قراءات KIDS لمركز الفنون الركحية والدرامية سليانة: احتفاء بالنصوص المكتوبة للطفل

يهتم مركز الفنون الركحية والدرامية سليانة بالطفولة

ويقدم برمجة مختلفة لهذه الشريحة، بعد نجاح تظاهرة "المسلك المسرحي" لأعوام اتجه المركز الى الكتابة الموجهة للطفولة ضمن "قراءات:kids" وتهتم بالكتابة المسرحية المهتمة بالطفل، والأعمال الخالدة التي ستحفظها الذاكرة المكتوبة بعد انتهاء عروضها المسرحية.

وأول اللقاءات كان مع نص مسرحي للكتاب علاء الفرشيشي وهو "آفان " هو نص انتجه مركز الفنون الدرامية والركحية بسليانة عام 2020 - 2021 ،في ثوب مسرحي عرائسي وتحصل العمل على ملاحظة حسن جدا من لجنة اختيار الأعمال المسرحية وعرض في عديد المهرجانات الوطنية؛ في المدن و الأرياف وتعلق بيه الصغار وأصبح له جمهوره الخاص" كما قدمه كاتبه علاء فرشيشي.

احلام شهد قاعة مسرح منها تبعث اول لقات القراءات المسرحية للطفل

يصنع المكان ذاكرة مميزة ويؤثر في المبدع دوما، اختيار المكان في اول لقاءات قراءاة كيدز كان له رمزيته المختلفة، في المدرسة الابتدائية الطيب المهيري بقعفور تحديدا "قاعة المسرح: احلام شهد" كان الموعد الفني والانساني "تلك القاعة كانت خرابة، بفضل علاء فرشيشي اصبحت قاعة مسرح، في هذه المدرسة قدم علاء فرشيشي كثيرا للتلاميذ المغرمين بالمسرح، اطرهم وعلمهم ابجديات هذا الفن العظيم، وانطلاق القراءات من هذه القاعة حتما سيكون اجمل تكريم لاستاذ وفنان منح تلاميذ المدرسة مساحة حقيقية للحلم والنقد ايضا حسب تعبير السيد الاسعد الماجري مدير المدرسة الابتدائية الطيب المهيري.
"قاعة المسرح احلام شهد" منها انطلقت تجربة علاء الفرشيشي مع تلاميذ المدرسة لتأطيرهم والحصول لثلاث مرات على تتويجات مسرحية في المسابقة الوطنية للمسرح الوطني.
في هذه القاعة الموشاة بألوان الحب والطفولة تميز العديد من التلاميذ وتعلموا كيفية تفكيك عرض مسرحي ومناقشته بعد متعة المشاهدة، احبوا المسرح وتعلموا ثقافة الاختلاف وقبول الاخر من خلال الفن الرابع، والى هذه القاعة يعود الكاتب علاء الفرشيشي بعد اعوام ليلتقي بتلاميذه ومن علّمهم ثقافة النقاش ليناقشوا نصه المسرحي آفان وطيلة ساعات بين قراءة ونقاش قدم التلاميذ وجهات نظر متعددة متعلقة بشخصيات العمل وكيفية إسقاطها على وقعهم ومحيطهم.
في "قاعة احلام شهد" قرأ محمد سليمة وعلاء فرشيشي وغادة الرياحي وهشام مرداسي نص مسرحية "آفان" التي انتجها مركز الفنون الركحية سليانة واخرجها شادي الماجري وهي عرائسية موجهة للطفل صنع دماها وليد الوسيعي وتناول العمل سيرة الطفل افان الحالم بإثبات وجوده في قبيلته رغم رفض الجميع لبطولاته.
"افان" سيرة الحالمين والصادقين، قصة احد ابطال هذه الارض، قصة طفل يحاول محاربة كل الشرور وهدفه الوحيد اثبات صدقه وقدرته الحقيقية على انجاز بطولة تسعده، افان تجربة تمزج الواقع بالخيال وتدعو الطفل ليتصالح مع الواقع ويعرف كلمة "الحياة الوردية" ليست سوى اكذوبة، فهناك الكثير من الصراعات يعيشها الطفل كما يصرح علاء فرشيشي باعث افان الى الحياة بعد بقائه طويلا على الورق.
"افان" الشخصية المسرحية المتوجة بالحب تحول من شخصية مسرحية لى بطل كتاب "افان" الصادر عن دار ميارة للنشر واحترم كاتبه النص كما قدّم على الركح ليكون الكتاب بمثابة الارشيف والحفاظ على الذاكرة المسرحية، اللقاء مع تلاميذ مدرسة الطيب المهيري كان جد مميز، تلاميذ لهم قدرة على تحليل النص وقراءة شخصياته، اطفال تعلموا التمييز بين الخير والشر والحرية والعبودية من خلال شخصيات العمل، تفاعلوا لساعتين مع كاتب النص وطرحوا اسئلتهم عن الشخصيات وتركيبتها النفسية والعاطفية ايضا، بعضهم طرح اسئلة عن العالم السفلي واخر عن الرحلة وثالث اطنب في الحديث عن ملامح الموروث التونسي الموجود بين دفتي الكتاب، تفاعل يؤكد قيمة نوادي المسرح في المؤسسات التربوية ودوها الحقيقي في توعية الطفل التلميذ وتعليمه كيف يقرئ العمل الفني ويتعامل مع المادة الابداعية المطورحة.

القراءات لبنة نقدية اخرى توجه للطفل

"قراءات kids " لقاء جديد مع النصوص المسرحية الموجهة للطفل، بعد نجاح القراءات المسرحية المهتمة بمسرح الكهول اختار المركز الانفتاح على الطفل "احتراما لمادة مسرحية تكتب بالكثير من الصدق واحتراما لحق اطفالنا في التعرّف على النصوص المسرحية الجيدة والخالدة فكرنا في قراءات للطفل، من حق الطفل معرفة كيف يتشكل النص المسرحي ومن حقه التمتع بفرصة للنقاش ومعرفة ان العمل الذي يقدم خلفه نص ناجح واخترنا افان لانه اول انتاجات المركز وسيكون فاتحة هذه اللقاءات المشبعة بطاقة من الحب والكتابة والتفكير خارج الاطر المعتادة" كما صرح مدير مركز الفنون الركحية سليانة صالح لفالح للمغرب.
اختيار "افان" لم يكن صدفة فلعلاء الفرشيشي طريقته جد الخاصة في الكتابة للطفل، يضع الكثير من روحه على نصه وهو صاحب "احلام شهد" و "عرائس الليل" و"توبي الدوامة" و"السيد حاكي" وغيرها من النصوص المدافعة عن ذكاء الطفل والمكتوبة بلغة جميلة ومسكونة بقيم تدافع عن انسانية الانسان.
قراءات kids لبنة نقدية جديدة تضاف الى مركز الفنون الركحية بسليانة، فعل اخر يوجه للطفل قراءة ونقدا، في القراءات سيلتقطون النصوص المكتوبة بجدية ويعيدون اليها الحياة امام الاطفال، فالطفل متلقي ذكي وصادق ولا يعرف المجاملة ، امام الاطفال سيقرئ الممثلين نصوصهم من جديد، تلك الشخصيات التي احيلت الى دفة "النسين" بعد انتهاء عدد عروض المسرحية ستقفز من الادراج والورق وتعود من جديد في شكل قراءات للطفل، فالشخصية المسرحية لن تموت طالما هناك كتابة، لان الكتابة اعادة حياة ومن حق الطفل التعرّف على هذه النصوص، من حقه الاستمتاع بشخصيات مسرحية تشببه احيانا ويتعلم منها احيانا اخرى لان المسرح لقاء تفاعلي بين كاتب النص والطفل المتلقي.

 

 

المشاركة في هذا المقال

تعليق1

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115