الممثلة هالة عيّاد مبدعة ومجددة في الشخصيات

تصنع عوالم مغرية من الابداع، تمثل وتلاعب عقل المتفرج ومشاعره،

تجمع ثنائيتي الضعف والقوة في اللحظة ذاتها، تميزت في الدراما الرمضانية في جزئي مسلسل "رقوج" الممثلة هالة عياد الشغوفة بالادوار الصعبة والمجددة في تركيبة الشخصية وطريقة اللعب حققت النجاح بشخصية "روزا" التي قدمتها في المسلسل.

تطورت الشخصية عن الجزء الاوّل كما اختلفت صفاتها النفسية وطريقتها في التعبير، اكتشف الجمهور وجها اخر للشخصية، "روزا" الأنثى المغامرة والهادئة، متحدية المجتمع وعاداته في الجزء الاول، نجدها قوية جريئة لا تخاف الموت، تقتل اذا تطلّب الموقف، تراجع أخلاقياتها في علاقة مع المجموعة وتنصاع لمشاعر الحب الجمعي، شخصية مركبة، موجعة، تحمل الكثير من الالم، الم اليتم وألم عار الطفلة غير الشرعية والم الحبّ اللامكتمل وألم الاغتصاب الجماعي والم الوحدة المقيتة، جميعها أحاسيس اتقنت هالة عياد التعامل معها واوصلتها الى الجمهور، فصدق الممثلة وتناصها مع شخصيتها جعل "روزا" المنبوذة في الجزء الاول احدى اعمدة المكان وحارسة اطفاله من خطر التحرش وظلم الجماعة في الجزء الثاني للعمل.
هالة عياد صنعت نجوميتها في الدراما الرمضانية واثبتت جديتها في التعامل مع شخصياتها، لها القدرة على تفكيك الشخصية نفسيا وروحيا وفكريا ثم اعادة تركيبها لتكون مقنعة رغم انها شريرة، في "رقوج" لا وجود لشخصية خيّرة في المطلق او شريرة في المطلق، لكل شخصية جانبيها الشرير والخيّر وبينهما نجحت هالة عياد لتكون كما راقصة البالي تبهر جمهورها دون السقوط في هوة الاستسهال.
في مسلسل "رقوج" هناك لحظات قوة جمعت هالة عياد بممثلين اخرين وبقيت المشاهد عالقة في ذاكرة الجمهور وتداولها متابعي العمل كثيرا، في الجزء الاول من اقوى المشاهد تلك التي جمعة "روزا" بـ"محسن الورل" لقاءات بين هالة عياد وعزيز الجبالي كانت من نقاط القوة والاداء المتقن صنع جمالية على الصور، من اللقاءات الاخرى ثنائيات هالة عياد في "روزا" مع دليلة المفتاحي "الزهرة" مشاهد اغلبها دون نص منطوق لكن انفعالات الشخصيات ومشاعر الخوف والكره والحب جميعها طبعت على ملامح الممثلتين، فالغموض الذي خباته الشخصية في الجزء الاول بدأ يتضح للجمهور في اول اللقاء بين "روزا" و"الزهرة".
واجمل المشاهد كان في الحلقتين 18 و19 من المسلسل، الاولى مشهد صامت جمع مبدعتين هالة عياد واميرة الشبلي، وكانت الوجوه والعيون هي الحامل لمشاعر الشخصيات المتارجحة بين الرفض والفرحة والخوف، تناقضات نفسية وصلت الى المتفرج دون التوّه بكلمة واحدة، ثم اللقاء بين هالة عياد وعاصم بالتوهامي اي بين "روزا" و"عدلي"، لقاء التردد قبل معرفة حقيقة نسب روزا، استطاعت الممثلة ان تستحضر كل الم الخوف في مشهد واحد، لتكون هالة عياد ممثلة صادقة، تلقائية في ادائها وتستطيع الوصول الى المتفرج بسهولة.
هالة عياد ممثلة صادقة امام الكاميرا، عرفها الجمهور التلفزي بشخصية "وسيلة" في مسلسل النوبة، وبين "روزا" و"وسيلة" تشابه في القوة والقدرة على اتخاذ اصعب القرارات واكثرها جرأة، ممثلة احبت المسرح وسحرها لتصبح من ممارسيه، هي ابنة التياترو فيه تعلّمت ابجديات السحر، ممثلة نجحت في الدراما والسينما والمسرح، حرفية في التعامل مع شخصياتها وتلقائية في اللعب لتنجح وتكون من نجوم الدراما الرمضانية للعام 2025 وتحقق مساحة اخرى للعب والنجاح.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115