عقد مركز دراسات أرض فلسطين ندوة فكرية تحت اشراف د. هند قروي مديرة المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية والاعمار في تونس بمشاركة ثلة من الباحثين والاكاديميين من تونس وفلسطين ودول عربية .
وطرح المشاركون عديد الأفكار والمقترحات بشأن التحديات العاجلة والملحة التي تنتظر إعادة اعمار غزة كجزء من صمود المقاومة .
إعادة الإعمار بين الذاكرة والصمود
وتضمنت الندوات مداخلة للباحث وائل الزريعي الخبير في إدارة البيئة والمخاطر الكبرى حول إعادة هندسة الفضاء العمراني في مواجهة الإبادة الصهيونية قطاع غزة انموذجا . من جهته قدم جوزيف شكلا منسق شبكة حق السكن والأرض مداخلة تحت عنوان " إعادة الإعمار أم التعويض " .
في حين ركز رئيس مركز دراسات أرض فلسطين عابد الزريعي في مداخلته على خصائص وسمات استراتيجية التدمير والابادة الصهيونية .
وقدم طلبة المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية والاعمار مشروع إعادة اعمار غزة العزة تحت إشراف المهندس انس التريكي وهو استاذ جامعي ومشرف على المشروع . وتخللها مداخلة له تحت عنوان "اعمار غزة بين الذاكرة والانجاز". وتضمنت مشاريع الطلبة التونسيين لإعادة اعمار غزة ، مشروع الطالب اياد مجدي ويتعلق بإعادة اعمار المكتبة العمومية في خان يونس ، فيحين قدمت الطالبة ياسمين خشارم مشروع لإعادة إعمار مدرسة ابتدائية بحي الرمال بغزة . الطالب رامز زوالي فقدم مشروعا لإعادة اعمار مسجد الخالدي في جباليا . الطالب ياسين خميري قدم مشروعا لإعادة اعمار مبيت جامعي في حي الزيتون غزة . في حين قدم إيهاب عبد الناجي تصميما لمساكن طارئة في غزة تحت عنوان "هندسة الصمود ". وتكمن أهمية المداخلات في هذه الفعالية في تحويل إعادة الإعمار كفعل صمود ، فالحرب ضد الاحتلال تستمر بأشكال مختلفة ليس فقط بالسلاح بل بالفكر والعلم والمعرفة وبالإعمار حتى تحرير الأرض وانتصار الحق .
النضال الفلسطيني والافريقي
وبموازاة هذه الندوة عقد مركز دراسات أرض فلسطين وحزب الوطد الاشتراكي ملتقى التضامن الأفريقي الفلسطيني تحت شعار "التضامن الأفريقي الفلسطيني: جذور راسخة ــ تحديات معاصرة ــ أفاق واعدة". وقد شهد الملتقى التي عقد حضوريا وعبر منصة الزوم مشاركة واسعة من تونس وفلسطين والسنغال وكينيا واوغندا وجنوب السودان وجنوب افريقيا، وقد سلطت المداخلات الضوء على جذور التضامن التاريخي للشعوب الافريقية مع الشعب الفلسطيني وقضيته. كما ناقش الحضور سبل تعزيز هذا التضامن في ظل التحديات الراهنة المتمثلة في التغلغل الصهيوني في القارة الأفريقية. وكان أبرز مخرجات الملتقى هو الاعلان عن تشكيل لجنة متابعة افريقية ــ فلسطينية، بهدف تحويل التوصيات والأفكار التي تم طرحها الى خطط عمل استراتيجية ملموسة، وتعزيز التنسيق المستمر بين مؤسسات المجتمع المدني والفاعلين في الدول الأفريقية لدعم القضية الفلسطينية، وتوثيق ونشر الرواية الفلسطينية في افريقيا، وتنظيم فعاليات تضامنية مشتركة.
وقد عرض خلال الملتقى وثيقة صحفية تعود الى شهر فيفري 1936، بينما كان الشعب الفلسطيني يتيها لإشعال اوار الثورة الكبرى، حيث تؤكد تلك الوثيقة ان الشعب الفلسطيني ورغم التحديات التي يواجهها، والاولويات المنتصبة امامه، لم يغمض عينية للحظة عما يجري في القارة الافريقية، حيث قامت غزة بجمع التبرعات لأثيوبيا التي كانت تواجه آنذاك الامبريالية الايطالية. وقد ورد في الرسالة المرفقة بالتبرعات، التي وجهها رئيس بلدية غزة الى القنصل الاثيوبي بالقدس، جملة نابعة من عمق الوعي والضمير والانتماء نصها: يحدونا الأمل من صميم قلوبنا ان تنتصر الحبشة على الدولة المعتدية.
وتؤكد كل هذه الفعاليات الفكرية التي ينظمها مركز دراسات أرض فلسطين بالتعاون مع عديد الشركاء على أن النضال من أجل حرية فلسطين هو جزء لا يتجزأ من النضال الافريقي الاوسع نحو السيادة الكاملة في مواجهة القوى الامبريالية التي تحاول التحكم في مقدرات الشعوب الأفريقية.