الفصائل الفلسطينية تعتبر مخطط ترامب بمثابة اعلان حرب: اتفاق وقف اطلاق النار بين الاحتلال والمقاومة على المحك

يبدو ان السبت القادم سيكون مفصليا فيما يتعلق بمآل اتفاق وقف اتفاق النار الموقع بين الصهاينة وحركة حماس .

فتصريحات ترامب بالضغط على حماس من أجل الافراج النهائي على كل الرهائن الإسرائيليين هي بمثابة خلط للأوراق واسقاط لكل ما تم الاتفاق عليه خلال المباحثات في قطر.

يأتي ذلك فيما اعتبرت الفصائل المقاومة مخطط ترامب لغزة "إعلان حرب لاقتلاع شعبنا" . ونددت الفصائل بمخطط الرئيس الأمريكي للاستيلاء على قطاع غزة وشرائه وتهجير الفلسطينيين منه، واعتبرته "إعلان حرب لاقتلاع الشعب منه".
جاء ذلك في بيان صدر عن لجنة المتابعة في ائتلاف القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية بغزة (يضم معظم الفصائل)، تعقيبا على تصريحات ترامب التي كان ، حيث قال للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية إنه "ملتزم بشراء غزة وامتلاكها". وقالت الفصائل: "تصريحات ترامب الأخيرة تُعبر عن الوجه الحقيقي للشراكة الأمريكية الصهيونية في العدوان على شعبنا، وهي بمثابة إعلان حرب جديدة تستهدف اقتلاع أهلنا من القطاع".
وتابعت: "هذه التصريحات تُمثل إشارة خطيرة إلى نوايا الإدارة الأمريكية القادمة، ما يستوجب موقفا عربيا ودوليا حازما لإفشال هذه المخططات".
ودعت الفصائل القمة العربية التي تستضيفها مصر في 27 فيفري إلى "اتخاذ خطوات عملية ومباشرة ولعب دور محوري ومؤثر لمواجهة هذه المخططات الإجرامية".
وطالبت بضرورة "قطع الطريق أمام أي مشاريع توطين أو تهجير للفلسطينيين تحت أي صيغة أو غطاء سياسي أو إنساني".
حراك عربي
كما دعت الفصائل الفلسطينية إلى حراك عربي فوري على المستوى الدولي سياسيا وقانونيا لفضح الجرائم الإسرائيلية. وأشارت إلى أن صمود الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية وداخل إسرائيل يتطلب دعما سياسيا وماديا مباشرا لتعزيز "مقاومته وتثبيته على أرضه".
وشددت على أهمية رفض الدول العربية لأي ضغوط أمريكية لتمرير مخططات التهجير القسري، معتبرة أي تهاون في هذا الإطار "تواطؤا مباشرا مع الاحتلال في جرائمه المستمرة".
وختمت الفصائل بتأكيد أنه "لا تهجير، لا اقتلاع، لا استسلام، غزة ستبقى عصية وفلسطين كلها لن تكون إلا لأهلها".
وفي 4 فيفري الجاري، كشف ترامب بمؤتمر صحفي جمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، عن عزم بلاده الاستيلاء على غزة بعد تهجير الفلسطينيين منها إلى دول أخرى.
ولم يستبعد ترامب إمكانية نشر قوات أمريكية لدعم إعادة إعمار غزة، متوقعا أن تكون للولايات المتحدة "ملكية طويلة الأمد" في القطاع الفلسطيني، فيما رحب نتنياهو بخطة ترامب معتبرا أنها "أول فكرة جديدة منذ سنوات".
رفض إقليمي ودولي
وأثارت هذه التصريحات ردود فعل واسعة إقليميا ودوليا فقد أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيسة وزراء الدنمارك ميتا فريدريكسن امس الثلاثاء "ضرورة التنفيذ الكامل لإتفاق وقف إطلاق النار في غزة بمراحله الثلاث، وتبادل إطلاق سراح الرهائن والأسرى، وتيسير دخول المساعدات الإنسانية لإنهاء الوضع الإنساني الكارثي الذي يعاني منه أهالي القطاع"، وبدء عمليات إعادة الإعمار.
وقال المتحدث في بيان صحفي امس، إن الاتصال تناول التأكيد على أهمية تنفيذ مخرجات الزيارة التي أجراها الرئيس المصري إلى الدنمارك مؤخرا، فضلا عن كافة محاور الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، لاسيما في المجالات الإقتصادية والاستثمارية، والطاقة النظيفة والمتجددة، خاصة مع حرص مصر على أن تصبح مركزا لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر، إستنادا إلى الإمكانيات الواعدة التي تمتلكها في هذا المجال.
وأشار المتحدث إلى أن الاتصال شهد تأكيدا على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من جوان 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبار أن ذلك هو الضمان الوحيد للتوصل إلى السلام الدائم وتحقيق الإستقرار والرخاء الإقتصادي المنشودين.
عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة

 

من جهتها ، أكدت تركيا وماليزيا على ضرورة الاعتراف بدولة فلسطين كاملة العضوية في الأمم المتحدة، معتبرتين أن هذا أمر حثيث من أجل التوصل إلى حل عادل ودائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. جاء ذلك في بيان مشترك من 36 مادة نشرته دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، الثلاثاء، بمناسبة الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى ماليزيا.
ودعا أردوغان ورئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم المجتمع الدولي إلى الالتزام بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وأكدا دعمهما لحل الدولتين على أساس حدود ما قبل عام 1967، والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين.
ودعا الطرفان جميع الأطراف إلى الحوار والتعاون الهادف لضمان السلام والاستقرار المستدامين في المنطقة، وشددا على ضرورة إسهام المجتمع الدولي في جهود إعادة الإعمار في غزة.
وعلى صعيد متصل، أكد أردوغان وإبراهيم التزامهما بمبادئ منظمة التعاون الإسلامي وأهدافها، وعلى تصميمهما المشترك على حماية وصيانة المصالح المشتركة لمنظمة التعاون الإسلامي.
وشددا على توحيد جهود الدول الأعضاء لمعالجة المشاكل العاجلة التي تواجه الأمة الإسلامية بصورة مشتركة، لا سيما تخفيف المعاناة التي تفرضها إسرائيل على الشعب الفلسطيني.

تهجير 38 ألف فلسطيني من جنين وطولكرم
في الأثناء، قالت منظمة "أطباء بلا حدود"، امس الثلاثاء، إن إسرائيل هجرت قسريا نحو 38 ألف فلسطيني من محافظتي جنين وطولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة، معتبرة استمرار التهجير من مخيم "الفارعة" للاجئين بطوباس "أمرا مروعا".
وأضافت المنظمة في بيان: "التهجير القسري للناس من قبل القوات الإسرائيلية في مخيم الفارعة للاجئين في طوباس بالضفة الغربية أمر مروع ويأتي بعد تهجير 38000 شخص بالفعل في جنين وطولكرم".
وتابعت: "عمليات الإجلاء القسري والتدمير الواسع النطاق الذي يحدث في الضفة تتبع نمطا مقلقا من الاضطهاد ولها تأثير شديد على صحة الناس وظروفهم المعيشية".
وأوضحت أن الهجوم الإسرائيلي العسكري داخل مخيم الفارعة يقيد "بشدة تحركات الفلسطينيين وحصولهم على الخدمات الأساسية حيث تم فرض حظر تجول وإغلاق مداخله".
ودعت المنظمة الدولية إلى "توقف تصاعد العنف والعدوان ضد المدنيين في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وفي 21 جانفي الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي عدوانا عسكريا على شمال الضفة استهله بمدينة جنين ومخيمها وبلدات في محيطهما ما أدى إلى مقتل 25 فلسطينيا، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
ثم وسّع الجيش عدوانه إلى مدينة طولكرم في 27 جانفي، حيث قُتل 5 فلسطينيين، بينما بدأ في 2 فيفري الجاري عملية أخرى في بلدة طمون ومخيم الفارعة بمحافظة طوباس، لينسحب بعد 7 أيام من طمون، ويواصل عمليته في مخيم الفارعة.
موقف حماس
قال القيادي في حماس سامي أبو زهري امس الثلاثاء إن التحذيرات التي وجّهها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الحركة بالإفراج الفوري عن جميع الرهائن الإسرائيليين "يزيد من تعقيد الأمور" المتعلقة بالهدنة الهشة في غزة.

وقال أبو زهري لوكالة فرانس برس "على ترامب أن يتذكر أن هناك اتفاقا يجب احترامه من الطرفين وهذا هو الطريق الوحيد لعودة الأسرى". وأضاف "إن لغة التهديدات ليس لها قيمة وتزيد من تعقيد الأمور".
وأوقفت الهدنة إلى حدّ كبير قتالا استمر أكثر من 15 شهرا في قطاع غزة وتمّ على إثرها، على خمس دفعات، إطلاق سراح رهائن إسرائيليين مقابل مئات الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية.
لكن التوترات تصاعدت الشهر الماضي بعدما اقترح ترامب السيطرة على غزة وإبعاد سكانها الذين يزيد عددهم عن مليونين.
وكثف من ضغوطه الاثنين قائلا إنه سيدعو إلى "إلغاء" اتفاق وقف إطلاق النار إذا لم يتم إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين بحلول ظهر السبت.
وقال إنّه سيترك "هذا الأمر لإسرائيل لكي تقرّر" بشأن ما ينبغي أن يحدّث للهدنة الهشّة السارية بينها وبين حماس.

وأضاف "لكن في ما يخصّني، فإذا لم تتمّ إعادة جميع الرهائن بحلول الساعة 12 من ظهر السبت، أعتقد أنّه موعد معقول، فأنا أدعو لأن تُلغى (الهدنة) ولأن تُفتح أبواب الجحيم".
وأتى هذا الوعيد من جانب الرئيس الأميركي بعدما هدّدت حماس بتأجيل أيّ عمليات مبادلة رهائن إسرائيليين بمعتقلين فلسطينيين "حتى إشعار آخر"، وذلك ردّا على "عدم التزام" الدولة العبرية ببنود اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال مصدر في حماس مطلع على المفاوضات لوكالة فرانس برس إن الاحتلال هو الذي يعطل تنفيذ الاتفاق" وطالب ترامب ب"الضغط على (ئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتانياهو لإلزامه تنفيذ الاتفاق وليس المماطلة والتعطيل".
وشدد على أن "حماس وفصائل المقاومة ملتزمة بتنفيذ كافة البنود".

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115