ولاية بنزرت ككل سنة الذكرى 62 لعيد الجلاء، تاريخ جلاء آخر جندي فرنسي عن الأراضي التونسية في 15 أكتوبر 1963، وقد تحول رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى روضة الشهداء حيث أدى تحية العلم، كما استعرض تشكيلة شرفية من الجيوش الثلاثة قبل التوجّه إلى النصب التذكاري حيث وضع إكليلا من الزهور وتولى قراءة الفاتحة ترحّما على أرواح الشهداء، ليتوجه إثر ذلك إلى وسط مدينة بنزرت أين التقى بعدد كبير من المواطنين والمواطنات واستمع مطولا إلى مشاغلهم وتطلعاتهم، وشدد على الحرص على مواصلة العمل على الرقي بتونس وشعبها، إحياء الذكرى هذه السنة تتزامن مع تواصل الاحتقان والتحركات الشعبية في قابس للمطالبة بتفكيك الوحدات المتسببة في التلوث وحالات الاختناق التابعة للمجمع الكيميائي في الجهة التي اقرت تنظيم يوم غضب جهوي اليوم الخميس.
تزينت ولاية بنزرت ككل سنة لتحي ذكرى عيد الجلاء، مناسبة تعد محطة تاريخية بارزة في تونس تستحضر فيها تضحيات الشهداء والوطنيين الذين آمنوا بقضية الاستقلال وخاضوا معارك من أجل ترسيخ السيادة الوطنية. وقد تولى رئيس الدولة خلال اشرافه على موكب إحياء الذكرى بمفترق شارع حسن النوري الواقع قرب حي الشرفاء ببنزرت المدينة، معاينة النصب التذكاري للضابط الشهيد بالجيش الوطني الهادي والي، وتلا فاتحة الكتاب على روحه الزكية، وهو أحد أبطال معركة الجلاء ببنزرت.
المعلطلون عن العمل يطالبون بالتشغيل
اطلع رئيس الجمهورية على تقدم مجمل الأشغال المنجزة في إطار استكمال مشروع التهيئة والتجديد لقسم طب النساء والتوليد ببنزرت، البالغة اعتماداته المالية 16 مليون دينار، ومنها التجهيزات العصرية التي تم توفيرها وأيضا التدخلات الفنية المتعلقة بأقساط الهندسة المدنية والسوائل والتكييف وشبكات الكهرباء، بالنسبة للطابقين الأول والثاني والطابق الأرضي، علاوة على الأشغال المتعلقة بتهيئة الطابق السفلي والتهيئة العامة للطرقات والشبكات المختلفة بالمحيطين الداخلي والخارجي للمنشأة الصحية العمومية. كما كان لرئيس الدولة لقاءات مع عدد من أهالي ومتساكني الجهة في مناطق متفرقة، هذا وتحادث رئيس الجمهورية مع عدد من أصحاب الشهائد العليا المعطلين عن العمل الذين رفعوا شعار "شغل، حرية، كرمة وطنية" وأكد لهم انه يتابع الملف وسيتم تخصيص اعتمادات في ميزانية سنة 2026 لحل الإشكالية.
التجاوب مع الخيارات الوطنية
من جانبه، اعتبر مجلس نواب الشعب هذه الذكرى موعداً وطنياً "كبيراً" يجب إحياؤه بفخر واعتزاز لما جسّمته من معاني الوطنية والصمود في سبيل تحقيق الاستقلال الكامل. ودعا البرلمان جميع التونسيين إلى الاقتداء بنضالات هؤلاء الأبطال وتضحياتهم، والاستلهام من الروح الوطنية العالية والحماس الفياض ونكران الذات الذي تحلوا به، لضمان استمرار حرية تونس واستقلالها. وأشار البيان إلى أن النواب سيظلون في طليعة المتمسكين بهذه المبادئ، مؤكداً على أن التحديات الراهنة والاستحقاقات المنتظرة تتطلب جهوداً مكثفة وتمسكاً بروح المبادرة. كما شدد مجلس نواب الشعب على ضرورة التجاوب مع الخيارات الوطنية، والعمل في إطار تعاون بناء ومثمر بين مختلف مؤسسات الدولة ووظائفها مؤكدا على أن التمسك بهذه الأهداف السامية هو الضامن لاسترجاع الأمل واستعادة الثقة، ومواصلة السير على درب البناء والحفاظ على عزة تونس وسيادتها وخدمة مصلحة شعبها.
استئناف معركة البناء الوطني
بدوره ، دعا المجلس الوطني للجهات والأقاليم إلى "الاستلهام من ملحمة الجلاء، بما تجسّده من وحدة وتضحية وثبات، لمواجهة التحديات وتعزيز مسيرة التنمية والازدهار في كافة ربوع الوطن، تحقيقًا لتطلعات الشعب في العيش الكريم والعدالة الاجتماعية". وأضاف في بيان له ان مسار 25 جويلية هو امتداد لذلك النفس التحرري واستئناف لمعركة البناء الوطني على أسس السيادة الشعبية والعدالة الاجتماعية، بما يرسّخ دولة قوية، مستقلة القرار، قادرة على النهوض بجهاتها و تحقيق التنمية المتوازنة والشاملة. كما حث المجلس على مواصلة العمل من أجل وطن يزدهر ويسوده الأمن والاستقرار، وفاء لتضحيات شهدائه الأبرار وإيمانا بحقّ شعبه في مستقبل أفضل.