم طاقة النجاح وثقافة حقوقية يريدون التعبير عنها فيختارون الكلمة سلاحهم، عن الكتاب والحملة يقول عمر الوسلاتي " بوعرادة مدينة حية، تكتب لتعيش، في تلك الربوع الاطفال يكتبون قصصهم ،انها قصص ملهمة ، ومشجعة بدأ فيها الاطفال بخربشات وتحولت تلك الخربشات الى محاولات جادة كانت نتيجتها أعمال أدبية وقصص جميلة حبرها الاطفال بارواحهم الجميلة وببراعة فريدة، فهم وهن يعلنون ميلاد المدينة الجميلة بوعرادة التي تشع من وراء قصصهم وقصصهن ".
ويضيف الوسلاتي "الاطفال في ورشات الكتابة سواء في جمعية متطوعون بوعرادة . او في المكتبة العمومية محمود المسعدي بوعرادة ، قد انجزوا وأنجزن أعمالا عظيمة، جعلت المدينة وكل المتابعين من روائيين وكتاب فخورين بكل هذه الاعمال التي ستؤثث مكتبات المدارس ، مكتبات الخيال".