زياد كريشان
أصبح من نافل القول التذكير بأن تونس تعيش أزمة مالية عمومية مند سنة 2013، وهي السنة التي استنجدت فيها حكومة «الترويكا» بصندوق النقد الدولي
نهجت تونس طريقا خاطئة منذ عقود ورغم ذلك فقد أتيحت لها فرص عديدة للإصلاح أهدرتها كلها ولعل آخر فرصة
كان الخطاب الذي ألقاه نورالدين الطبوبي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل يوم السبت 29 جانفي بمدنين بمناسبة انعقاد
الاستشارة الالكترونية التي أعلن عن تنظيمها رئيس الدولة في 13 ديسمبر الماضي والتي دخلت في مرحلتها الفعلية يوم 15 جانفي بعد تأخير بأسبوعين
لو حضر بيننا كائن عاقل من المريخ وأنصت خلال أيام إلى كل ما يقال داخل أروقة الحكم وللاهتمامات الرئيسية للسلطة لحصلت
لو أردنا عبارة واحدة لتلخيص المشهد السياسي والاجتماعي الحالي لبلادنا لقلنا أنها ، وبلا منازع، الغموض: غموض مشروع الرئيس وغموض المسار السياسي
لو كتب للرزنامة التي وضعها رئيس الدولة في 13 ديسمبر أن تطبق بحذافيرها سنشهد في نهاية هذه السنة وتحديدا يوم 17 ديسمبر 2022
ماهو المشروع السياسي لرئيس الجمهورية وما هي «الديمقراطية الحقيقية» التي يحلم بها بإرسائها في البلاد ؟ سؤال ،
لقد كرّرنا، ولن نملّ من التكرار،أن الانقسام خطر ماحق يحدق بتونس وأن مآلاته الوحيدة هي العنف بكل أصنافه والهدر القوي لطاقاتنا المادية والبشرية المحدودة بطبيعتها ..
تؤول التراكمات الكمية في جل الأحيان –حتى لا نقول حتما – إلى تحول نوعي وهذا ما قد يفقدنا أحيانا القدرة على الاستباق اعتقادا منا بأن التراكمات الكمية ستبقى إلى الأبد كمية فقط ..