مصطفى إبراهيم الكاتب والناشط الحقوقي الفلسطيني لـ''المغرب'' "زيارة ترامب للمنطقة مجرد صفقة تجارية بلا أبعاد إنسانية"

قال الكاتب والمحلل السياسي والناشط الحقوقي الفلسطيني مصطفى إبراهيم في حوار لـ''المغرب" أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة العربية تأتي في ظل ظروف استثنائية تشهدها القضية الفلسطينية،

خصوصا في قطاع غزة الذي يعاني من حصار ومجاعة متفاقمة. ويرى إبراهيم أن زيارة ترامب لا تنفصل عن نهجه القائم على المصالح الاقتصادية والصفقات، مشيرا إلى أن ما يطرح من خطط ومبادرات لا يخلو من الهيمنة الإسرائيلية والتوظيف السياسي للمساعدات الإنسانية. في هذا الحوار، نناقش معه رؤيته لأبعاد هذه الزيارة، المواقف الإقليمية والدولية، والخيارات الممكنة لإنهاء معاناة الفلسطينيين.

 كيف تقيمون أهداف زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة في هذا التوقيت الحرج؟

بينما تجري الاستعدادات في الجيش الإسرائيلي لتوسيع العملية العسكرية الإجرامية التي يطلق عليها اسم "عربات جدعون"، واستدعاء لوائين إضافيين من الاحتياط، وذلك قبل يومين من بدء زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط.
يعيش الناس في قطاع غزة حالة من التوتر الشديد لانتظار ما ستسفر عنها زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية وقطر والأمارات العربية من نتائج، ولا يهمم ما سيحصل عليه ترامب خلال الزيارة من تريليونات الدولارات والهدايا من الجواهر والذهب.
ما يعنيهم هو وضع حد لحرب الابادة، والإعلان عن وقف إطلاق النار، ويأمل الناس أن لا تمر الزيارة وضياع الفرصة، كما هو الحال مع العديد من الفرص التي تم الإعلان عنها وذهبت مع الريح.

برأيكم، كيف تتعامل الإدارة الأمريكية مع الملف الفلسطيني ضمن أولوياتها الإقليمية والدولية؟

الزيارة بالنسبة لترامب مجرد عمل تجاري وهو يفكر كرجل أعمال، وينطلق من الشعار (أمريكا أولاً وأخيرا)، وهي جزء من صفقة اقتصادية ضخمة تعتمد على قيمتها الترفيهية، ويتطلب هذا تدفقًا مستمرًا من الإيرادات.
حسب ما يتم تداوله من أخبار وتحليلات، ان ما سيفعله ترامب لن يتم تحديده إلا في اللحظة الأخيرة، ومن بين الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال تقديم مخطط أمريكي صفقة لإنهاء الحرب. وفي الواقع هذه المهمة انيطت بـ ستيف ويتكوف الذي قدم مقترح إطلاق سراح نصف المختطفين الإسرائيليين الآن، والنصف الآخر عند انتهاء المفاوضات لإنهاء الحرب.

هل ترون أن هناك جدية في المبادرات الأمريكية المطروحة لإنهاء الحرب وتحقيق تهدئة إنسانية؟

في موازاة المبادئ التي تضعها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب، يتوقع بعض المعلقين الإسرائيليين أن ترامب سيقدم خطة مدعومة بدعم الدول العربية لإنهاء الحرب، من دون حماس في قطاع غزة.

وتسعى إسرائيل إلى إقناع ترامب بتضمين مسودة الاتفاق شرط جمع أسلحة حماس، بادعاء أنه إذا رفضت الحركة هذا المطلب فإن الصفقة ستنهار وستبقى الحكومة لمدة عام آخر.

ما الدور الذي تنتظرونه من الدول العربية، خاصة الخليجية، تجاه ما يجري في غزة؟

إلى جانب ما سيحصل عليه ترامب من أموال الخليج والقضايا الاقتصادية الأمريكية، وهي قضية المساعدات الإنسانية التي ستدخل غزة المحاصرة منذ 70 يومياً، وخرق دولة الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار. وقد تم تكليف ستيف ويتكوف بهذه المهمة الذي وضع بالتعاون مع إسرائيل آلية لإنشاء مؤسسة جديدة خاضعة للإشراف الإسرائيلي، مهمتها توزيع المساعدات وسيكون الاشراف الأمني عليها من قبل الجيش الإسرائيلي، بادعاء منع أي تدخل من حماس.
في الواقع هذه الخطة إسرائيلية واتضحت معالم عمل هذا الآلية خلال الإحاطة التضليلية الاحتيالية التي قدمها السفير الأمريكي مايك هاكابي في إسرائيل قبل أيام، كما لو كانت هذه مبادرة أمريكية مستقلة، الخطة تم تنسيقها مع إسرائيل.
الولايات المتحدة، أعدت وثيقة مكونة من 13 صفحة على أمل إقناع المانحين بالتبرع بالأموال، ولكن حتى الآن لم يبد أحد اهتماماً، وردت الإمارات العربية المتحدة سلبا، وكذلك قطر والمملكة العربية السعودية. ومن وجهة نظرهم، ليست هناك حاجة إلى الجسم الجديد، بل يمكننا إنهاء الحرب والعمل مع وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة.

كيف تقيّمون استجابة المجتمع الدولي للأزمة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة؟

هذه الخطة أو الآلية تم تصميمها وقدمتها إسرائيل للمجتمع الإنساني ستزيد معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة، ورفضتها وكالات الأمم المتحدة التي قالت انها تخالف المبادئ الإنسانية الأساسية، بما في ذلك استخدام تقنية التعرف على الوجه كشرط مسبق للحصول على المساعدات.
وتحرم الفئات الأكثر ضعفا التي لا تستطيع الوصول إلى المناطق العسكرية المقترحة من المساعدات، وتُعرّض أفراد عائلاتهم لخطر القتل والإصابة أثناء تنقلهم من وإلى هذه المناطق. كما ان استخدام المساعدات الإنسانية كطُعم لإجبار السكان على النزوح، وخاصة من الشمال إلى الجنوب، سيخلق خيارا مستحيلا بين النزوح والموت.
السؤال المهم الذي يطرح: من سيوفر الأموال؟ وترامب وحتى نتنياهو لن يدفعا الأموال لسواد عيون اهل غزة الذين يقتلون من قبلهما، ترامب الذي يسعى لجمع أموال دول العالم من خلال إجراءاته العقابية ووضعها في الخزينة الأمريكية، ليس لديه أي نية في أخذ أموال دافعي الضرائب الأمريكيين وصبها في غزة.
ولا تعرف إسرائيل كيف تقدر مدى الضغط الذي سيمارسه ترامب على دول الخليج هذا الأسبوع لاستثمار الأموال اللازمة لتفعيل الآلية. وهذا يرتبط أيضاً بمسألة "اليوم التالي" التي تدور في ذهن إسرائيل. إذا ضغط ترامب وجاء المال، فما الفائدة؟
من وجهة نظركم، ما البدائل الواقعية والفعالة التي يمكن أن تُطرح لإنهاء المعاناة الإنسانية في القطاع؟

ليس هناك الكثير من الوقت للتوصل إلى حل للمساعدات الإنسانية، إذ إن غزة تعيش المجاعة بشكل حقيقي، وما تبقى من الغذاء لا يسد حاجة الناس وتخطت المجاعة في غزة الخط الأحمر، ودولة الاحتلال كالعادة ليس لديها خطة بديلة إذا لم يتم تمويل خطة الصندوق.
البديل موجود وبسيط، وهو وقف الإبادة ورفع الحصار بفتح المعابر، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وإنقاذ حياة الناس من الموت.

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115