تركيز غاراتها على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين مخلفة عشرات الشهداء ومئات الجرحى ، وذلك بعد 73 يوميا من شن عدوانها الغاشم ضد قطاع غزة المحتل ردّا على عملية طوفان الأقصى التي نفذتها بنجاح حركة المقاومة الإسلامية حماس يوم السابع من أكتوبر المنقضي في صفعة غير مسبوقة لاستخبارات حكومة الإحتلال اليمينية المتطرفة. ووفق تقارير فقد تواصلت جرائم الحرب التي ينفذها الإحتلال ضدّ أصحاب الأرض دون رقيب أو حسيب فقد كثفت إسرائيل القصف على مخيمات اللاجئين الأكثر كثافة واكتظاظا بالسكان في كافة أنحاء القطاع المحتل وخارجه.
واستهدفت قوّات الكيان الصهيوني مربّعات سكنية في مخيمات كل من جباليا شمال قطاع غزة والشاطئ غرب القطاع والبريج والمغازي وسط قطاع غزة وأيضا مخيم نور شمس. كما اقتحمت القوات الإسرائيلية مخيم الفارعة قرب مدينة طوباس شمال الضفة الغربية، وذلك للمرة الثانية خلال أسبوعين . كما دهست قوات الاحتلال خيام النازحين بالجرافات في ساحة مستشفى كمال عدوان وقتلت من فيها . وخلّفت المداهمات والقصف تدميرا واسعا لعشرات المنازل السكنية وارتقاء عشرات الشهداء ومئات الجرحى، في تأكيد جديد على رغبة المحتل رفع الكلفة البشرية لضحايا هذا العدوان الغاشم .
وتضم المخيمات الفلسطينية التي تعاني أوضاع مزرية منذ عقود زادتها الحرب كارثية وصعوبة ، حيث تضم المخيمات الفلسطينية آلاف السكان في منطقة جغرافية ضيقة ضمن منازل لا تستجيب لأية معايير من السلامة أو أية ضمانات للعيش الكريم في مشاهد تقشعر لها الأبدان بعد أن زادتها العوامل الطبيعية الحادة كارثية ودمارا. العوامل الطبيعية التي أثرت على المخيمات زادها القصف الإسرائيلي الممنهج بشاعة وفظاعة ،وتأتي هذه الاقتحامات والإعدامات التي يمارسها الجيش الإسرائيلي في مخيمات وبلدات فلسطينية في استمرار لمسلسل الإنتهاكات الصهيونية اللاإنسانية ضد الفلسطينيين إذ خلفت الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة ، استشهاد نحو 19 ألف مواطن، وإصابة أكثر من 52 ألف آخرين، 70% منهم من النساء والأطفال، في حصيلة غير نهائية، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة نجم عنها استنفار دولي كبير في صفوف المنظمات الدولية والأممية رغم أن أصواتها لم تنجح في وقف آلة الحرب الإسرائيلية بعد فيتو أمريكي عرقل تصويتا على قرار هدنة طُرح في جلسة طارئة لمجلس الأمن.
استهداف النازحين واللاجئين
واستشهد 35 فلسطينيا وأصيب العشرات، أمس الأول الأحد خلال قصف الطائرات الإسرائيلية الحربية منزلين في بلدة جباليا شمال قطاع غزة.
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) ، عن مصادر محلية قولها إن ''طواقم الدفاع المدني والإسعاف انتشلت 24 شهيداً، و90 جريحا على الأقل، جراء تدمير طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة شهاب في جباليا، وما زال العشرات تحت الأنقاض''.كما ذكرت الوكالة أن 11 مواطنا استشهدوا وأصيب العشرات في قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة خلة في بلدة جباليا.كما أفاد تلفزيون الأقصى الفلسطيني، مساء الأحد، بأن أكثر من 10 أشخاص استشهدوا، وأُصيب العشرات في قصف جوي إسرائيلي على منزل عائلة القطشان، في مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة.
ووصفت حركة "حماس" الفلسطينية، استهداف القوات الإسرائيلية للمدنيين النازحين من شمال قطاع غزة إلى الجنوب هربا من القصف المستمر بأنه عمل "فاشي مجرم" و"عار على جبين" المجتمع الدولي.
جاء ذلك في بيان نشرته الحركة على تلغرام، عقب تأكيد وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة، سقوط شهداء وجرحى في استهداف الجيش الإسرائيلي للنازحين الفلسطينيين في وادي غزة، أثناء توجههم إلى جنوب القطاع.
واعتبرت الحركة أن "قتل الاحتلال لأكثر من 50 شهيدا في هذه المجازر واستمراره في ارتكاب المزيد من الجرائم، أمام سمع وبصر العالم، يشكل وصمة عار على جبين المجتمع الدولي والإنسانية جمعاء".وبينما كشفت "حماس" عن عدد الضحايا جراء القصف الإسرائيلي ضدّ شارع صلاح الدين ومدرسة البراق في بيانها، لم يصدر تصريح رسمي من وزارة الصحة أو الداخلية في قطاع غزة بشأن الحصيلة النهائية لهذين القصفين، حتى الساعة.
ولا تعدّ هذه المرة الأولى التي يتعرض لها نازحون من شمالي قطاع غزة نحو الجنوب، لقصف إسرائيلي أثناء استخدامهم لممرات النزوح التي تعلن عنها إسرائيل.
من جانبها قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن عدد النازحين في مختلف أنحاء قطاع غزة وصل إلى نحو 1.7 مليون شخص منذ 7 أكتوبر الماضي.وكشفت الوكالة في وقت سابق أن نحو 830 ألف نازح يمكثون حاليا في 154 منشأة تابعة للوكالة في جميع محافظات قطاع غزة بما فيها الشمال.كما أعلنت أونروا ارتفاع عدد قتلى موظفي المنظمة الأممية في قطاع غزة إلى 104.وأضافت -في بيان- أن هذا أكبر عدد من عمال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة الذين قُتلوا في صراع بتاريخ الأمم المتحدة.
جلسة لمجلس الأمن
هذا ويتّجه مجلس الأمن الدولي للتصويت في وقت لاحق على مقترح جديد يطالب بدخول المساعدات إلى غزة برا وبحرا وجوا ، بعد أن فشل سبق في لجم الإنتهاكات الإسرائيلية .ويطالب المقترح "إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالسماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة عبر الطرق البرية والبحرية والجوية ووضع آلية للأمم المتحدة لمراقبة عملية تسليم المساعدات الإنسانية".
وقال دبلوماسيون إن "مصير مشروع القرار يتوقف على المفاوضات النهائية بين الولايات المتحدة التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) في المجلس وبين الإمارات التي صاغت النص".ووفق تقارير إعلامية إنّ الولايات المتحدة تريد تخفيف الصياغة المتعلقة بوقف الأعمال القتالية.وتدعو مسودة النص التي قالت عنها ''رويترز'' "إلى وقف عاجل ومستدام للأعمال القتالية للسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق".
كما واصلت حكومة الاحتلال منع دخول الوقود إلى قطاع غزة مما عرقل عمل المشافي وغيرها من المنشآت الحيوية ، رغم التحذيرات من العواقب الوخيمة لذلك، ما تسبب بإغلاق المخابز، والمستشفيات، ومحطات ضخ الصرف الصحي، ومحطات تحلية المياه، والآبار، وهذه المرافق لم تعد صالحة للاستعمال، ورغم السماح بدخول كميات محدودة من الوقود لاحقا، إلا أنّ منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة "لين هاستينغز" قالت بأنها "ليست كافية على الإطلاق".
وقال خبراء أمميّون إن الأضرار الجسيمة "تهدّد باستحالة استمرار الحياة للشعب الفلسطيني في غزة". وكان جيش الاحتلال قد قصف آخر مطحنة قمح عاملة في غزة في 15 نوفمبر.وقال "مكتب الأمم المتحدة لخدمة المشروعات" إن تدمير شبكات الطرق صعّب على المنظمات الإنسانية إيصال المساعدات إلى من يحتاجون إليها.وكان للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة أيضا تأثير مدمر في قطاعها الزراعي، وبحسب "أوكسفام" فإنه: "بسبب القصف المستمر، إلى جانب نقص الوقود والمياه، ونزوح أكثر من 1.6 مليون شخص إلى جنوب غزة، أصبحت الزراعة شبه مستحيلة".