اليوم ينطلق مهرجان المسرح العربي في بغداد: من تونس الحضارة الى بغداد السلام والفن تتفتح براعم ثريا بوغانمي على الخشبة

تحرري وأنصتي فقط لنبض القلب وصوت الجسد،

اكتبي حريتك بجسدك واتركي له كل المساحة ليعبر بالرقص، فالرقص حرية والرقص اشد التعبيرات صدقا وأكثرها ارتباطا بما يخزنه القلب من مشاعر، ارقصي فرقصك ثورة، ارقصي فحركاتك تعبيرة ازلية للحب وللحياة، هكذا الرقص لدى الكوريغراف ثريا بوغانمي، تلك الحالمة دوما بلغة صادقة تلتصق بهموم الانسان وتنصت لوجع النساء وتعيد كتابة احلامهنّ وأصداء اوجاعهنّ بجسدها على الركح.

فالرقص تيمة للحرية والجمال والرقص المسرحي اختارته ثريا بوغانمي ليكون لغتها الصادقة وتمثل البوغانمي تونس ضمن فعاليات الدورة الرابعة عشرة لمهرجان المسرح العربي، تمثل تونس تحت علم العراق، فالتونسية العاشقة لفنها تحمل وطنها اينما حلّت وتشارك في المهرجان ومسابقته الرسمية باسم دولة العراق في عمل "بيت ابو عبد الله" للمخرج انس عبد الصمد في اول تعامل فني تونسي عراقي ويقدم العمل في مسرح الرشيد يوم 13جانفي 2023 في الرابعة بتوقيت العراق اي الثانية ظهرا بتوقيت تونس.

هي سلسلة هذه الارض وحاملة حكايات نسائها بين جنبات القلب، اتجهت الى المسرح ليكون كتابها المفتوح للتعبير عما يخالج الروح ويسكن الجسد من خوف وحبّ، اختارت لخشبة فضاءها الدائم لكتابة الياذة الجسد النسائي واحلامه، ثريا بوغانمي الكوريغراف المحبة للمسرح والرقص استطاعت بحرفيتها الدمج بين فننين ينتصران للانسان في كل اعمالها الفنية، ترقص للحرية وترقص للحياة والثورة النسائية التي تكتبها بجسدها في كل اعمالها الفنية.
ثريا بوغانمي خريجة المعهد العالي للموسيقى والمسرح بالكاف، تونسية شامخة ككل صانعات الحياة والجمال، زهرة برية تونسية الروح والشذى سيتفتح عطرها على ركح مسرح الرشيد لتمثل وطنها بروحها وفكرها وتنافس باسم عراق السلام على جائزة السلطان القاسمي، البوغانمي الطفلة العاشقة للألوان والرقص تشارك ضمن فريق مسرح المستحيل الذي يديره المسرحي والمخرج انس عبد الصمد وتمثل دولة العراق ضمن منافسات الدورة الرابعة عشرة لمهرجلان المسرح العربي وتنافس على جائزة سلطان بن محمد القاسمي.
تشارك ثريا بوغانمي مع فريق مسرحية "بيت او عبد الله" ويقدم المخرج العمل كالتالي: " العرض من نوع الميتامسرح، نرمز من خلالها للهم الإنساني عالمياً، يصلح للتقديم في أي مكان وزمان، يتوزع بين شطرينن لغة الجسد والمغايرة، تأسيساً على مرجعية المشاهدة؛ إذ نترك للجمهور حرية بناء نص في مخيلته بعد مغادرة القاعة" مضيفا"نبدأ بالبسمة، في عرض شعبي قائم على استنفار جسدي تأكيداً لمفهوم اللغة الأخرى، لافتاً: أبو عبد الله، امتداد لأعمالي السابقة، التي قدمتها بفرقتي الخاصة "المستحيل".
ثريا بوغانمي احدى اجمل شقائق النعمان في تونس، كوريغراف ثارت على النمطية في الفعل المسرحي، يفتنها لقب "شقائق النعمان" وكان سابقا اسم لإحدى اعمالها واختارته عن رغبة وذكاء، فتلك الزهرة البرية الحمراء القانية تشبه الكوريغراف في جمالها وقوتها وهشاشتها أيضا وبين شقائق النعمان وثريا بوغانمي شبه كبير فكلتاهما تشرئب لأشعة الشمس وكلتاهما تصنع الجمال كلما برزت.
هي الحالمة بمشهد مسرحي مختلف، وهي المدافعة عن حقوق النساء بالمسرح والرقص، هي الثائرة دائما في اعمالها الخاصة والأعمال الجماعية ايضا، ثريا بوغانمي كوريغراف نجحت في تونس ووصل صدى نجاحاتها اغلى بغداد السلام لتمثله في المهرجان، اعترافا بدور وريادة المبدعة التونسية في كل المجالات المسرحية واولها الرقص المسرحي.
ثريا بوغانمي تشارك في مسرحية "بيت ابو عبد الله" وهي العارفة بالمسارح العراقية فقد سبق وان لعبت ممثلة وطنها بمسرحية " منطق الطير" مع نوفل عزارة، وفي رصيدها العديد من النجاحات في اعمال مسرحية راقصة جميعها تنصت لوجع الانسان وتنقله على الخشبة.
ثريا بوغانمي نجحت في "توحشت" الذي انتصرت من خلالها لوجع النساء ورصدت حكاياتهنّ،" توحشت هو في الحقيقة صورة لامرأة لاحقني انينها و عذابها منذ تقريبا خمس سنوات و انا طالبة بالمعهد العالي للفن المسرحي عندما اطلعت على رواية مريم،،تسقط من يد الله، للكاتبة التونسية فتحية الهاشمي التي اتقنت عن طريق الكتابة التوغل في عوالم هذه المرأة" كما صرحت سابقا للمغرب.
ثم تميزت في "شقائق النعمان" ويتناول العمل معاناة المرأة العربية بعد الفقد، وقد اعتمدت في البناء الدرامي للحركة على علاقة المرأة بالطبيعة، وكيف تُوّظف جسدها، وكيف يعاني هذا الجسد، وكيف يدخل الجسد في علاقة ممتدة مع العذاب والألم واستعملت الفنانة تقنيات الرقص المعاصر لإيصال رسائل الفقد ومخلفاته على النساء.
واخر نجاحاتها كان "رحّل" مسرحية راقصة تحاكي الرّحل الباحثين عن الهوية، ومن خلال الحركة والرقص قدمت بوغانمي وعبد الحليم المسعودي كاتب النص سيرة هذه الارض وحكايات ابنائها عبر التاريخ، بالجسد اكدت بوغانمي انّ هذا الوطن صنعت النساء امجاده، وهذا الوطن مساحة للفن والاختلاف، وقبلها نجحت بوغانمي في "حالة" و"ضيق نفس" و"صالة" و"شقائق النعمان" وستتفتح براعم الزهرة البرية التونسية في بغداد لتمثل العراق جسدا ورقصا وروح متمردة.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115