فرص تونس للعودة الى نادي كبار مصدري الفسفاط : توتر الشرق الأوسط يدفع الى اضطراب الإمدادات و ارتفاع أسعار الأسمدة في العالم.. التوتر المحمود

 

شراز الرحالي

تختلف ردود افعال الدول تجاه أسعار السلع في الاسواق العالمية بحسب تموقعها اما هي دول مستوردة او دول مصدرة لسلعة ما، ولئن يمثل ارتفاع سعر البرميل في السوق العالمية هاجس في تونس باعتبارها دولة مستوردة له فان ارتفاع أسعار الأسمدة في العالم هو فرصة يمكن استغلالها لكسب عائدات اكثر .
تاثرت اسعار الاسمدة بمختلف الاحداث بدءا من الجائحة الى الحرب الروسية الاوكرانية حيث سجلت قفزة بين افريل 2020 وأفريل 2022 تجاوزت 280 %. ومازالت في مستوى مرتفع بعد انخفاضها في بعض الفترات وتتسبب الاضطرابات في الشرق الأوسط في تنامي مخاطر متعلقة بالأسمدة باعتبار أهمية المنطقة في السوق العالمية وقد أشارت عدة تقارير إلى أن التوتر الجيوسياسي والصراع الإيراني الإسرائيلي الأخير تسبب في توقف الإنتاج في بعض البلدان المٌنتجة والمصدرة الكبرى في العالم ما عطل سلاسل التوريد عالمياً. وتغطي صادرات بلدان الشرق الاوسط الزراعة العالمية بنحو الثلث والاضطراب الذي تشهده المنطقة يترك ثغرة في حاجيات البلدان الشريكة للبلدان المنجة في الشرق الاوسط وهو ما من شأنه ان يفتح آفاق واسعة أمام تونس لتعزيز مجهودها التصديري للفسفاط ومشتقاته لأسواق اخرى واستغلال الوضع للعودة التدرجية الى الاسواق العالمية بعد فقد تموقعها فيها منذ 2011 بسبب الوضع الاجتماعي اولا وتراجع الاستثمار في القطاع واشكاليات النقل التي تكتلت كطلها لتخرج تونس من نادي كبار المصدرين وتصبح بدورها في بعض الفترات مستوردا للفسفاط ومشتقاته لتلبية الطلب المحلي او لتشغيل المجمع الكيميائي باعتبار الاثار السلبية لانقطاع العمل وما تترتب عنها من اعمال صيانة تتطلب حيزا زمنيا. وتتحدث وثيقة الميزان الاقتصادي للعام 2025 عن فرص للترفيع في صادرات الفسفاط الا انه يسوق في الوقت ذاته مخاطر تواصل اشكاليات قطاع الفسفاط.
وتتوقع تونس ان تسجل السنة الحالية نموا ب 3.2% بناءا على فرضيات عديدة لنمو القطاعات الاقتصادية مع تكثيف الجهود للرفع من نسق انتاج الفسفاط وحلحلة إشكاليات النقل إلى المجمع الكيميائي.
ويتوقع البنك الدولي تواصل ارتفاع أسعار الأسمدة في العام الحالي على أن ينتهى العام على ارتفاع ب 7%، ;ارتفعت صادرات تونس من الفسفاط في شهر ماي المنقضي بنسبة 12.9% وفق المعهد الوطني للاحصاء.
ومن المنتظر ،وفق المشروع السنوي للقدرة على الأداء، أن تشهد سنة 2025 العودة التدريجية لنسق الإنتاج خاصة مع التحسن النسبي للأوضاع الاجتماعية بالحوض المنجمي، بالإضافة إلى تحسين نسق النقل الحديدي للفسفاط. كما ينتظر دعم مجهود الاستثمار لتلافي التأخير الحاصل على مستوى المشاريع الكبرى خاصة مشروع أم الخشب ومشروع فسفاط المكناسي والانطلاق في انجاز المشاريع الجديدة ومنها خاصة دراسة مشروع النقل الهيدروليكي وإنجاز وحدة الإنتاج الجديدة بأم الخشب 2 بالإضافة إلى تأهيل المغاسل ووحدات الإنتاج.

وكانت شركة فسفاط قفصة قد تمكنت خلال سنة 2024 من إنتاج 3 ملاين و30 ألف طن من الفسفاط التجاري على أن يصل الإنتاج هذا العام إلى 5 مليون طن. ومؤخرا قالت الإدارة الجهوية لمعامل المجمع الكيميائي بقابس، انها تعمل على تطوير انتاج مختلف وحداته والوصول بإنتاج خلال السداسي الثاني من السنة الحالية الى حوالي 60 % من الطاقة التصميمية للمعامل.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115