لا مجال لتركها مغلولة إلى عنقه: امام الغلاء المشط للاسعار التونسي سيبسط اليد اجباريا في رمضان

لا تفصلنا عن شهر رمضان هذا العام سوى بضع ساعات..ويكشف التجول في الاسواق عن الارتفاع الكبير في اسعار مختلف المنتوجات الطازجة

منها على وجه الخصوص الخضر والغلال والاسماك واسعارها ليست في متناول الحميع وان كانت متوفرة. الوفرة لاتعني انخفاض الاثمان فكل المنتوجات مازالت باسعار مشطة.
وباعتبار ان شهر رمضان شهر يرتفع فيه نسق الاستهلاك للمواد الغذائية والمشرويات فان العائلات التونسية ستؤدي فرض هذا العام تحت وطاة الغلاء. الغلاء الذي يعكسه مؤشر التضخم والذي كان في الشهر الفارط في حدود 10.4% والذي تغذى اساسا من مجموعة التغذية التي ارتفعت فيها اسعار البيض والدواجن. واستعدادا لشهر رمضان ضبطت وزارة التجارة وتنمية الصادرات خطة عمل لتامين تزويد السوق بالمنتوجات الاساسية مع الدعوة الى تكثيف المراقبة الاقتصادية و التصدي لكل مظاهر الاحتكار والترفيع المشط في الأسعار الى جانب الحجز الفوري للسلع موضوع المضاربة.
كما دعت وزارة التجارة المديريين الجهويين للتجارة، الى اتخاذ جملة من الاجراءات لتامين تزويد السوق والحفاظ على المقدرة الشرائية للمواطن.
وحددت وزارة التجارة وتنمية الصادرات، أسعار وهوامش ربح قصوى لبيع بعض المنتجات الفلاحية الطازجة بداية من يوم الجمعة 17 مارس 2023 وإلى غاية موفى شهر رمضان من سنة 2023. وأفادت الوزارة ، أن هذا القرار يهم جميع المهنيين المعنيين . وتم تحديد سعر الدجاج الجاهز للطبخ و سعر البيض. وفي وقت سابق حددت اسعار الموز والتفاح وأوضحت الوزارة، بالنسبة إلى الغلال ، أن هامش الربح الخام أقصى موحد بـ 20 بالمائة على أن لا يتجاوز الربح الأقصى 1500 مليم الكلغ. الوزارة دعت الى احترام الاسعار وهوامش الربح ومراعاة القدرة الشرائية للمواطن وتوعدت المحتكرين والمضاربين بالتتبعات القانونية. وأوصت جميع المستهلكين بترشيد شراءاتهم طبقا للحاجيات الفعلية وتفادي اللهفة والتبذير .
هذا الوعد والوعيد للمخالفين قد لا يردعهم امام الرغبة لتحقيق الربح السريع وفي شهر الاستهلاك على وجه الخصوص. ويأتي رمضان هذا العام ومازالت الأسواق تشكو نقصا واضحا وغيابا لبعض السلع على غرار السكر والزيت النباتي المدعم والأرز والحليب. هذا النقص المتواصل منذ مايزيد عن سنة ولم تحد الشحنات الموردة والتي أصبحت خبر عاجلا في كل المحطات لتلبية الطلب. ونقص السلع في الأسواق ونقاط البيع ليس مرده فقط اضطراب سلاسل الإمدادات فقد شهد العام الفارط تغيرا في سلوك المستهلك التونسي باقتناء أكثر من حاجياته الفورية تحسبا لنقص في المستقبل القريب وهو ما نتج عنه طوابير الحرفاء أمام محلات بيع المواد الغذائية
. وانطلقت التحذيرات من شهر رمضان منقوص من عديد السلع ومن الاسعار المرتفعة لمجمل المنتوجات، فقد ارتفعت تكاليف الانتاج الفلاحي على وجه الخصوص تحت تاثير ارتفاع تكاليف الانتاج ونقص مياه الري وانحباس الامطار وقد تضاعفت اسعار الدواجن واللحوم والخضر والغلال.وتبدو الاسعار في الاسواق على درحة كبيرة من الارتفاع التي قد يصعب معها التحمل داخل العائلات المتوسطة والضعيفة الدخل. ولم يكن الارتفاع في الاسعار وليد هذا العام ففي السنوات الاخيرة تم ايضا تسجيل ارتفاع في الاسعار لكن المنحى التصاعدي لها هو ما يثير قلق التونسيين في شهر الاستهلاك المرتفع. وموجة الغلاء غير المسبوقة تفقد موائد التونسيين مذاقها ويصعب الصوم اكثر في هذه الحالات وقد يصعب على العائلات الضعيفة طهي وجبة رمضانية تسد جوع يوم طويل يتجاوز15 ساعة صوم. اذ لسد جوع قرابة 16 ساعة ( 15ساعة و 45دقيقة) لابد من وجبة متكاملة للنجاح في اداء فريضة الصوم خلال شهر كامل. فامام الاسعار المعروضة لن يكون امام التونسي بد من بسط يده كل البسط ولن يجعل يده مغلولة الى عنقه.فمهما امسك يده سيدفع دفعا نحو الدفع

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115