الإبادة الصهيونية في يومها الـ95 ... 23.210 شهيد و59167 إصابة ملامح خطة أمريكيّة لوقف الحرب ونزيف الشهداء يتصاعد في غزة

تتواصل حرب الإبادة الشاملة التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة الصامد

لترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 23.210 شهيد و59167 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي نتيجة استمرار القصف الإسرائيلي المستمر. وتجري في الاثناء جهود ومساع متعددة لإنهاء الحرب التي لم تحقق فيها حكومة الاحتلال أهدافها التي وضعتها فيما يتعلق بإنهاء فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة ووجدت نفسها أمام ضغوط متزايدة داخليا وخارجيا خاصة بعد ان أكد تقرير بأن حجم خسائر دولة الاحتلال من الحرب ستبلغ 14 مليار دولار خلال عام 2024 .

وفي الأثناء شملت زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للشرق الأوسط وهي الزيارة الرابعة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023 ، قادته إلى تركيا الأردن قطر الإمارات السعودية وآخر محطاتها كانت أمس في الأراضي المحتلة . وتتباين المواقف والقراءات لهذه الجولة إذ يرى مراقبون أنها تتنزل في سياق مساع أمريكية لحماية إسرائيل وضمانا لعدم توسيع الحرب على الجبهات الأخرى ، فيما يرى شق آخر أنها زيارة لن تحمل تطورات جديدة وحلولا ناجعة عدا وعود غير كافية لإنهاء الحرب ووقف الإبادة التي تمارسها سلطات الإحتلال الإسرائيلية ضدّ الفلسطينيين.
ووفق مراقبين لدى الولايات المتحدة الأمريكية هدف دبلوماسي جديد في حرب غزة، وهو إقناع "إسرائيل" بتقليص حجم عملياتها العسكرية في الأسابيع المقبلة. إذ يعدّ ذلك اختبارا جديا لإدارة بايدن، ويمكن أن يساعد نجاح الإدارة الأمريكية في هذا الاختبار في تحديد المرحلة التالية من الحرب، ففي العلن، اتخذت الجهود الأمريكية لتوجيه وكبح جماح الحرب الإسرائيلية شكل النصيحة وليس الضغط من خلال محاولة تقريب وجهات النظر بين دول المنطقة العربية وكيان الإحتلال لوقف الحرب وهو ماحمله بلنيكن خلال هذه الجولة العربية التي يقوم بها منذ بداية الأسبوع في المنطقة .
هذا وكشفت تقارير إعلامية غربية وإسرائيلية أنّ هدف زيارة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، للأراضي المحتلة، هو "تقديمه طلبا من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بالانتقال للمرحلة الثالثة من الحرب" في إطار خطة لوقف الحرب تمّ طرحها على الدول العربية التي زارها بلينكن مؤخرا ولاقت ترحيبا عربيا. وأوضحت نفس المصادر أن وزير الأمن القومي للاحتلال الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، قال "إن مجلس الحرب غير مفوض للإعلان عن الانتقال لعمليات محدودة في قطاع غزة".ويهدف بلينكن، كذلك، "على نحو يتيح للفلسطينيين النازحين من الشمال إلى الجنوب العودة إلى مناطقهم في شمالي القطاع، كما سيطالب وزير الخارجية الأمريكي الحكومة الإسرائيلية بتحريك المفاوضات لإنجاز صفقة لتبادل الأسرى، ومضاعفة إدخال المساعدات إلى غزة، وتحويل مستحقات الضرائب إلى السلطة الفلسطينية، وتجنب انفجار حرب على الحدود مع لبنان".
ووفق تصريحات رسمية أمريكية تركز جولة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في المنطقة على عدد من القضايا، من بينها مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، والاستماع إلى الرؤية الإسرائيلية لإنهاء الحرب وجهود إطلاق سراح "الرهائن" والتنسيق مع الشركاء لعدم توسيع نطاق الصراع وبحث مرحلة ما بعد الحرب.
ووصل بلينكن إسرائيل مساء الإثنين في زيارة تستغرق يومين، يجتمع خلالها بمجلس الحرب الثلاثاء، قبل أن يتوجه إلى رام الله بالضفة الغربية اليوم الأربعاء.
وخلال لقاءه بلينكن في مستهل جولته أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لوزير الخارجية الأمريكي أهمية وقف العمليات العسكرية في قطاع غزة، و"تكثيف المزيد من الجهود على الصعيد الإنساني".
ويوم أمس قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لمسؤولين إسرائيليين إن ''الفرصة لا تزال سانحة لكسب قبول الدول العربية المجاورة إذا مهدوا الطريق لإقامة دولة فلسطينية'' وفق مانقلته ""رويترز''.
وقال بلينكن إنه سينقل ما دار في محادثات استمرت يومين مع الأردن وقطر والإمارات والسعودية إلى الجانب الإسرائيلي .
وستتضمن محادثاته اجتماعا مع مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي الذي تشكل عقب هجمات مسلحي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس في السابع من أكتوبر التي تقول إسرائيل إنها أسفرت عن مقتل 1200 شخص.وذكر بلينكن أنه سيضغط على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بشأن الضرورة الملحة لبذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين وللتأكد من وصول المساعدات الإنسانية إلى من يحتاجون إليها".وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن الليلة الماضية إن واشنطن تضغط بهدوء على إسرائيل للبدء في سحب بعض قواتها.
وقال بعد اجتماعاته مع الحلفاء العرب إن "دول المنطقة تريد التكامل مع إسرائيل، وهو هدف إسرائيلي على المدى الطويل، لكن بشرط أن يشمل ذلك "مسارا عمليا" لإقامة دولة فلسطينية".
ووفق ''رويترز'' قالت إسرائيل بعد ضغوط أمريكية على مدى أسابيع لتقليص هجماتها إن قواتها تنتقل من الحرب الشاملة إلى حملة أكثر استهدافا في شمال غزة لكنها مستمرة في تكثيف القتال في الجنوب.
نتائج مؤجلة في انتظار موقف إسرائيلي
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن ولي العهد شدد أيضا على ضرورة "العمل على تهيئة الظروف لعودة الاستقرار واستعادة مسار السلام، بما يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وتحقيق السلام العادل والدائم".
وقالت نفس المصادر إنه جرى تبادل الآراء حول تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية والجهود المبذولة تجاهها بما يحقق الأمن والاستقرار، خاصة مستجدات الأحداث في غزة ومحيطها والمساعي بشأنها.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للصحافيين من أمام طائرته قبيل مغادرته مطار العلا الدولي بالسعودية، متوجها إلى إسرائيل، إنه وجد الزعماء في الشرق الأوسط عازمين على منع اتساع الصراع، وإنه سيبلغ "إسرائيل" بما سمعه خلال جولته بالمنطقة.وأشار إلى أنه سيضغط على إسرائيل لفعل المزيد لحماية المدنيين، وسيتحدث عن "رؤيتنا للمستقبل، وأثق بوجود مسار مستقبلي سيحقق السلام والأمن لإسرائيل".
وقال إن "الجميع أقر بالعوائق ولا أحد يعتقد أن شيئاً سيحدث بين عشية وضحاها"، وبشأن التصعيد على جبهة لبنان، قال "ليس من مصلحة أي أحد سواءً لبنان أو إسرائيل أو حزب الله رؤية هذا الصراع يتصاعد".وشدد على ضرورة أن تتوقف هجمات الحوثيين على الملاحة في البحر الأحمر، وقال إنه ستكون هناك عواقب لتلك الهجمات، لكن الولايات المتحدة "تفضل أن يستوعب الحوثيون الرسالة، ويوقفوا الهجمات".
وفي سياق زيارته للدوحة أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ضرورة العمل على الوقف الفوري لإطلاق النار وحماية المدنيين في قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل كاف ومستدام إلى مناطق القطاع كافة، والعمل على خفض التصعيد من أجل ضمان الاستقرار والأمن في المنطقة. وعلى صعيد متصل، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن دولة قطر شريك مهم في الجهود الجارية لإطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة، وأضاف ميلر، في تغريدة على منصة إكس، أن الوزير أنتوني بلينكن موجود في قطر لمواصلة الجهود الحاسمة.
وفي هذا السياق، قالت وزارة الخارجية التركية إن زيارة بلينكن إلى تركيا تم خلالها مناقشة الحرب في غزة والأزمة الإنسانية وعملية تصديق تركيا لطلب السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
ويرى متابعون أن المسؤول الأمريكي يسعى لحث إسرائيل على توضيح المرحلة المقبلة من عملياتها العسكرية وبدء النقاش حول مرحلة ما بعد الحرب، والعمل على زيادة المساعدة الإنسانية إلى الفلسطينيين في القطاع المحاصر. وهي خطوة وإن اعتبرها مراقبون صعبة نتيجة تعنت الجانب الإسرائيلي ، إلاّ توافق الدول التي زارها بلينكن حول عدة بنود على علاقة بوقف الحرب قد يجبر كيان الإحتلال على قبول أية مقترحات جديدا تفاديا لتوسع رقعة الإقتتال في المنطقة .
وتحفظ المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية عن استباق الإعلان عن أية نتائج أو بيانات حول لقاءات الوزير بلينكن مع القادة ومع نظرائه في المنطقة، لكنه توقع "استمرار التنسيق بين الولايات المتحدة وجميع هذه الدول والمؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة للوصول إلى أهدافنا، وهي أهداف مشتركة".
وقال وربيرغ "كلنا في المنطقة نريد أن نرى نهاية هذه الحرب، وكلنا في المنطقة وخارجها نريد أن نرى إطلاق سراح الرهائن، وسوف نستمر في العمل مع حلفائنا لتحقيق هذه الأهداف".
تطوّرات إقليمية

من جانبه قال خيام الزعبي الباحث في العلاقات الدولية بجامعة الفرات لـ''المغرب'' ضرب إيران لناقلتي نفط صهيوني قرب جزر المالديف ، هو أول رد لها على عملية ''اغتيال القيادي صالح العاروري '' البارز في حركة حماس ، ففاجأت الجميع، وغيّرت بسرعة فائقة خطاب عدم الجرأة والخوف إلى خطاب القوة والإنتقام، رافضة بذلك تكريس معادلة تقول أن الضربات الإسرائيلية يمكن أن تمرّ مرور الكرام دون ردّ، فارضة في المقابل معادلة من نوع آخر، معادلة عنوانها “من يعتدي على المقاومة سنحرقه ونجعل منه عبرة للعالم”، في إطار ذلك إن العملية النوعية التي نفذتها إيران تدل على أن العدو ضعيف وهش ودليل آخر على قدرة المقاومة على تلقينه الدروس القاسية.
كما قال الكاتب والمحلل السياسي السوري خيام الزعبي أنه على خلفية التطورات التي تشهدها المنطقة على علاقة بحرب غزة قال أن كلّ من " ايران" و حزب الله قرعتا طبول الحرب مع إسرائيل بعد أن نفذت غارة على مكتب تابع لحركة “حماس” في الضاحية الجنوبية لبيروت، وأضاف أن الصراع بين الجانبين طفا على السطح من جديد، وبدأ يكشر عن أنيابه، وبعد توعد إيران وحزب الله بالإنتقام، أعلن حزب الله مسؤوليته عن إطلاق صواريخ مضادة للدبابات على مركبات عسكرية إسرائيلية،إذ قتل وأصاب عدد من الجنود الإسرائيليين في هجوم استهدف دوريتهم بمزارع شبعا اللبنانية المحتلة، هذا مما دفع الإسرائيليين إلى العيش في حالة خوف ورعب وتوترٍ، كونهم يخشون من أن تؤدّي هذه العملية إلى حرب شاملة ومفتوحة تندلع مع حزب الله وحتى مع إيران وسورية وبعض فصائل المقاومة الفلسطينية.
وتابع ''اليوم باتت المواجهة بين الكيان الإسرائيلي وإيران وحلفاؤها قاب قوسين أو أدنى، فالردود الأخيرة المتبادلة بين الطرفين كانت عبارة عن رسائل أولية محسوبة بينهما، قد تتدحرج الكرة وتنزلق إلى معركة كبيرة كما حدث في العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة الصيف الماضي، إن إيران نفذت عمليتها الأخيرة بين حدي رفض القبول بأي اعتداء عليها وعلى المقاومة، مؤكدة على أنها لن تكون الأخيرة وقد يتبعها عمليات معقدة للجم الأقاويل عنها في ظل سخونة الجبهة الشمالية''.
وأكد محدثنا '' في هذا الإطار ومنذ الإعلان عن جريمة الاغتيال الإسرائيلي لقادة المقاومة، تعيش إسرائيل وذيولها حالة متنامية من القلق والخشية غير المسبوقين، فالكيان الصهيوني متيقن من أن الرد آت لا محالة، ومفتقر في الوقت نفسه إلى معلومات حسية تقوده إلى تحديد مكان الرد وزمانه وحجمه وأسلوبه، الأمر الذي يطلق العنان لتقديرات وتنبؤات استخبارات واسعة، وهي في أغلبها تقديرات تشاؤمية مقلقة ''.
وأضاف الزعبي '' إقدام إيران هذه العملية تحمل رسائل متعدّدة، وموجهة للكيان الصهيوني وحلفاؤه القدامى والجدد في الوطن العربي، الرسالة الأولى كرّست مقولة أنّ طهران لن تسكت على دماء مجاهديها ورجال المقاومة الفلسطينية، وأنّ ثأرها لهم آتٍ لا محالة، مهما طال الزمن، وإنها على جهوزية كاملة لردع الاحتلال، أما الرسالة الثانية، فتنطلق من تأكّيدها أنّه من يحدّد قواعد اللعبة ليست إسرائيل وإنما ايران ومقاومتها من حيث تحديد المكان والزمان المناسبين، أما الهدف من تلك العملية هي رغبة إيرانية بمشاركة حزب الله اللبناني في خوض حرب إستنزاف تنهك الإقتصاد الإسرائيلي'' وفق تعبيره .
في الأثناء أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس الثلاثاء، استعداد بلاده للدخول في مفاوضات من أجل تحقيق الاستقرار في الجنوب، مطالبا "المجتمع الدولي بوقف العدوان الإسرائيلي" وفق ''د ب ا''.
ونقلت "الوكالة الوطنية للإعلام" عن ميقاتي قوله ، خلال اجتماعه مع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكروا في بيروت اليوم،: "نحن طلاب استقرار دائم وندعو إلى حل سلمي دائم، لكن في المقابل تصلنا تحذيرات عبر موفدين دوليين من حرب على لبنان".
وأضاف أن "الموقف الذي أكرره لهؤلاء الموفدين هو هل انتم تدعمون فكرة التدمير؟ وهل ما يحصل في غزة أمر مقبول؟"، مكررا "استعداد لبنان الدخول في مفاوضات لتحقيق عملية استقرار طويلة الامد في جنوب لبنان وعند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، والالتزام بالقرارات الدولية وباتفاق الهدنة والقرار1701".
بدوره ، دعا لاكروا كل الاطراف إلى "التهدئة ودعم الجيش في الجنوب واستمرار التعاون بينه وبين القوات الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل) بشكل وثيق".وتشهد المناطق الحدودية جنوب لبنان توترا أمنيا، وتبادلا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وعناصر تابعة للمقاومة الإسلامية في لبنان، منذ الثامن من أكتوبر الماضي بعد إعلان "إسرائيل" الحرب على غزة. 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115