تظاهرة circuit theathre بسليانة مادمت احلم فانا حيّ، مادام هناك فنون فأنا انسان مقبل على الحياة

سلام عليك ايها الطفل وانت تحتضن احلامك في طريقك الى المدرسة،

سلام عليك ايها البطل الصغير وأنت تعاند واقعك وتصارع الجغرافيا لتمنح روحك زادها من الفرحة والخيال، سلام عليك ايها الطفل الحالم والعابث بواقعك وانت تحمل محفظتك وكتبك وبينهما افكارك المتراصة واحلامك المتمردة تلاعبها في طريقك الى الفرجة في المسرح وملامسة العرائس واكتشاف عالم مبهر وساحر سيطبع في ذاكرتك دوما، سلام على الحالمين ومانحي الفرحة، سلام تصنعه الفنون وتحاول تظاهرة المسلك المسرحي منحه لاطفال الارياف في اطار تعزيز ثقافة الفرجة والدفاع عن حق الطفل في الفنون.

والتظاهرة في دورتها الرابعة شملت معتمديتي كسرى والروحية وقدمت عروض في مدارس الحمادة وفندق دبيش وبوعجيلة وبربرو الفضول واولاد بوعافية وإعدادية الحبابسة في هذه المؤسسات تجلت روح المسرح وانتصر للطفل ولاحلامه ودهشته.

طوبى لمانحي الفرحة في تظاهرة تستحق ان تكون مشروع دولة

فتحت المدارس الابتدائية ابوابها ليتشارك اطفالها متعة الحلم واللعب والفرجة المسرحية، انتصر حبّ الحياة على قساوة الجغرافيا، وانتصرت ابتسامة الدهشة على برودة الطقس والحرمان الثقافي فكانت اللقاءات صادقة وممتعة وحقيقية وكان التفاعل بين الاطفال والمسرحيين ممثلين وعرائسيين مغر ومدهش ضمن فعاليات الدورة الرابعة للمسلك المسرحي تلك التظاهرة التي تلامس ثنايا الروح وتخترق طرقات البعد لتوصل مادة مسرحية فنية الى اطفال الداخل التونسي تحديدا ارياف ولاية سليانة.
قافلة للفنون تتجول بين المدارس الابتدائية، ثمانية عروض مسرحية وتنشيطية وورشات في اللعب الدرامي موجهة لاطفال المدارس الابتدائية قدمها الاساتذة بثينة الطويبي وفادي محواشي وهشام مرداسي، لقاء سنوي ينتظره الاطفال والمعلمين وتتزين المدارس المختارة لترحب بضيوفها مانحي الفرحة والفرجة، فالمسلك المسرحي تظاهرة فنية وانسانية تدافع على لامركزية الثقافة وتقاوم قسوة الطبيعة وصلابة الجبل والمسافات المتباعدة بين المدارس الابتدائية المتناثرة بين ربوع ولاية سليانة لتقدم للطفل مادة مسرحية تثير الدهشة وتحفز السؤال والخيال.
المسلك المسرحي التظاهرة المسرحية والانسانية تجربة فنية ينظمها مركز الفنون الركحية والدرامية بسليانة بالشراكة مع مندوبية التربية ليكون اللقاء فني حالم في عدد من المؤسسات التربوية الموجودة في الأرياف واختيرت معتمديتي الروحية وكسرى لاحتضان فعاليات الدورة الرابعة "كل دورة نختار معتمدتين او اكثر ونتوجه الى مدارس جديدة هم يكتشفون المسرح لاول مرة ونحن نكتشف انسانيتنا ونقترب اكثر من اطفال الارياف، تلك الدهشة الصادقة وكلمة شكرا الاكثر صدقا من لدن الاطفال بمثابة الترياق لنواصل" حسب تعبير مدير التظاهرة صالح الفالح.
المهرجان في دورته الرابعة رفع التحديات اكثر ووصل الى مناطق كان من الصعب الوصول اليها سابقا، عروض موجهة للطفل وموسيقية ودورات تكوينية للأطفال والمربين حتى نترك اثر في نفوس الاطفال، لدينا احلام كبرى ونرجوا ان يوجد الدعم الحقيقي والالتفات لمثل هذه المهرجانات ويكون لديها شركاء حقيقيين لاننا ندافع عن الانسان وحقه في الثقافة كما صرح صالح فالح، والمسلك المسرحي تظاهرة فنية يمكن ان تكون مشروع دولة، فبالفن يحلم الطفل وعبر الفنون تبنى شخصيته والفن يمنح اطفال هذا الوطن مساحة للتفكير، وكما كانت تجربة "نوادي الفنون" في الستينات تجربة رائدة نتج عنها جيل وطني مثقف يمكن ان يكون للمسلك المسرحي تاثيره الايجابي على طفل يقاوم قسوة الجغرافيا وتفاهة ما يروج في وسائل التواصل الاجتماعي.

المدرسة بوابة العلم والحلم

تعتبر المدرسة في المناطق الريفية ملاذ التلميذ وملجئه فيها يتعلم ابجديات الحياة والتحصيل العلمي والفني وضمن تظاهرة المسلك المسرحي تصبح المدرسة مساحة للفنون والحلم، في الدورة الرابعة توجهت التظاهرة الى عدد من المدارس بين معتمدتي كسرى والروحية، اكثرهنّ صعوبة من حيث المناخ والجغرافيا مدرسة "بربرو" مدرسة توجد اعلى الجبل تعاند السماء ويلامس مداها السماء، طريقها وعر يحتضنها الجبل وعرائه من جميع الاتجاهات.
مدرسة "بربرو"عدد تلاميذها اربعين تلميذا فقط تسعة منهم في السنة الاولى وستة تلاميذ في السنة السادسة، يعلمهم حبّ الحياة والتمسك بالعلم سبعة معلمين ومعلمات لازالوا يقاومون يوميا للوصول الى اعلى الجبل لتعليم اولئك الاطفال وتشجيعهم ليكملوا المشوار الدراسي (المعلمين يذهبون الى عملهم يوميا في الصندوق الخلفي لشاحنة نظرا لعدم وجود ويلة نقل)، في مدرسة "بربرو" قدم عرض "بوب مبعوث القيصر" اخراج محمد سليمة، لقاء الاطفال مع العرائس كان ساحرا، اجتمع في المدرسة اجيال مختلفة من التلاميذ الى الجدود فكلاهما يشاهد لاول مرة عرض مسرحي، كلاهما يرسم الدهشة والتفاعل مع المادة الفنية المقدمة.
مدرسة "بربرو" صغيرة من حيث عدد القاعات لكنها كبيرة باحلام اطفالها ومسؤولية معلميها المصرين على نجاح ابنائهم وتحفيز هممهم،المدرسة تعود الى العام 1994 تعاني اغلب قاعاتها من تهالك للسقف بسبب الامطار ولكن اطارها التربوي يصرّ على نضاله اليومي تشجيعا للتلميذ واحتراما لقيمة العلم، وامام جماليات مسرحية "بوب مبعوث القيصر" كان اللقاء السحري فوق السحاب بين ممثلين شغوفين بفنهم ومنظمين يدافعون عن حق ابناء الريف في الثقافة واطار تربوي وتلاميذ يعانقون روعة الفنون وسحر المسرح.
تعد المدرسة اول بوابة للحياة ففي رحابها يتعلم الطفل العلم واللعب ويقبل على المعرفة، في المدرسة يتعلم الصغير اول المبادئ والقضية الفلسطينية هي ام القضايا واكثرها حضورا في اغلب المؤسسات التربوية في الدورة الرابعة من "المسلك المسرحي".
القضية الفلسطينية كانت حاضرة بقوة في المدرة الابتدائية بوعجيلة الروحية، مؤسسة انشأت عام 1972 وفيها تعلّمت أجيال عديدة معنى الدفاع عن الفكرة والقيم الانسانية، في مدرسة بوعجيلة كان المعلمات والمعلمين هم شرارة الجماليات، رافعين العلمين الفلسطيني والتونسي مع أنشطة موجهة لأبنائهم تعرف بالقضية الفلسطينية وحقّ الانسان الفلسطيني في العودة الى ارضه، في هذه المدرسة قدم التلاميذ رقصات واغان تدافع عن فلسطين وتؤكد انّ المدرسة هي اول فضاءات التعلّم والحياة لأطفال الارياف.

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115