لاستقبال الطوابير الطويلة العريضة لجمهور المهرجان الاستثنائي. ويتجدد الموعد مع المهرجان بشوق أكبر وبشغف أكثر لاكتشاف إبداعات الشاشة الكبيرة. فقد تمّ إلغاء المهرجان في السنة الفارطة تضامنا مع الشعب الفلسطيني، فترك فراغا في المشهد السينمائي وعلى شاشة الفن السابع.
برئاسة شرفية للمخرج فريد بوغدير وفي إدارة فنية للمياء قيقة تنتظم الدورة 35 لأيام قرطاج السينمائية. وقد عقدت الهيئة المديرة لأيام قرطاج السينمائية بحضور المستشار الفني طارق بن شعبان، أمس الأربعاء بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي، ندوة صحفية للإعلان عن تفاصيل دورة 2024.
"واهب الحرية" فيلم مرمّم في الافتتاح
بفيلمين اثنين، ترفع الدورة 35 لأيام قرطاج السينمائية ستارة الافتتاح بعرض للفيلم اللبناني "واهب الحرية" وهو وثائقي طويل للمخرج العراقي قيس الزبيدي وأنتج سنة 1987. وخضع الشريط للترميم في باريس، ويتناول عمليات المقاومة اللبنانية والفلسطينية ضد العدو الصهيوني، والتي انطلقت من جنوب لبنان. ويرصد الشريط أبرز العمليات الاستشهادية التي نُفذت على المواقع العسكرية الصهيونية في الأراضي المحتلة. وفي إطار قسم "الأفلام المرممة" المبرمج في أيام قرطاج السينمائية تثمن الدورة 35 مسيرة عدد من صناع الأفلام العرب والأفارقة من بينهم قيس الزبيدي المخرج والباحث ومركب الأفلام وذلك بعرض فيلمه "واهب الحرية" في نسخة مرممة بعد 37 سنة من إنجازه، في عرض أول في تونس
وكانت أيام قرطاج السينمائية قد نعت المخرج والباحث العراقي قيس الزبيدي الذي وافته المنية يوم 01 ديسمبر 2024. ويعتبر قيس الزبيدي (1939 ــ 2024) واحد من أبرز رواد السينما الوثائقية العربية، كرس جانبا كبيرا من مسيرته للقضية الفلسطينية وكانت أعماله انعكاسا للراهن السياسي والاجتماعي العربي.
في افتتاح المهرجان، وإلى جانب عرض "واهب الحرية" سيتم عرض الفيلم الفلسطيني القصير "ما بعد" وهو من تأليف وإخراج مها حاج وبطولة محمد بكري. وتدور أحداثه حول سليمان ولبنى، زوجان منعزلان، يتعرض خيالهما المصون بعناية للتهديد عندما يستحضر شخص غريب غير مدعو حقيقة مؤلمة، ويعيش سليمان ولبنى في مزرعة منعزلة، حيث يهتمان بالأشجار، ويُجريان مناقشات ساخنة ومستمرة حول خيارات حياة أطفالهما الخمسة، وفي أحد الأيام يصل شخص غريب منزلهما ليكشف حقيقة مروعة.
4 أفلام تونسية في المسابقة الرسمية
بالرغم من انتظام أيام قرطاج المسرحية في غير موعدها المعتاد، وبالرغم من إلغاء دورة كانت جاهزة للتنفيذ اجتهدت الدورة الحالية في استقطاب أحدث انتاجات الفن السابع. وتسجّل الدورة 35 لأيام قرطاج السينمائية عرض 217 فيلما من 21 بلدا من مختلف القارات، منها 56 فيلما بين أعمال روائية ووثائقية طويلة وقصيرة في المسابقة الرسمية، إلى جانب 12 فيلما في المسابقة الوطنية.
وتتنافس الأفلام في أربع مسابقات رئيسية هي المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة والمسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية الطويلة والمسابقة الرسمية للأفلام الروائية القصيرة، إلى جانب المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية القصيرة. وستكون السينما التونسية ممثلة في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بأربعة أعمال هي "ماء العين" لمريم جعبر و"عايشة" لمهدي برصاوي و"الذراري الحمر" للطفي عاشور و"برج الرومي للمنصف ذويب".
وبالنسبة إلى مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، ستكون تونس ممثلة بأشرطة "الذكريات والأحلام" لإسماعيل و"ماتيلا" لعبد الله يحيى" و"شهيلي" لحبيب العايب". أما مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، فتضمّ المسابقة أربعة أعمال تونسية هي "في ظلمات ثلاث" لحسام سلولي و"ماكون" لفارس نعناع" و"ليني أفريكو" لمروان لبيب وكذلك "عالحافة" لسحر العشي". واقتصرت المنافسة التونسية في مسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة على الفيلميْن "الأيام الأخيرة مع إليان" لمهدي الحجري و"أنامل" لعائدة الشامخ.
ومن مستجدات الدورة 35 إحداث مسابقة وطنية خاصة بالسينما التونسية لتشجيع صناع الفن السابع على مزيد البذل والعطاء من أجل شاشة مشعة بالإبداع وبالحياة.
سينما تحت المجهر من الأردن وفلسطين والسنغال
تحتفي أيام قرطاج السينمائية في دورتها 35 السينما الفلسطينية والأردنية والسينغالية ضمن قسم "سينما تحت المجهر"، إذ سيحظى الجمهور بمتابعة 19 فيلما فلسطينيا تتوّع بين عروض الشارع (14 فيلما) وعروض القاعات (5 أفلام). بينما تمّت برمجة 12 فيلما ضمن قسم "فوكيس الأردن" و14 فيلما ضمن قسم "فوكيس السينغال".
فلسطين في قلب الأيام ... وفي شارع الحبيب بورقيبة
لم تغب فلسطين عن مهرجان أيام قرطاج السينمائية منذ انطلاقه، وظل المهرجان ملتزمًا بنقل صوت فلسطين إلى العالم، سواء من خلال الأفلام التي تعبّر عن معاناة الشعب الفلسطيني وأمله، أو من خلال تواجد صناع السينما الفلسطينيين في مختلف أقسام المهرجان وفعالياته. تتزامن هذه الدورة مع ما يعانيه الشعب الفلسطيني من عدوان مستمر. وتحمل هذه الدورة فلسطين في طياتها من خلال برنامج متكامل في المضمون والمواضيع والأماكن.
يشمل البرنامج "فلسطين في قلب الشارع"، الذي يُعرض في شارع الحبيب بورقيبة مجموعة من الأفلام الفلسطينية، من أعمال مخرجين شاركوا في المهرجان سابقًا وأخرى لشباب يقدمون أفلامهم الأولى. بالإضافة إلى ذلك، يعرض المهرجان أفلامًا عن فلسطين من إخراج مخرجين غير فلسطينيين، بهدف نقل رؤاهم التي ساهمت في توصيل القضية الفلسطينية إلى العالم. كما يُنظم المهرجان معرضًا يوثق تاريخ السينما الفلسطينية، ويشمل أرشيفًا من الأفلام والصور التي توثق تضحيات شهداء الصورة الذين ضحوا بحياتهم لنقل الحقيقة، بالإضافة إلى مقاطع من الأفلام الفلسطينية التي نالت جوائز التانيت أو تميزت في الدورات السابقة.