يشعر الجمهور بشيء من الهيبة والتلقائية في آن واحد أمام فنان وهب عمره للفن الراقي، وكتب اسمه بأحرف من ذهب في وجدان أجيال من عشاق الدراما والمسرح. ولا يزال هذا الفنان المصري قادرا على أن يُدهش، وأن يمنح الكلمة جسدها، والمشهد روحه، والشخصية بعدها الصادق... فهل يكون أحد المكرمين في أيام قرطاج المسرحية، وأحد أبرز الأبطال فوق ركحها؟
في صائفة هذا العام عاد الممثل يحي الفخراني بقوة إلى ركح الفن الرابع عبر بوابة مسرحية "الملك لير" والتي تواصل عروضها ونجاحها الجماهيري في مصر.
للمرة الثالثة يحي الفخراني في دور الملك لير
هو ابن المسرح القومي، الذي خرج من عباءته فارسا للفن المصري، وممثلا بارعا جمع بين البساطة والعمق، وبين الذكاء الفني والصدق الإنساني..واليوم، يقف هذا الفنان المسرحي القديم على أعتاب زيارة إلى تونس، حيث يجري تنسيق حثيث بين وزارة الثقافة المصرية ووزارة الشؤون الثقافية التونسية ممثلة في إدارة مهرجان أيام قرطاج المسرحية، لعرض مسرحيته الجديدة "الملك لير" في حفل افتتاح الدورة السادسة والعشرين للمهرجان، المقرر انعقادها خلال الفترة من 22 إلى 29 نوفمبر 2025، وفقا لما ورد في موقع "اليوم السابع" في مصر. 
ورغم أن الاتفاق النهائي لم يُعلن رسميا بعد، فإن المفاوضات تسير بخطى واثقة نحو هذا الحدث المرتقب، الذي يُتوقع أن يشهد أيضا تكريمًا خاصًا ليحيى الفخراني تقديرا لمسيرته الإبداعية الطويلة، ولمكانته الراسخة كأحد أعمدة المسرح العربي.
وتُعد عودة مسرحية "الملك لير" إلى خشبة المسرح القومي في مصر واحدة من أبرز الأحداث المسرحية في موسم 2025، حيث انطلق العرض رسميا في شهر جويلية الفارط، من بطولة الفنان الكبير يحيى الفخراني وإخراج شادي سرو. 
في "الملك لير" يظهر يحي الفخراني للمرة لثالثة في هذه المسرحية، إذ قدمها لأول مرة عام 2001 على نفس المسرح، ثم أعاد تقديمها عام 2019 ضمن عروض القطاع الخاص، ليعود بها للمرة الثالثة إلى جمهور المسرح القومي، في عرض طال انتظاره من محبي المسرح الكلاسيكي.
وتتناول المسرحية الشهيرة، المأخوذة عن نص الكاتب الإنجليزي ويليام شكسبير، مأساة الملك لير، الذي يقرر تقسيم مملكته بين بناته الثلاث، بناءً على ما يعبرن به من حب، ليقع ضحية الخداع، ويكتشف متأخرا حقيقة من كانت الأصدق بينهنّ. فبينما تغدق البنت الكبرى والوسطى كلمات الحب الزائف طمعا في الميراث، تصمت الصغرى حبا وصدقا، فينفيها الأب ويبدأ رحلة سقوطه المأساوي، التي تكشف زيف السلطة وهشاشة الإنسان أمام غروره.
قبل تكريمه المرتقب في تونس، مساء اليوم الجمعة 31 أكتوبر الجاري الاحتفاء بالفنان يحيي الفخراني في مهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي ضمن تكريم خاص تقديرا لمسيرته الفنية الثرية وإسهاماته المتميزة في تقديم محتوى راق للناشئة من خلال عدد من الأعمال الموجهة للأطفال.
 
			