أن حصيلة الصحفيين الذين قتلهم جيش الاحتلال الإسرائيلي قد ارتفعت إلى 86 قتيلا اعتمادا على قائمة اسمية بحوزته. وأوردت يوم الثلثاء قناة "الميادين" خبر مقتل مراسلها في غزة عبد الكريم عودة لتصل الحصيلة إلى 87 قتيلا.ويصعب التدقيق في صحة الأرقام المتداولة في مختلف وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية، بسبب الأوضاع في غزة ومنع سلطات الاحتلال الصحفيين الأجانب والمنظمات الحقوقية من دخول القطاعف. وقدم المكتب الإعلامي يوم الثلاثاء تحيينا لقائمة الضحايا الذي ارتفع إلى 16 ألفا و248 قتيلا، وأكثر من 43 ألفا و616 جريحا منذ 7 أكتوبر في صفوف المدنيين.
واعتبر جوناثان داغر، المسؤول عن منطقة الشرق الأوسط في منظمة "مراسلون بلا حدود" أن "الصحفيين على عين المكان ليس لهم ملاذ آمن وليس لهم أي وسيلة للخروج من القطاع. وهم يقتلون الواحد تلو الآخر." وذكرت آن بوكانديه، مديرة التحرير في نفس المنظمة أنه" على مدى العقد الماضي، لقي 17 فاعلاً إعلامياً فلسطينياً المصير نفسه في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث بلغ العدد الإجمالي 22 قتيلاً، مما يجعل من فلسطين أحد أخطر بلدان العالم على سلامة الصحفيين وحياتهم." مع العلم أن نقابة الصحافيين الفلسطينيين في رام الله أحصت 300 صحفيا في قطاع غزة يقومون يوميا بالتغطية الإعلامية للهجمة الهمجية الإسرائيلية على المدنيين.
وضع غير مسبوق
منذ عام 2001، وثقت "لجنة حماية الصحفيين" مقتل ما لا يقل عن 20 صحفيا على يد قوات الدفاع الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان. ولم توجه اتهامات ضد أي أحد ولم يخضع أحد للمحاسبة على خلفية هذه الوفيات. وذكرت المنظمة الأمريكية غير الحكومية أنها سجلت في 24 نوفمبر الماضي مقتل 49 صحفيا وعاملا في قطاع الإعلام في قطاع غزة وجنوب لبنان وهو رقم لم يسجل منذ 1992 أي منذ أن انطلقت عمليات الإحصاء. وأكد مرصد اليونسكو ارتفاعا ملموسا في عدد القتلى عام 2022 حيث أورد رقم 86 قتيلا في صفوف الصحفيين في... جل بلدان العالم وذلك بنسبة ارتفاع وصلت 50% مقارنة بعام 2021 في حين ارتفعت حصيلة القتلى في غزة إلى قرابة 90 قتيلاأي بنسق 3 قتلى في اليوم الواحد.
وتعتبر كل المنظمات الحقوقية أن ما يحصل في غزة هو سابقة تاريخية تندرج في إطار "التطهير العرقي" كما ورد في تقرير الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان وعملية "إبادة الصحفيين" الفلسطينيين حسب "مراسلون بلا حدود". ولا يعرف العدد الجملي من الضحايا في صفوف الصحفيين الفلسطينيين بسبب وجود "مختفين" و"مهجرين" ما عدا 14 صحفيا تم قتلهم على يد الجيش الصهيوني في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر حسب نقابة الصحفيين الفلسطينيين في رام الله.
قتل ممنهج لمنع التغطية الإعلامية للمجازر الإسرائيلية
منذ عملية حماس العسكرية يوم 7 أكتوبرانتقد الجيش الإسرائيلي الصحفيين والمصورين الدوليين الذين نقلوا صورا حية على ما حصل في إسرائيل. ووجه الكيان الصهيوني انتقادات حادة لوكالات الأنباء الأمريكية والفرنسية من بينها أسوشيتد براس ووكالة فرانس براس وكذلك للقنوات التلفزيونية الأمريكية وعلى رأسها قناة "سي أن أن". وأعطت السلطات العسكرية تنبيها لوسائل الإعلام الأجنبية بعدم قدرتها على حماية مراسليها ومبعوثيها في غزة ومنعت دخول أي صحفي أجنبي للقطاع.
وكتب داني دانون، ممثلالكيان الصهيوني السابق في الأمم المتحدة والنائب في الكنيست على حزب الليكود، تغريدة على "أكس" (تويتر سابقا) جاء فيها: "جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي أعلن أنه سيقضي على كل المشاركين في مجزرة السابع من أكتوبر. المصورون الصحفيون الذين شاركوا في تسجيل الهجوم ستتم إضافتهم إلى القائمة." أي أن هنالك قائمة أخرى مسبقة لاستهداف الصحفيين جهزها الجيش الإسرائيلي لعملياته الإنتقامية في غزة. وذكرت تقارير صحفية أن جيش الطيران قد استهدف مراكز الوكالات والصحف والقنوات التلفزيونية ودمر مبنى وكالة فرانس براس.
وثبت للعموم بعد تصريحات الناطق الرسمي للجيش الإسرائيلي أن الكيان الصهيوني استخدم نظام الذكاء الاصطناعي في حملته على حماس والشعب الفلسطيني بتركيز اهدافمعينة. وقد وردت أنباء على قصف منازل الصحفيين الفلسطينيين في القطاع ليلا. وقام الجيش بقصف الصحفيين الحاملين لهاتف جوالة مسجلة في إسرائيل يمكن تتبعها عن طريق نظام "جي بي أس". ولا تزال إلى الآن آلة الدمار الإسرائيلي تقصف المدنيين ومن بينهم الصحفيين لمنع ترويج أي صورة على العمليات العسكرية وفتح المجال للدعاية العسكرية الممنهجة من أجل تضليل الرأي العام العالمي.