الإفتتاحية
يبدو أن تصريحات الرئيس قيس سعيد في واشنطن خلال الساعات الفارطة وضعت حكومته امام مأزق ما كانت لتتخيله في اسوء الفرضيات التي وضعتها.
بعد حصول اتفاق على مستوى خبراء صندوق النقد الدولي يوم 15 أكتوبر الماضي، ظنّ الجميع أن الاتفاق النهائي مع الصندوق والذي كان مبرمجا
لم يكن ليدور بخلد رئيسة الحكومة التونسية ووزرائها المعنيين بالملف المالي انهم قد يواجهون اشد مخاوفهم لمجرد قيام الفريق التقني لموقع صندوق النقد الدولي بتحيين
حريّ بمن يحسب أنه يعرف التاريخ دون أن يدرسه أن يتوهّم أن جوهر التاريخ ثنائية بسيطة بين الخير والشر. ولذا، فهو يعتقد أن صناعة التاريخ تكون بكسر الشر
في زيارة رئيس الجمهورية إلى بعض الأحياء في المنيهلة منذ يومين قال «انه أراد أن يقول للعالم أن مشاكل تونس اقتصادية واجتماعية» وهي المشاكل التي عاينها
في الخطاب الرسمي للسلطة التونسية يقع التأكيد دائما على ان الحقوق والحريات محمية ومحفوظة وانه لن يقع المساس بها ولا التراجع عنها،
من الظواهر السلوكية الملفتة للنظر طريقة تفاعل التونسيين/ات في السنوات الأخيرة، مع الأحداث وردود أفعالهم المتباينة حول الأخبار التي تذاع على «الفايسبوك»، ودخولهم في المواجهات والاصطفاف
تهيمن التناقضات على المشهد السياسي التونسي وتتعاظم في هذه الفترة لتدفع وتجعله بين منزليتين فلا هو مستقر ليخضع لنسق السلطة وهيمنتها
خلال الايام القلية الفارطة تكثّفت تحركات الرئيس وتنقلاته والتي تزامنت مع تطورات عدة شهدتها البلاد: سياسيا واقتصاديا واجتماعيا والتي يبدو انها كانت خلف خيار الرئيس
من بين المفارقات العديدة التي تعيشها بلادنا الآن مفارقة غريبة تكاد تكون فريدة من نوعها : حكومة يعارضها الجميع لا فقط خصومها الطبيعيون من أحزاب معارضة