دخل في مرحلة حاسمة في رحلته مع رفع حالات التأهب القصوى: أسطول الصمود في مرمى الخطر وسط تهديدات بالاستهداف أو الاحتجاز

يدخل أسطول الصمود مرحلة حاسمة في رحلته نحو

كسر الحصار عن غزة، وحسب تقديرات الأسطول فإنه قد يصل إلى غزة فجر اليوم، وأمام اقتراب الأسطول من مسافة الخطر تتزايد المخاوف وباتت كل الأنظار مشدودة إليه وسط الرفع من حالات التأهب القصوى استعدادا للتهديدات الصادرة عن الاحتلال واعتراضه، فالساعات القادمة ستكون حاسمة بالنسبة للأسطول، ووفق ما نشره عضو لجنة تنظيم أسطول الصمود المغاربي لكسر الحصار عن غزة، وائل نوار على صفحته الرسمية فإنه "ربما يتم أسر 497 ناشطا من كل أنحاء العالم من بينهم أعضاء في البرلمان وفنانين ودبلوماسيين وشخصيات عالمية، من بين كل هؤلاء يتواجد التونسيون بعدد متميز، 28 مناضلا رغم أن العديد من التونسيين تعذرت مشاركتهم في آخر وقت بسبب ظروف السفن مثلهم مثل بقية المشاركين من مختلف أنحاء العالم..".

حالة من الطوارئ عاش على وقعها أسطول الصمود في الليلتين الأخيرتين قبل الوصول إلى المياه الإقليمية لغزة أمام تصاعد التهديد بالاعتراض في أي ساعة، وقد سبق وأن قامت سفن الاحتلال الصهيوني أمس بالتشويش على جميع الأجهزة الإلكترونية وحاولت اعتراض سفينة ألما، باعتبارها السفينة القائدة التي تتقدم الأسطول، غير أنّ المفاجأة كانت في مواصلة بقية السفن التقدّم نحو غزة دون توقف، مما أربك القوات الصهيونية، وفق ما أكده وائل نوار الذي أشار في تدوينة له إلى "أن الاحتلال، بعد فشله في تعطيل ألما، توجه نحو سفينة سيريوس التي أصبحت في المقدمة، واعترضها دون اقتحامها، ليفاجأ مجدداً باستمرار بقية السفن في طريقها. عندها حاولت القطع البحرية الصهيونية اختراق الأسطول من مختلف الجهات وتشتيته، إلا أن جميع السفن ناورت بمهارة وواصلت مسيرها نحو غزة..هذه المحاولات تعكس اختباراً صهيونياً لرد فعل الأسطول في حال إيقاف إحدى السفن القيادية، غير أن النتيجة كانت واضحة أمام العالم: حتى لو تم إيقاف سبعٍ وأربعين سفينة، فإن السفينة الثامنة والأربعين ستواصل طريقها إلى غزة".
دعوات لحماية الأسطول من أي محاولة تهديد إسرائيلية
كل العيون باتت مشدودة نحو أسطول الصمود لكسر الحصار عن غزة الذي يواصل تقدمه رغم كل المخاطر في رسالة واضحة تهدف إلى كسر الحصار البحري على غزة، وقد دعا الاتحاد الدولي للصحفيين، الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو للتدخل العاجل لضمان حماية الصحفيين المشاركين في أسطول الصمود العالمي، وفقا للقانون الدولي، كما أعرب الاتحاد في بيان له أمس عن بالغ قلقه حيال سلامة عدد من الصحفيين الذين يشاركون في مهمة ميدانية على متن أسطول الصمود العالمي، المتجه إلى غزة في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، من جهتها دعت منظمة العفو الدولية دول العالم إلى تصعيد الضغط لضمان المرور الآمن لأسطول الصمود وحمايته من أي محاولة تهديد إسرائيلية، وقالت العفو الدولية في بيان لها إن "الدول تتحمل مسؤولية ضمان المرور الآمن للأسطول، يجب عليها تصعيد الضغط لحماية الأسطول". ودعت المنظمة الدول للمطالبة بإنهاء الإبادة الجماعية الإسرائيلية، وإنهاء الحصار الإسرائيلي "غير القانوني" بشكل نهائي.
الأسطول في أخطر مرحلة
وأكدت أن "التقاعس المستمر للدول في مواجهة الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة قد أجبر النشطاء من جميع أنحاء العالم على اتخاذ تدابير سلمية لكسر الحصار". وأضافت في ذات البيان أن الأسطول، الذي يُعد الأكبر من نوعه، يبحر حاملا مساعدات غذائية وطبية وإمدادات إنسانية إلى غزة، بعد نحو عامين من الهجمات الإسرائيلية المستمرة على القطاع، وبعد 18 عاما من الحصار "غير القانوني" المفروض عليه. في المقابل صرحت وزيرة الدفاع الإسبانية أن دخول أسطول الصمود منطقة الحظر التي حددتها إسرائيل قد يعرض حياة كثيرين للخطر. فالمنطقة الحمراء هي أخطر مرحلة في رحلة أسطول الصمود وتمثل آخر مرحلة قبل الوصول إلى المياه الإقليمية لغزة وتخضع لمراقبة وتشويش شديد من قبل الاحتلال الصهيوني وقد تعرضت فيها أغلب الأساطيل والبعثات التضامنية إلى اعتراضات عسكرية.
تزامن وصول الأسطول مع الذكرى 40 لمجزرة حمام الشط
هذا وتزامنت اللحظات الأخيرة لأسطول الصمود ووصوله إلى المياه الإقليمية لغزة مع إحياء تونس أمس 1 أكتوبر الذكرى 40 لمجزرة حمام الشط، ذكرى العدوان الإسرائيلي على تونس لاغتيال قادة الثورة الفلسطينية في منطقة حمام الشط والتي اختلط فيها الدم التونسي بالفلسطيني، وقد أكد السفير الفلسطيني بتونس رامي القدومي أن العدوان الإسرائيلي الغاشم على حمام الشط يمثل "اعتداءً سافرًا على السيادة التونسية"، مشيرا إلى أن امتزاج الدم الفلسطيني بالدم التونسي أبرز وحدة المصير التي تجمع الشعبين في مواجهة الاحتلال، وفق ما جاء على الصفحة الرسمية للسفارة الفلسطينية على "الفايسيوك". وأضاف أن هذا العدوان "لم يكن موجّهًا ضد الوجود الفلسطيني فحسب، بل استهدف دولة عربية ذات سيادة"، مشيدًا بالموقف التونسي الثابت آنذاك بقيادة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، الذي أكد "أصالة التضامن وعمق الالتزام التاريخي تجاه القضية الفلسطينية". وقد جرت مراسم إحياء الذكرى في مقبرة شهداء حمام الشط، حيث تمت قراءة الفاتحة ترحّمًا على أرواح الشهداء، ووضع السفير والمسؤولون التونسيون أزهارًا على الأضرحة وفاءً لتضحياتهم. ثم انتقل الحضور إلى النصب التذكاري بمدينة حمام الشط، حيث أعيدت قراءة الفاتحة وتمت مراسم وضع أكاليل الزهور تخليدًا للذكرى وتجديدًا للعهد على مواصلة النضال الوطني حتى استعادة كافة الحقوق الوطنية الفلسطينية.

مؤطر:
رصد 4 ألغام بحرية على مسافة قريبة من أسطول الصمود
أفاد قائد سفينة ألما ضمن أسطول الصمود أنهم رصدوا أربعة ألغام بحرية على مسافة قريبة من السفن، وذلك بعد اقتراب سفن الأسطول من القطاع المحاصر، وقد أشار القائد أن البحرية الإسرائيلية ترفض تفسير سبب وجود هذه الألغام حول الأسطول. وحسب هيئة الأسطول فإنها تتوقع حصول هجوم إسرائيلي على السفن في أي ساعة، كما أكدت هيئة أسطول الصمود العالمي أنها وضعت جميع سفنها في حالة تأهب قصوى استعدادا لاحتمال اعتراضه من قبل القوات الإسرائيلية، مع رصد نحو 20 سفينة حربية إسرائيلية على مسافة 7 إلى 20 ميلا من الأسطول.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115