إثر زيارتها الأخيرة لتل أبيب، في جولة في المنطقة هي الرابعة منذ 7 أكتوبر في حين أعلنت يوم السبت 16 ديسمبر وزارةالخارجية في بيان عن مقتل أحمد أبو شملة أحد موظفيها في المركز الثقافي الفرنسي في غزة إثر قصف صاروخي على مسكن دبلوماسي فرنسي من القنصلية العامة.
وكان الفلسطيني أحمد أبو شملة، الذي يعمل في غزة ضمن الطاقم الدبلوماسي الفرنسي منذ 2002، قد قرر البقاء في رفح بسبب عدم ادراج السلطات الفرنسية أسماء أبنائه الأربعة ضمن قائمة الأشخاص الفرنسيين والعاملين في القنصلية الذين تم نقلهم في إطار "الهدنة الإنسانية" خارج غزة. وأوضح بيان من الخارجية الفرنسية، نشر يوم 16 ديسمبر، متعلق بعملية القصف التي تمت يوم الأربعاء 13 في رفح جنوب القطاع، أن أحمد أبو شملة قد لجأ إلى منزل أحد زملائه الدبلوماسيين في القنصلية العامة رفقة زميلين وأفراد عائلتهما. وخلف القصف الإسرائيلي على مسكن الدبلوماسيين 10 ضحايا من بينهم أبو شملة الذي توفي يوم السبت.
وزارة الخارجية تدين والوزيرة تبرر
وأدان بيان الخارجية الفرنسية بقصف المسكن الذي خلف مقتل عديد المدنيين. وطالب بشدة "توضيحات من السلطات الإسرائيلية في خصوص ظروف هذا القصف في أسرع الآجال." وأعربت الوزارة عن "مشاعرها لخبر مقتل أحد موظفيها متأثرا بجراحه إثر قصف إسرائيلي على رفح جنوب قطاع غزة". وأضاف البيان:"فرنسا تدين هذا القصف الذي استهدف مبنى سكنيا خلف عددا آخر من القتلى".
وإن استعملت الوزارة عبارات واضحة في تنديدها بالقصف وفي مطالبتها بتحقيق سريع في ظروفه، فإن الوزيرة الساهرة عليها اختارت عبارات أخرى. فبعد أن زارت قاعدة عسكرية قرب تل أبيب، نشرت تغريدة على منصة "اكس"، تويتر سابقا، عبرت فيها لنظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين عن موقفها الحقيقي قائلة: " لقد كررت لنظيري إيلي كوهين تمسك فرنسا بأمن إسرائيل في وجه الإرهاب، والضرورة العاجلة لهدنة إنسانية في غزة من أجل تحرير الرهائن وتمرير الإعانة الإنسانية وأهمية عمل كل شيء ممكن لمنع التصعيد مع لبنان". أما عشرات الشهداء في غزة من جراء قصف جيش الاحتلال فلم تجد مكانا في خطابها.
محمد اشتية رئيس الوزراء الفلسطيني يطالب
وخلال لقائها بمحمد اشتية رئيس الوزراء الفلسطيني في رام الله زارت كاترين كولونا إحدى البلدات الفلسطينية وعبرت عن رفضها لعمليات الاستيطان. وقالت "إن عنف المستوطنين "يمنع التوصل إلى حل سياسي. وهي أعمال خطيرة يمكن أن تقود إلى زعزعة الضفة الغربية، وهو ليس من صالح إسرائيل." أما الوزير الأول الفلسطيني فقد رحب بموقف فرنسا الداعم لحل الدولتين وطالب فرنسا بأخذ إجراءات ضد المستعمرين الإسرائيليين الحاملين للجنسية الفرنسية، وذلك على خلفية انتقاد باريس لأعمال العنف من قبل المستوطنين في الضفة الغربية.
ووضحت الهيئة الفلسطينية ضد الحائط والمستوطنات أن المستوطنين قد قاموا ب 2270 هجوما على الفلسطينيين وعلى أملاكهم خلال عام 2023 و أن هجمات للجيش الإسرائيلي خلفت 17 قتيلا في صفوف الفلسطينيين و أضرار مادية جسيمة. وكان النائب الفرنسي طوماس بورت قد طالب بتقديم مواطنيه أمام العدالة الذين شاركوا في جرائم حرب وهم في صفوف الجيش الإسرائيلي. ووضح أن عدد الفرنسيين الذين يقاتلون في غزة ارتفع إلى 4000 جندي من أصل فرنسي. وتواصل قوات الاحتلال عملياتها، بالتوازن مع قصف غزة، في مدن الضفة الغربية مخلفة قتلى وجرحه بالعشرات. وذكرت تقارير إخبارية، استنادا لتصريحات من نادي الأسير الفلسطيني التي تعمل في رام الله أن عدد الفلسطينيين الموقوفين من قبل جيش الاحتلال في الضفة الغربية قد فاق 3000 جلهم من الشباب.
وسوف تتوجه وزيرة الخارجية الفرنسية إلى بيروت عقب زيارتها لتل أبيب ورام الله.وكانت إسرائيل قد قصفت "عن غير قصد" 3 جنود لبنانيين على الحدود في عملية عسكرية ضد حزب الله. وتخشى باريس توسع رقعة "الحرب" إلى لبنان الذي يشكو من أزمة مؤسساتية خطيرة بسبب عدم توصل الفرقاء السياسيين من انتخاب رئيس جديد للدولة ورئيس حكومة جديدة في ظروف اقتصادية خانقة.