وسط عجز دولي عن وقف جرائم الإبادة الإنسانية التي يمارسها الإحتلال منذ يوم 7 أكتوبر 2023 ، والتي خلفت أدمى وأعنف حصيلة شهداء وجرحى ونازحين ولاجئين على مستوى العالم خلال العقود الأخيرة .ولعل الأرقام وحدها تعكس بشاعة المجازر التي اقترفها الاحتلال بمباركة أمريكية تحت شعار " اسئصال حماس والفصائل المسلحة "، فقد بلغ عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا في غزة 23,708، وفي الضفة الغربية 347، وعدد الأشخاص الذين قتلوا في كيان الاحتلال كان أكثر من 1300 وفق أحدث الأرقام الرسمية .
ووفق تقرير أممي تناقلته وسائل إعلام نفذت سلطات الإحتلال 1993 مجزرة خلفت ٱلاف الضحايا والجرحى أغلبهم من النساء والأطفال،
بالإضافة إلى حالة من الدمار غير المسبوق الذي طال المنشٱت السكنية وأضر بالبنية التحتية في القطاع المحتل ما جعل ظروف العيش غير مناسبة وغير صالحة للسكن وفق تقديرات أممية.
كما أجبرت الحرب 2 مليون فلسطيني، من أصل 2.3 مليون يعيشون في القطاع، إلى النزوح والإحتماء إما في مراكز الإيواء أو داخل خيم في مخيمات مُستحدثة أو لدى أقاربهم وفق مانشرته الأناضول أمس.
ووفق حصيلة الحرب بين إسرائيل وحماس، ومصدرها وزارة الصحة الفلسطينية بالإضافة إلى مراقبين دوليين وجماعات إغاثة،جاء في تقرير نشرته "اسوشيتد براس"أن هذه الحرب هي الأطول والأكثر دموية بين إسرائيل والفلسطينيين منذ عام 1948، ولا تظهر أي علامات على قرب انتهائها رغم الجهود الدولية لإدانة إسرائيل ، وٱخرها الدعوى التي رفعتها جنوب افريقيا ضد كيان الإحتلال بتهمة ارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين .ويأمل المجتمع الدولي أن تنتهي هذه الحرب في أقرب وقت في ظل ماتواجهه إسرائيل من إدانة دولية رغم أن الجيش الإسرائيلي أكد أن الحرب قد تستمر طوال عام 2024.
وفي حصيلة رسمية قتل في هذه الحرب من الجانب الإسرائيلي نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجزت فيه حماس 250 آخرين كرهائن تم الإفراج عن عدد منهم بموجب اتفاق هدنة استمرت أسبوعا في نوفمبر المنقضي، وفق شروط فرضتها المقاومة وتم خلالها الإفراج عن أسرى فلسطينيين أيضا.
بلغ عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا في غزة 23,708، وفي الضفة الغربية 347، ورغم أن الأرقام مفزعة في القطاع المحتل إلا أن حجم الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين جراء الحرب غير معروفةالى حد الٱن، ٱذ يعتقد أن عددا كبيرا من الضحايا لايزال تحت أنقاض البنايات التي دمرتها ٱسرائيل على رؤوس ساكنيها دون إهتمام بالمواثيق والقوانين الدولية وفي انتهاك صارخ لحقوق الإنسان
ووفق نفس التقرير قتل 148 من موظفي الأمم المتحدة في غزة، أما عدد العاملين الصحيين الذين قتلوا فبلغ 337 على الأقل، فيما قتل 111 صحفيا.
وتتراوح نسبة المباني التي يحتمل تضررها أو تدميرها في غزة بين 45-56 في المئة، أما المستشفيات في غزة التي تعمل جزئيا فهي بين 15 و36 مستشفى وفق الاسوشايتد براس.
كما يواجه 576600 مدني فلسطيني، أي نسبة 26 في المئة من السكان، "الجوع والمجاعة الكارثية".
كما بلغت نسبة المباني المدرسية المتضررة في غزة أكثر من 69 في المئة، وتضرر 142 مسجدا بالإضافة إلى ثلاث كنائس، وألحقت أضرار بـ 121 سيارة تابعة للإسعاف.ويعد 625 ألف طالب خارج المدرسة، أي بنسبة 100 في المئة من الطلاب.
بلغ عدد الجرحى الفلسطينيين في غزة 60,005، وفي الضفة الغربية أكثر من 4,000، أما في صفوف الإسرائيليين فكان مجموع الإصابات 12,415 إصابة.أوصيب 1,085 جنديا إسرائيليا في الهجوم البري.
ومنذ بدء الحرب يوم 7 أكتوبر المنقضي أجبر جيش الإحتلال متساكني قطاع غزة على الخروج قسرا من القطاع هربا من القصف تارة وعبر إجبارهم على الخروج تارة أخرى باعتماد وسائل الترهيب وباعتماد أوامر الإخلاء قبل قصف الوحدات السكنية .ويبلغ عدد الفلسطينيين المهجرين في غزة هو 1.8 مليون (85 في المئة من سكان غزة)، وبلغ عدد الفلسطينيين في الضفة الغربية الذين هجروا 1208، ويتعرض الفلسطينيون منذ 75 عاما لسياسة تهجير قسري ممنهجة ، وهي سياسة يمارسها ضدهم الاحتلال الإسرائيلي عبر أساليب متعددة من خلال القصف والحرب وأيضا عبر استعمال وسائل تهديد وضغط وتنكيل ضد الفلسطينيين لإجبارهم على مغادرة أرضهم .
أما الرهائن الذين احتجزتهم حماس في 7 أكتوبر حوالي 250، أفرج عن 121 منهم حتى الآن، وبقي 136 رهينة في القطاع.أما الرهائن الذين قتلوا أو ماتوا في أسر حماس نتيجة ضربات وقصف إسرائيلي فبلغ عددهم 33 شخصا.
العدالة الدولية .. أين؟
وتصف الجمعيات الدولية الوضع الإنساني في قطاع غزة بأنه "أكثر من كارثي"، وسط تحذيرات متزايدة من نفاد الوقود الذي قد يحوّل المستشفيات إلى مقابر بدل اعتبارها أماكن للعلاج أو للاحتماء من القصف.و رغم دخول الشاحنات المحمّلة بالمواد الغذائية والأدوية والمياه، إلا أن الحاجات الإنسانية على الأرض كبيرة جدا .
وعشية دخول الحرب الدامية في قطاع غزة يومها المئة، قالت الأمم المتحدة، إن النزاع "يلطخ إنسانيتنا المشتركة"، في حين أكد رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أن "لا أحد" سيوقف بلاده حتى تحقّق النصر على حركة حماس في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وفي ظل أوضاع معيشية وصحية وصفتها تقارير دولية بالكارثية، يقف المجتمع الدولي عاجزا أمام ماتمارسه ٱسرائيل من جرائم حرب وإبادة ضد أصحاب الأرض . وجاءت الدعوى التي
رفعتها جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، تتهم فيها إسرائيل بارتكاب "جرائم إبادة جماعية" في القطاع لترفع الٱمال بقرب وقف الحرب.
وعقدت العدل الدولية في لاهاي، يومي الخميس والجمعة، جلستي استماع علنيتين في إطار بدء النظر بهذه الدعوى.
وعرضت جنوب إفريقيا في دعوتها المكونة من 84 صفحة، دلائل على انتهاك إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال لالتزاماتها بموجب ميثاق الأمم المتحدة، وتورطها في ارتكاب ابادة جماعية.
اختتام الجلسات المعلنة لمحكمة العدل
وأعلنت محكمة العدل الدولية، أنها اختتمت جلسات الاستماع العلنية بشأن محاكمة إسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية" في قطاع غزة، بناء على دعوى رفعتها دولة جنوب إفريقيا وأيدتها عشرات الدول، في سابقة تاريخية في الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وفق وكالة "وفا" الفلسطينية للأنباء.
ووجّه القيادي الفلسطيني في الجهاد الإسلامي احسان عطاي في تصريح لـ" المغرب " على هامش زيارته لتونس تحية لجنوب افريقيا التي برهنت من خلال هذه الدعوى عن مواقف مشرفة . وقال :" ان جنوب افريقيا اليوم قدمت نموذجا مهما من الدعم القضائي ضد عدو مجرم يرتكب حرب إبادة جماعية ويقتل ويرتكب المجازر بشكل كبير وقدمت نموذجا داعما لفلسطين بغض النظر عن الملاحظات التي أثيرت في الإعلان ولكن هذا الموقف انطلاقا من رؤية جنوب افريقيا هو موقف يشّرف جنوب افريقيا ."
وكانت المحكمة قد أشارت في بيان صدر عنها، أنها ستبدأ الآن مداولاتها، وسيصدر قرارها في جلسة علنية يعلن عن موعدها في الوقت المناسب.
ولفتت إلى أنه في نهاية جلسات الاستماع، قدم وكيل جنوب إفريقيا، سفيرها لدى هولندا فوسيموزي مادونسيلا، طلبا جاء فيه: "تطلب جنوب أفريقيا، كدولة طرف في اتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية، من المحكمة، كمسألة ذات أهمية قصوى، وفي انتظار حكم المحكمة في هذه القضية من حيث الجوهر، أن تشير إلى الإجراءات المؤقتة التالية فيما يتعلق بالشعب الفلسطيني كمجموعة محمية بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية. هذه الإجراءات مرتبطة مباشرة بالحقوق التي تشكل موضوع نزاع جنوب أفريقيا مع إسرائيل".
والإجراءات التي طلبتها جنوب إفريقيا من المحكمة، تتضمن وجوب تعليق إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة وضدها على الفور، وضمان عدم اتخاذ أي وحدات عسكرية أو مسلحة غير نظامية قد تكون تحت إدارتها، أو تدعمها أو تؤثر عليها، وكذلك أي منظمات وأشخاص قد يكونون خاضعين لسيطرتها أو إدارتها أو تأثيرها، أي خطوات تتعلق بمواصلة العمليات العسكرية، كما يجب على جنوب إفريقيا وإسرائيل، كل منهما وفقًا لالتزاماتهما بموجب اتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية، فيما يتعلق بالشعب الفلسطيني، اتخاذ جميع التدابير المعقولة ضمن سلطتهما لمنع الإبادة الجماعية.
كما أشارت إلى أنه يجب على إسرائيل، وفقًا لالتزاماتها بموجب اتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية، فيما يتعلق بالشعب الفلسطيني كمجموعة محمية بموجب اتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية، الكف عن ارتكاب أي وكل الأعمال التي تقع ضمن نطاق المادة الثانية من الاتفاقية، وبشكل خاص: قتل أعضاء المجموعة؛ التسبب في أذى جسدي أو عقلي خطير لأعضاء المجموعة؛ التعمد بفرض ظروف حياة على المجموعة تهدف إلى إحداث دمارها الجسدي جزئيًا أو كليًا؛ وفرض تدابير تهدف إلى منع الولادات ضمن المجموعة.
وأكدت الإجراءات التي طلبتها جنوب إفريقيا من المحكمة، أنه يجب على إسرائيل، الكف عن، واتخاذ جميع التدابير ضمن سلطتها بما في ذلك إلغاء الأوامر ذات الصلة، للقيود و/أو الحظر لمنع: الإخلاء والتهجير القسري للفلسطينيين من منازلهم، وحرمانهم من الوصول إلى الغذاء والماء الكافي؛ ومن الوصول إلى المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الوصول إلى الوقود والمأوى والملابس والنظافة والصحة؛ المواد الطبية والمساعدات؛ ومنع تدمير حياة الفلسطينيين في غزة.
اقتحامات الأقصى
أفاد تقرير فلسطيني بـ "اقتحام مستعمرين، اليوم الأحد، باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي".
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية ( وفا ) اليوم عن شهود عيان قولهم إن "عشرات المستعمرين اقتحموا الأقصى، من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية".
ووفق الشهود ، "منعت شرطة الاحتلال المتمركزة على أبواب البلدة القديمة والمسجد الأقصى، المواطنين من الدخول، ما تسبب بانخفاض أعداد المصلين لليوم الـ100 على التوالي" .
الأمطار الغزيرة تغرق مراكز الإيواء
وزادت الأمطار الغزيرة والمناخ البارد من معاناة القطاع المحاصر فقد غرقت العشرات من مراكز الإيواء التي تؤوي عشرات الآلاف من الفلسطينيين في المناطق الشمالية والجنوبية من قطاع غزة، بعد أن دخلت مياه الأمطار المختلطة مع مياه الصرف الصحي إلى الغرف الصفية، والخيام، ومنازل المواطنين.
وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية ( وفا ) امس الأحد أنه في شمال القطاع، غرقت عدة مراكز تؤوي آلاف النازحين، إضافة إلى منازل وخيام المواطنين، في جباليا وبيت حانون، وبيت لاهيا، بفعل الأمطار الغزيرة التي هطلت طيلة الساعات الماضية وفجر اليوم.
وأضافت أن مراكز الإيواء في مدينة غزة غرقت، حيث دخلت مياه الأمطار إلى مدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) ، في حي الرمال، ومنطقة مربع الجامعات، ومنطقة عسقولة، وأحياء الزيتون والشجاعية والدرج والتفاح.
وفي وسط القطاع، دخلت مياه الأمطار إلى مراكز الإيواء التي تضم عددا من مدارس الأونروا والحكومية، إضافة إلى غرق مراكز الإيواء في مدينتي خان يونس ورفح، كما أن غالبية الخيام بمدينة رفح غرقت وتطايرت نتيجة الرياح الشديدة، حيث تؤوي كافة الخيام أطفالا.
وناشد المواطنون، كافة المؤسسات الدولية، ومنظمة الصحة العالمية، بضرورة التحرك العاجل لوقف "العدوان" الإسرائيلي بالدرجة الأولى، وتوفير مراكز تؤويهم من الأمطار والبرد القارس، في ظل عدم تمكنهم من العودة إلى منازلهم التي هدمت معظمها. ويعاني المواطنون، خاصة من النازحين أوضاعا صعبة في ظل "العدوان" الإسرائيلي المتواصل لليوم الـ100 على التوالي، إضافة إلى المنخفض الجوي الذي يضرب فلسطين.