مهددا بعقوبات مالية قاسية للاندية التي ستمنع لاعبيها من المشاركة في 'كان' الكوت ديفوار 'فيفا'ينصف المنتخبات الإفريقية أمام أندية القارة العجوز

كلّما اقترب موعد نهائيات كأس إفريقيا للأمم ،

كلما عاد الصراع على أشده بين الأندية الأوروبية ومنتخبات القارة السمراء بشأن تسريح اللاعبين الدوليين خاصة أن أندية القارة العجوز كثيرا ما رفعت راية التمرد والتمنع عن السماح للاعبيها الأفارقة .وعاد الموضوع ليطفو على سطح الأحداث مع بداية العد التنازلي لضربة بداية نهائيات كأس إفريقيا للأمم بالكوت ديفوار بين 13 جانفي و11 فيفري 2024 .

وتحرك الاتحاد الدولي لكرة القدم 'فيفا' في هذه الفترة لوضع حد لبوادر النزاع من خلال خطاب شديد اللهجة حذر فيه اندية أوروبا من مغبة التمرد على قرار السماح للاعبيها الأفارقة بالمشاركة في المسابقة القارية مهددا إياها بعقوبات مالية في صورة الرفض.واثار فيرناندو كارو رئيس بيار ليفركوزن الألماني قبل فترة وجيزة الجدل بتصريحاته عندما اكد انه سيختار التصعيد من أجل عدم تسريح لاعبيه الأفارقة في كأس افريقيا ،وانتقد كارو توقيت إقامة 'الكان' في ما اعتبره منتصف الموسم مشيرا إلى أنه يفكر في اتخاذ إجراءات قانونية للحيلولة دون مشاركة لاعبيه الأفارقة مع منتخبات بلدانهم في الكأس الإفريقية.
'فيفا'يصدم اندية اوروبا
وجه الإتحاد الدولي لكرة القدم 'فيفا' خطابا رسميا إلى جميع الإتحادات المنضوية تحت لوائه في شتى إنحاء العالم ، يُخبرهم فيه بإلزام جميع الأندية بتسريح لاعبيها المدعوين للمشاركة في كأس أمم إفريقيا في أجل أقصاه يوم 28 ديسمبر 2023.
وألحت مراسلة'الفيفا' على المنتخبات الإفريقية المُشاركة في كأس أمم إفريقيا، بضرورة توجيه الدعوة للاعبيها في أجل لا يتعدى 17 ديسمبر، مشيرة أن أي لاعب لم تُوجه الدعوة قبل هذا التاريخ سيكون من حق فريقه عدم السماح له بالمشاركة في النسخة القادمة من المسابقة القارية.
واستطرد الهيكل الدولي أن الأندية التي ستمنع لاعبيها من المشاركة في النهائيات القارية ستكون عرضة لعقوبات مالية كبيرة.
وكان فيرناندو كارو رئيس ليفركوزن قد صرح في وقت سابق :"أحد أهدافي في مجموعات العمل الخاصة بي في رابطة الأندية الأوروبية والاتحاد الأوروبي لكرة القدم، هو تحسين تواريخ المباريات الدولية، لأنه من غير المقبول أن تقام بطولة كأس إفريقيا في منتصف الموسم. ومن أجل تغيير ذلك، سأدخل في نزاع مع 'الفيفا'. نحن نتحقق مما إذا كانت هناك فرصة قانونية لعدم مشاركة اللاعبين في 'الكان'.
أما بيرنارد سيرين، رئيس نادي آف سي ميتز الفرنسي، في تصريح إعلامي استياءه من إقامة نهائيات كأس إفريقيا منتصف الموسم الرياضي، وقال إن ناديه سيضطر إلى الإستمرار في دفع أجور لاعبيه بينهما هم يشاركون مع منتخباتهم في 'الكان'.
وقال بيرنارد سيرين: "في عام 2017، أقنعنا الكاف بفكرة إقامة كأس الأمم الإفريقية في جوان وجويلية، لكن هذا لم يحدث إلا مرة واحدة، في عام 2019 في مصر، بينما أقيمت النسخة الأخيرة لسنة 2022 في منتصف الموسم في الكاميرون، وقريبا ستقام نسخة 2023 في الكوت ديفوار، في منتصف الموسم، حيث موسم الأمطار في هذه البلدان الإفريقية، يجب علينا أيضا أن نفهم أنفسنا أن اللاعبين الأفارقة يغادرون في بداية شهر جانفي، وبالنسبة لأولئك الذين يذهبون بعيدا في المنافسة، فإنهم لا يعودون إلا بعد شهر ونصف، بينما نواصل نحن في دفع رواتبهم، ويعودون إلى النادي وهم مرهقين أو مصابين".
واستنادا إلى صحيفة 'لوموند'، فإن مجموعة من اللاعبين الأفارقة، عبروا عن رفضهم ترك أنديتهم الأوروبية والمشاركة في نهائيات كأس الأمم الإفريقية، على غرار الإيفواري عبد الله دوكوري، لاعب فريق إيفرتون الإنقليزي، هذا في الوقت الذي ذكرت فيه شبكة قنوات 'espn'، أن الكاميروني أندري أونانا، حارس مرمى مانشستر يونايتد الانقليزي ، لا يزال هو الاخر مترددا في المشاركة مع منتخب بلاده في النهائيات القارية.
وكانت رابطة الأندية الأوروبية، عارضت مشاركة اللاعبين الأفارقة في نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة في الكاميرون 2021+1، وطلبت من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، الترخيص لها بمنع لاعبيها من الالتحاق بمنتخبات بلداهم في إطار الوقاية من انتشار فيروس 'كورونا'، كما أن رئيس نادي نابولي الإيطالي، قال، وقتها، في تصريح صحفي، إن ناديه لن يتعاقد مع اللاعبين الأفارقة ما لم يوافقوا على شرط التخلي عن المشاركة في المنافسات القارية مع منتخباتهم.
قرار يورط مدربي المنتخبات
اذا كان الاتحاد الدولي لكرة القدم قد ألزم أندية أوروبا بتسريح لاعبيها الأفارقة للمشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا فإنه حدد تاريخ 17 ديسمبر كأجل أقصى بالنسبة إلى الاتحادات الإفريقية لإرسال الدعوة للاعبيها مضيفا أن أية دعوة تصل بعد ذلك لا تؤخذ بعين الاعتبار ولن تجبر النوادي الأوروبية على خطوة التفريط في لاعبيها مؤقتا لمنتخباتهم.
وسيضع هذا القرار مدربي منتخبات القارة السمراء في موقف صعب وضغط كبير بحكم أن المدرب سيكون مجبرا على ضبط ملامح قائمته الأولية قبل 17 من الشهر الحالي وجس نبض الأسماء المزمع دعوتها والتي قد تظل مشاركة بعضها بين الشك واليقين ولذلك فإن المجازفة بدعوتها قبل أكثر من شهر من بداية السباق قد تضع المدربين في موقف لا يحسدون عليه،فعلى سبيل المثال يعيش وليد الركراكي مدرب المنتخب المغربي هذا الضغط بعد إصابة نصير مزراوي لاعب بيارن ميونخ الألماني في مباراة الفريق في دوري أبطال أوروبا لا سيما ان الفريق الألماني لم يوضح بعد مدة غياب اللاعب وإمكانية مشاركته في نهائيات كأس إفريقيا من عدمها تظل رهينة تطورات الفترة القادمة وينطبق الأمر على مشاركة كل من إسلام سليماني وآدم وناس مع المنتخب الجزائري ...
بقي أن نشير أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم حدد تاريخ 17 ديسمبر كأجل أقصى لإرسال القائمات الأولية للمنتخبات للمشاركة في كاس إفريقيا المتكونة من 55 لاعبا و3 جانفي لإرسال القائمات النهائية المتكونة من 27 لاعبا.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115