بعد حادثة الهجوم في جربة.. رئيس الدولة في اجتماع مجلس الأمن القومي: "ليطمئن الجميع أن تونس ستبقى آمنة وهي أرض التسامح والتعايش السلمي"

عاد الهدوء يوم أمس إلى جزيرة جربة بعد حادثة الهجوم التي جدت مساء الثلاثاء في محيط معبد الغريبة بجربة، والتي أسفرت

عن سقوط 4 ضحايا، أمنيان ومواطن تونسي وآخر فرنسي/ تونسي، وعدد من الإصابات، حادثة الاعتداء التي نفذها وفق بلاغ وزارة الداخلية عون أمن قام بإطلاق النار على أعوان أمن كانوا يقومون بتأمين الزيارة السنوية الى الكنيس اليهودي بالغريبة قبل أن تتصدى له قوات الأمن وترديه قتيلا في أعقاب تبادل لإطلاق النار.وقد أثارت الحادثة عدة ردود أفعال وذلك وسط تصاعد المخاوف من تداعياتها السلبية على صورة تونس في الخارج وتأثيرها خاصة على الموسم السياحي، والى حدّ الآن ووفق وزير السياحة محمد المعز بلحسين فإن الحجوزات حافظت على نسقها دون أي إلغاء بما يعتبر مؤشرا إيجابيا، مشيرا إلى أن كل الرحلات المبرمجة قدوما ومغادرة نحو تونس وجزيرة جربة متواصلة بنسقها العادي دون أي تغيير أو إلغاء.
بعد حادثة الهجوم، انعقد أمس مجلس الأمن القومي بإشراف رئيس الجمهورية قيس سعيد الذي أكد حسب فيديو نشرته رئاسة الجمهورية أنه "لا يسعنا أولا إلا أن نترحم على شهدائنا الأبرار الذين ارتفعت أرواحهم إلى الرفيق الأعلى وهم يؤدون الواجب المقدس في الدفاع عن الوطن وفي استقرار الدولة، كما نتقدم بأحر التعازي لكل من سقط في هذه العملية الغادرة الجبانة ونتمنى الشفاء العاجل لكل الجرحى الذين تتم الإحاطة بهم إحاطة كاملة وتمّ توجيه طائرة عسكرية لنقلهم إلى المستشفى العسكري بتونس من الأمنيين أو المدنيين".
الغاية من العملية زعزعة الاستقرار
تابع رئيس الجمهورية في اجتماع مجلس الأمن القومي أمس بالقول "أود أن أطمئن الشعب التونسي بل العالم كله بأن تونس ستبقى آمنة مهما حاول هؤلاء المجرمون زعزعة الاستقرار فيها وسنعمل على حفظ الأمن والاستقرار داخل المجتمع، ومثل هذه العمليات الإجرامية عرفتها الكثير من الدول ولا زالت تعاني منها في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وفي كل القارات تقريبا...وقد اختار هؤلاء المجرمون معبد الغريبة وليست هذه المرة الأولى في الواقع..لكن بفضل يقظة قواتنا المسلحة الأمنية والعسكرية لم يتمكنوا من الوصول إلى هذا المعبد، وتم القضاء على هذا المجرم الذي حاول أن يدخل إلى المعبد وكانت الغاية واضحة وهي زرع بذور الفتنة وضرب الموسم السياحي وضرب الدولة..وهم معروفون والهدف من العملية زعزعة الاستقرار لكنهم لن يقدروا على ذلك، هناك دولة وهناك مؤسسات والشعب التونسي يعلم جيدا مخططات هؤلاء المجرمين، هم يفضحون أنفسهم بأنفسهم كل يوم، إن دولتنا قوية بمؤسساتها وبقواتها المسلحة، قوية أيضا بشعبها الواعي والمتيقظ ومن يعمل على التشكيك في الدولة فهو واهم، لن يتسلل شك إلى أحد لا في الداخل ولا في الخارج ونحن ماضون في الاستجابة إلى مطالب شعبنا، ماضون معا لنصنع تاريخا جديدا لتونس، تاريخا مشرقا يقوم على العدل والحرية والسيادة الوطنية، ليطمئن الجميع مرة أخرى والشعب التونسي وكل الدول الأخرى على أن تونس أرض التسامح والتعايش السلمي وتونس ستبقى دائما تونس...ولن يقدر عليها أي مجرم يريد أن يتطاول عليها أو يمس بأمنها، هناك دولة وشعب ومؤسسات تعمل وستعمل بالرغم من هذه المحاولات الإجرامية اليائية والبائسة..".
جربة وجهة للسلام
خلفت حادثة الاعتداء في جربة والتي تزامنت مع اختتام زيارة الغريبة ردود أفعال منددة للهجوم ومساندة لتونس مع تتالي الدعوات للتضامن مع جزيرة جربة بصفة خاصة، حيث دعت الجامعة التونسية للنزل والجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة، في بيان مشترك لهما كافة القوى الحية بالبلاد وخارجها إلى التضامن مع جزيرة جربة كوجهة للسلام والتعايش بين الأديان ومع صورة تونس بلد التسامح والأمان. واستنكرتا الحادثة التي طالت محيط معبد الغريبة بجزيرة جربة مساء أمس الثلاثاء. وثمّنتا "استبسال قوات الأمن في السيطرة السريعة عليها بكلّ حرفية وتأمين سلامة الزوار"، داعيتان "كافة الأطراف المحلية والخارجية إلى التصدي إلى العنف بكافة أشكاله والانتصار للحياة".
تأمين الموسم السياحي
حافظت الحجوزات على نسقها العادي ولم تتأثر بحادثة الاعتداء في جربة إلى حد كتابة هذه الأسطر، وواصل السياح القادمون إلى الجزيرة بمناسبة موسم الغريبة رحلاتهم السياحية وتنقلوا إلى مناطق أخرى على غرار سوق الحناء في قابس، ووفق تصريح إعلامي لرئيسة الجامعة التونسية للنزل، درة ميلاد" من السابق لأوانه تقييم خلفيات حادثة جربة التي جدت مساء الثلاثاء والحديث عن إلغاء أو تأجيل حجوزات حاليا"، وشددت على أنه يجب التركيز على أهمية تضافر جهود جميع الأطراف من مهنيين ومكونات المجتمع المدني وأمنيين لضمان سلامة الجميع وتأمين الموسم السياحي . وأضافت أن المناطق السياحية العالمية وكل بلدان العالم ليست بمنأى عن خطر وجود حالات "منعزلة" تقودها ايديولوجيات متطرفة، مؤكدة أن جربة تبقى وجهة للسلام والتعايش بين الأديان.
بورصة تونس بدورها لم تتأثر بحادثة الهجوم في جربة، وفق ما أكده مدير إدارة الدراسات والأبحاث في الوسيط بالبورصة "التونسية للأوراق المالية" حمزة بن تعاريت أمس، حيث أكد في تصريح له لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أن العملية الإرهابية الذي جدت في جربة لم يكن لها أي تأثير على البورصة. وأشار المسؤول إلى أن "مستثمري البورصة بدؤوا، في السنوات الأخيرة ، في تطوير شكل معين من المرونة فيما يتعلق بالسياقات السياسية والأمنية للبلاد".

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115