كرة اليد "كان" الكبريات رغم الأداء المتواضع، المنتخب يبلغ المربّع الذّهبي ويحجز مقعدا في المونديال

بلغ المنتخب الوطني للسيدات لكرة اليد الدور نصف النهائي من النسخة الـ 26 من بطولة افريقيا للأمم

التي تتواصل منافساتها في الكونغو الديمقراطية حتى 7 ديسمبر الجاري بعد فوزه أمس في ربع النهائي أمام منتخب الكونغو برازافيل بنتيجة (28 – 24) وبعد أن أنهى الشوط الأول متقدما بفارق هدفين (13 – 11)، منتخبنا ورغم الصعوبات التي واجهها في كافة المباريات التي أجراها إلى حد الآن وأدائه المتواضع جدا حقق المطلوب منه وأول أهداف المشاركة من "الكان" بالتواجد في المربع الذهبي الذي مكنه من حجز مقعد في مونديال ألمانيا وهولندا ديسمبر 2025 وسيسجل الحضور في البطولة العالمية المنتظرة للمرة الـ 11 في تاريخه.
تدارك المنتخب الوطني وواصل المشوار في "الكان" رغم عدم جاهزيته وتقديمه لمردود لم يرق إلى مستواه ولما انتظره منه جمهور كرة اليد على وجه الخصوص باعتبار قيمة المجموعة الموجودة في صفوفه التي تضم ستة محترفات، تأهل لا يمكن أن يحجب النقائص الموجودة التي لا بد من تلافيها قبل المربع الذهبي غدا الذي ستكون فيه المهمة صعبة والضغط كبيرا من أجل بلوغ النهائي.
أنهى المنتخب الوطني الشوط الأول من مباراة الكونغو برازافيل متقدما على فارق هدفين (13 – 11) بعد أن استهل المباراة متأخرا على نتيجة (0 – 4) إلى حدود الدقائق الأربع الأولى وعرف كيف يعود ويحافظ على تركيزه، عناصرنا الوطنية استهلت المباراة باضاعة أكثر من فرصة لكنها عادت وتمكنت من التعديل لأول مرة (6 – 6) ثم أخذ أول أسبقية (7 – 6) في الدقيقتين 13 و14 التي كانت المنعرج في باقي الشوط الذي فرض فيه منتخبنا سيطرة رغم محاولات المنافس الذي اكتفى في المقابل بتذليل الفارق.
تحسن أداء المنتخب في مستهل هذا اللقاء مقارنة بباقي المباريات التي خاضها في الدور الأول وبان أكثر حضورا ذهنيا وهذا ساعد عناصره على التألق في الدفاع خاصة الذي كان نقطة قوة، المنتخب نجح في الهجمات المعاكسة ومن التسجيل من الأجنحة وكان مسيطرا بفضل التغييرات التي قام بها الإطار الفني في مختلف المراكز.
صعد منتخبنا الفارق إلى ثلاثة أهداف لاول مرة في المباراة وللمرة الثانية في مجمل اللقاءات التي خاضها بعد مباراة أوغندا وعرف كيف يستعيد الثقة في الذات التي افتقدها في مواجهاته السابقة، وكان بامكانه انهاء الشوط على فارق مريح لولا الاخطاء التي كانت حاضرة دفاعا وهجوما من خلال اضاعة كرات سهلة من هجمات معاكسة.
اقصاء نهائي لأفضل لاعبة في الشوط الأول
عرفت الثواني الأخيرة من الشوط الأول من اللقاء اقصاء نهائي لأمل الحمروني بعد أن اصطدمت تسديدتها بوجه لاعبة من الكونغو، قرار كان قاصيا من ثنائي تحكيم مباراة ربع النهائي فالحمروني لم تتعمد التسديد في وجه اللاعبة التي كانت تمتاز بطول قامة.
قدمت أمل الحمروني شوطا ممتازا وكانت أبرز لاعبة في صفوف المنتخب صحبة الحارسة رؤى المقدم وساهمت بشكل كبير في النتيجة التي حققها وعودته عندما كان متأخرا بفارق أربعة أهداف لكنها لم تكن محظوظة بالشكل الكافي لتواصل التألق في هذا اللقاء الهام.
سيطرة تونسية
لم يتأثر أداء المنتخب بإقصاء أمل الحمروني وواصل فرض السيطرة في الشوط الثاني الذي كان أفضل على اكثر من مستوى بعد التغييرات التي قام بها مجددا الإطار الفني والتعويل على منى الجليزي وآية بن عبد الله وفدوى عويج وسمية بالحاج، شوط ثاني عرف مواصلة التألق من جانب رؤى المقدم حارسة المرمى وصانعة الألعاب سندس حشانة التي أختيرت أفضل لاعبة في المباراة بفضل المجهود الكبير الذي قامت به سواء على مستوى التنسيق أو في تسجيلها لكل المحاولات خاصة ضربات الجزاء التي كانت جميعها ناجحة ولثمانية أهداف كانت كافية للمنتخب للفوز.
قدمت اللاعبات أفضل مباراة لهن في هذه "الكان" وخضنها بروح قتالية ودافعن عن ألوان المنتخب كما يجب ولو أنهن أظهرن المستوى ذاته في باقي مواجهات الدور الأول وربع النهائي لما دخلت المجموعة في دوامة شك كادت أن تضعها خارج "الكان" مبكرا، قوة شخصية بعض اللاعبات على غرار أمل الحمروني ومنى الجيلزي ورؤى المقدم وسمية بالحاج وسندس حشانة خاصة كانت من أسباب عودة المنتخب وانتصاره.
مجدّدا في المربّع الذّهبي
تدارك المنتخب وتمكن من ضرب موعد مجدّدا مع المربع الذهبي وتفادى بصعوبة سيناريو النسخة الماضية التي اكتفى فيها بربع النهائي وبمركز خامس وخسر بعدهما فرصة التواجد في المونديال، وسيكون مطالبا بالمواصلة من أجل بطاقة النهائي الذي سيتيح له فرصة المراهنة على اللقب رغم الشكوك الموجودة حول امكانات المجموعة في تحقيق ذلك بسبب المردود المتواضع اللاتي قدمنه في هذه "الكان" عموما فتجاوز الكونغو برازافيل لا يمكن أن يحجب النقائص الموجودة فهذا المنافس لولا الإرهاق الذي بان على عناصره بعد مباراة السنيغال لتمكن من الفوز، لذلك لا اعتبار تخطيه انجازا فهذا المنافس متواضع الإمكانات ولا يملك تقاليد في كرة اليد مقارنة بعراقة منتخبنا.
للمرّة الـ 11 في المونديال
تمكن المنتخب بمروره إلى المربع الذهبي من هذه البطولة الإفريقية للأمم من حجز مقعد في مونديال ألمانيا وهولندا 2025 وتدارك غياب النسخة الماضية، وعناصرنا الوطنية ستكون حاضرة في المونديال للمرة الـ 11 في تاريخها بعد أن شاركت في نهائيات 1975 و2001 و2003 و2007 و2009 و2011 و2013 و2015 و2017 و2021 التي أنهتها في المركز الـ 27 والأسوأ في مجموع مشاركاتها.
مجموعة المنتخب
يعول الإطار الفني للمنتخب خلال هذه "الكان" على مجموعة تضم 18 لاعبة وهن فادية العمراني ورؤى المقدم ورؤى بويدة ثلاثي حراسة المرمى إضافة إلى آية بن عبد الله وأمل الحمروني ومريم الرزقي ونور الدراوي وفدوى عويج وأميمة دردور وندى الزلفاني ومروى الذوادي وميساء بن حسين وسندس حشانة وسمية بالحاج وآية المصري وراقية الرزقي ومنى الجليزي وأنس يعقوب، مجموعة مازال ينتظر منها الكثير فهي لم تظهر بعد بالأداء المطلوب ولم تقدم المرجو منها ومطالبة غدا بما هو أفضل من أجل الذهاب بالمنتخب مجدّدا إلى النهائي مثل ما كان الحال في "كان"2016 وحلّ العقدة التي طالت أكثر من اللاّزم.
نتيجة الدّور ربع النّهائي
تونس – الكونغو برازافيل (28 – 24)

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115