الشوائب التي قد تنسف النقطة الثانية وتتعلق بوقوع الرياضيين في المحظور واستهلاك مواد منشطة محظورة الغاية منها تقيق التالق في وقت تغيب فيه الجاهزية البدنية عن الرياضي المعني بالامر.ورغم التحذيرات المتواصلة من مغبة تعاطي المواد الممنوعة والاشارة الى اضرارها على مسيرة الرياضيين فإن بعضهم لا يزال يصر على ارتكاب المحظور لا نعرف ان كان عن جهل او مع سبق الاصرار والترصد...
في غضون الاسبوع المنقضي ، تلقى الترجي الرياضي مكتوبا من الاتحاد الافريقي لكرة القدم يعلمه فيه ان نتيجة تحليل لاعبه حسام دقدوق في لقاء الفريق مع المريخ السوداني ضمن دور مجموعات رابطة الابطال الافريقية جاءت ايجابية وهو ما سيعرض اللاعب المذكور الى عقوبات صارمة من الهيكل المشرف على اللعبة في القارة السمراء.
حادثة دقدوق ليست الاولى في تاريخ الكرة خاصة والرياضة التونسية بصفة عامة ذلك أن التاريخ كان شاهدا على عدة اسماء سبقته لهذا الخطأ بعضهم نجح فيما بعد في التدارك والبعض الاخر جنى الضريبة وفُرض عليه ان يضع حدا لمسيرته الرياضية.
ووفق احصائيات الوكالة الوطنية لمكافحة المنشطات تسجّل تونس ما بين 1% و1.1% من الحالات الإيجابية في السنة، أي أن بين 3 و6 رياضيين يسقطون في اختبار الكشف عن تناول المنشطات.
ورغم أن تونس لا تعتبر من الدول التي تنتشر فيها ظاهرة تناول المنشطات، إلا أن هذا الرقم يفوق المعدّل العالمي الذي لا يتجاوز 1%.ورغم ذلك لا يذكر الجمهور الرياضي التونسي الا حالات قليلة تعد على اصابع اليد الواحدة،لكن في الورقة التالية سنسلط الضوء على هذه الافة التي ليست حكرا على رياضة معينة بل انساق وراءها عدد من ممثلي الرياضات الفردية والجماعية...
السويح اول الاسماء في عالم الساحرة المستديرة
يصح القول إن اسكندر السويح اللاعب الدولي السابق للنادي الصفاقسي والترجي الرياضي كان 'فلتة' كروية من الصعب ان يوجد مثلها في كرة القدم التونسية لما تميز به من امكانيات عريضة وصولات وجولات كان المستطيل الاخضر شاهدا على اروع صورها...وبدا السويح مسيرته في النادي الصفاقسي قبل ان ينتقل الى الترجي في 2001 في صفقة اسالت الكثير من الحبر غير ان سنة 2002 كانت نقطة سوداء في مسيرة اللاعب ففي ذلك العام تعرّض اللاعب الى عقوبة الايقاف لمدة 6 اشهر من الاتحاد الدولي لكرة القدم 'فيفا' بسبب تناول المنشطات فيما عرف بقضية 'الشكلاطة' حيث صرح اللاعب انه تناول قطعة شكلاطة مستوردة دون ان يعرف انها تحتوي على مادة منشطة.وفي سنة 2004 انتهت مسيرة السويح مع الترجي بعد فترة وجيزة من خسارة لقب كأس تونس امام السي آس آس.
وليس السويح الاسم التونسي الوحيد الذي وقع في فخ المنشطات في كرة القدم ففي 2015، سقط سامي هلال حارس الترجي في اختبار المنشطات الذي خضع له في مباراة فريقه ضد نجم المتلوي ليتقرر ايقافه عن النشاط الرياضي لسنتين. وفي سنة 2020جد الطيب بن زيتون لاعب النادي البنزرتي نفسه عرضة لعقوبة الايقاف لمدة سنة من قبل لجنة التأديب التابعة للجامعة التونسية لكرة القدم بعد ثبوت تناوله لمادة منشطة.ويبدو ان اللاعب تناول دواء لتخفيف الم عانى منه على مستوى الساق دون ان يعلم باحتوائه على مادة منشطة كشفتها التحاليل والثابت ان اللاعب لم يدرك مخاطر الدواء الذي تناوله بما انه جاء بناء على نصيحة من طبيب الفريق وهو ما عرضه لعقوبة تجميد مسيرته الكروية.
في جوان 2021 ، قرر الاتحاد الافريقي لكرة القدم ايقاف مهاجم الترجي طه ياسين الخنيسي لمدة سنة بسبب ثبوت تعاطيه المنشطات خلال لقاء الترجي ومولودية الجزائر يوم 10 ماي 2021 قبل ان يتم تقليص العقوبة الى 6 اشهر من قبل لجنة الاستئناف...
للرياضات الفردية نصيب
ليست آفة المنشطات حكرا على كرة القدم دون سواها ففي سنة 2007 ،تم ايقاف السباح اسامة الملولي لمدة 18 شهرا بسبب تناول مادة منشطة اضافة الى تجريده من ميداليته الذهبية التي أحرزها في سباق 800 متر سباحة حرة ضمن بطولة العالم في ملبورن سنة 2007 .
وفي الوقت الذي اعتقد البعض ان هذه النكسة ستؤثر على مسيرة الملولي فإنه قد انتفض وسعى الى تقديم الافضل بعد نهاية العقوبة من خلال تتويجه بالميدالية الذهبية في اولمبياد بيكين 2008 وبعدها ذهبية بطولة العالم للسباحة بروما في 2009 في اختصاص 1500 متر سباحة حرة وفي 2010 تمج ببطولة العالم للسباحة بالامارات دون ان ننسى ذهبية 5 كلم في بطولة العالم للسباحة باسبانيا في 2013 وغيرها من الالقاب..
وفي ديسمبرمن سنة 2017 تلقت الجامعة التونسية للتايكواندو إشعارا من الاتحاد الدولي للعبة يؤكد سقوط البطل الأولمبي التونسي أسامة الوسلاتي، الحائز على الميدالية البرونزية في الألعاب الأولمبية ريو دي جانيرو 2016 (وزن 80 كلغ)، في اختبار للمنشطات خضع له بمناسبة مشاركته في الجائزة الكبرى بأبيدجان.
وسلط الاتحاد الدولي للتايكواندو عقوبة قصوى على البطل الأولمبي التونسي الوسلاتي بسبب تناوله لمادة مصنفة ضمن المواد المحظورة.وتتمثل العقوبة في حظر من اللعب والمشاركة لمدة أربع سنوات كاملة.وشهدت الفترة الاخيرة عودة الرياضي الى الحلبة بعد غياب طويل من بوابة فريق اماراتي على امل استعادة التوازن والبحث عن نجاح كان قريبا جدا قبل أن تنسفه قضية المنشطات.وعن خفايا سقوطه في اختبار المواد المحظورة فإن الوسلاتي احس في تلك الفترة بوزن زائد وكان متخوفا من ان يؤثر ذلك على ادائه فنصحه احد اصدقائه بتناول حبوب تساعده على تخفيض الوزن فأقدم على تلك الخطوة دون استشارة الاطار الطبي ليثبت فيما بعد ان ذلك الدواء يحتوي على مادة منشطة.