وتبين المشاهد حجم الظلام الذي غرقت فيه البلاد في خضم اشتباكات طائفية تواصل حصد الأرواح يوميا لتتجاوز الـ 1100 شخص غالبيتهم من الدروز . ليست السويداء وحدها اليوم من تعيش أسوأ أيامها بل سوريا ككل التي تركت وحيدة لعبث المتصارعين حولها . فالجغرافية السورية تنهش اليوم أمام أنظار العالم من قبل عدو صهيوني يتربص لحظة الضعف الذي تمر به البلاد. ويلوح خطر التقسيم أكثر من أي وقت مضى أمام جنون العنف الطائفي الذي دمر كل شيء ودفع أكثر من 128 ألف شخص في محافظة السويداء الى النزوح من منازلهم، وفق المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.
وبين تقرير لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن المستشفيات والمراكز الصحية في السويداء خرجت عن الخدمة" وسط "نقص واسع في الغذاء والماء والكهرباء وتقارير عن جثامين غير مدفونة ما يثير مخاوف حقيقية على الصحة العامة".
وأشار التقرير إلى أن "الوصول الإنساني إلى السويداء لا يزال مقيدا للغاية"، لافتا إلى أنه "في حين تم مناقشة فتح ممرات، إلا أن الوصول الميداني الفعلي لم يؤمن بعد لتنفيذ عمليات إنسانية واسعة النطاق".
ولئن وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في السويداء، لكن ما يجري يبدو انه لا يعدو أن يكون سوى مرحلة أولى من عملية أشمل تشمل إعادة تقسيم سوريا والمنطقة .
وينص الاتفاق على السماح بإدخال المساعدات الطبية والغذائية والصحية إلى داخل السويداء، وتشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق حول ما جرى خلال فترة التصعيد، إضافة إلى التفاهم على فتح معابر دولية للسويداء ومنع دخول أي قوى أمنية أو عسكرية مجدداً تحت أي ذريعة.
ومن المقرر أن تُعرض تفاصيل إضافية لاحقاً ضمن ملحق للاتفاق، تشمل ملفات حساسة، أبرزها ترتيبات تبادل الأسرى الذين جرى احتجازهم خلال أيام الاقتتال. تحاول اليوم القوات الأمنية فرض طوق امني تمهيدا لمسار المصالحة
فسوريا اليوم باتت مرهونة للأطراف الخارجية وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني الذي يسعى بدعم أمريكي لتوسيع كيانه المحتل عبر ضم أراض جديدة في سوريا بتعلة حماية الدروز . وفي المقابل تسعى تركيا الى لعب دور جوهري في سوريا الجديدة. وبدأ وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مباحثات مباشرة ومستمرة مع المبعوث الأمريكي الخاص ووزير الخارجية ماركو روبيو. كما جمع لقاء رئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن ووزير الدفاع بنظيريهما الأمريكيين". وصرح أردوغان الحليف الرئيسي للشرع بأن الرئيس السوري اتخذ موقفا حازما بشأن الأحداث الأخيرة في بلاده ولم يقدم أي تنازلات" في إشارة لاتفاق وقف اطلاق النار .
اليوم تمسك دولة الاحتلال بورقة الطائفية بكل أريحية وبلا منازع للتدخل في أحداث سوريا ...فهل يسقط السوريون هذه الورقة لإبعاد بلدهم عن المصير المجهول ؟