في الدورة 2 لمهرجان 27/20 والذكرى 5 لرحيل لينا بن مهني: الفنون تدافع عن العدالة وتنتصر إلى الكرامة

في يوم 27 جانفي 2020، رحلت لينا بن مهني ولكن بقيت ذكراها حية وبقي أثرها شاهدا على أثرها..

ولأنّ "أثر الفراشة لا يزول" يتجدّد قريبا الموعد مع مهرجان 27/20 الذي تقترن تسميته بتاريخ رحيل لينا تخليها لذكرى "البنية التونسية" وأيقونة الثورة التونسية...

تحت شعار "عدالة إنسانية، كرامة للجميع"، تنتظم الدورة الثانية لمهرجان 27/20 من 24 إلى 26 جانفي 2025 في فضاء الريو بتونس العاصمة.

نضالات اجتماعية في تعبيرات فنية

أينما وجد استبداد واضطهاد كانت لينا بن مهني تتصدى له بالكتابة والتصوير والتنديد والتوثيق. سواء كان سلاحها الصوت أو الصورة، القلم أو المقال، التدوينة أو المظاهرة ... تعددت أشكال المقاومة في حياة لينا بن مهني لتظل اسما خالدا ومحفورا في الذاكرة كرمز للنضال في الشوارع والساحات والسجون والجهات والمكتبات...
وفي الاحتفاء بالذكرى الخامسة لرحيل لينا بن مهني ، تنظم جمعية لينا بن مهني الدورة الثانية لمهرجان 20/27 من خلال "الجمع بين الفن والتفكير النقدي، يهدف مهرجان إلى تعزيز فضاءات حرة ومناضلة من أجل الكرامة والعدالة. استمرارا لإرث لينا بن مهني، يهدف المهرجان إلى إحياء قيم المساواة والحرية والتضامن..." ويعتبر مهرجان 20/27 وفقا لقائمين عليه "مساحة للذاكرة والالتزام والتفكير النقدي، حيث تستعيد الأصوات المهمشة موقعها في السرديات التاريخية، وحيث تتجسد النضالات الاجتماعية عبر الفن، والنشاط الحقوقي، والتفكير النضالي الجماعي".
ضمن برمجة مدروسة بعناية ووفية إلى شخصية لينا بن مهني، ومن خلال الجمع بين الإبداع الفني والعمل النضالي، تسعى الدورة الثانية لمهرجان 20/27 إلى إحياء إرث لينا بن مهني، وتعزيز فضاءات المقاومة والتضامن، ودعم الحركات التي تواصل حمل مشعل العدالة والحرية. يقترح المهرجان برنامجا "حافلا بالنقاشات والورشات والأعمال الفنية حول العدالة الاجتماعية في وجه الإمبريالية والنيوليبرالية العالمية".

4 أفلام ورجائي موسى ضيف

"هل ما زالت هناك أقلام حرة؟" ضمن هذا السؤال الذي يدور في فلك الالتزام بأن الكتابة مقاومة، تنطلق أنشطة المهرجان يوم الجمعة 24 جانفي على الساعة الثالثة بعد الظهر بلقاء أدبي تديره الصحافية ريم بن رجب لمحاورة الكاتب والناشر المصريرجائي موسى. ستركز الندوة على الكتابة النسوية والملتزمة، وأشكال المقاومة في الأدب العربي المعاصر، بالإضافة إلى مسألة استحواذ السوق الحرة على قطاع النشر.
في المساء، ستُفتتح فعاليات المهرجان رسميًا بحفل موسيقي تحييه الفنانة روضة بن عبد الله وفرقتها الموسيقية، تكريمًا لينا بن مهني والراحل ياسر جرادي، أيقونة الأغنية الملتزمة. يلي ذلك عرض أربعة أفلام وثائقية قصيرة أنجزها المشاركون والمشاركات في المدرسة النسوية لينا بن مهني، بإشراف المخرجة يسر القاسمي، بطريقة "الميزانية المحدودة".
في اليوم الثاني من المهرجان، أي السبت 25 جانفي، على الساعة الثالثة بعد الظهر ، تقدم الصحافية والنسوية هيفاء ذويب الكتاب الجماعي "فهم العدالة الاجتماعية من منظور نسوي: سرديات في مقاومة الرأسمالية" من تأليف المشاركات والمشاركين في مدرسة لينا النسوية وإشراف ريم بن رجب وهندة الشناوي.
مع الساعة السادسة مساءً، يتم تخصيص الأمسية لمناقشة موضوع "الثقافة والمقاومة في سياقات الإبادة الجماعية والاستعمار". تشارك في الندوة المناضلة الديكولونيالية حورية بوثلجة والفيلسوفة التونسية سمية المستيري والصحفي والمناضل ياسين نابلي. ستكون هذه الجلسة فرصة لمناقشة القراءات السياسية والفلسفية الحالية لضيوفنا الثلاثة حول منظومة الهيمنة الإمبريالية وعلاقتها بالعنصرية والاستبداد.
بالتوازي مع حلقات الحوار اليومية والعروض الفنية المميزة، تشمل أنشطة مهرجان 20/27 ورشات عمل تفاعلية في المسرح والكتابة والسيادة الغذائية. حيث، ستأطر كل من منى بن الحاج زكري ومي شكري ورشة مسرح "سأزرع شجرة كرز في بطني"، وستركز الورشة على تجارب اللا-أمومة والتوترات التي تثيرها مقارنة بالتصورات السائدة حول "الجسد الوظيفي". أما الكاتب والناشر رجائي موسى، فسيقدّم ورشة كتابة "كيف نبني السرد؟"، والتي ستتيح للمشاركات والمشاركين اكتشاف أشكال سردية جديدة ونقدية. كما ستقود د. ليلى الرياحي وغسان رقّيقي ورشة حول السيادة الغذائية وقضايا البيئة، مع تسليط الضوء على العلاقة بين الإيكولوجيا، العدالة الاجتماعية، وتقرير المصير.
اليوم الثالث والأخير من المهرجان سيكون يومًا فنّيا بامتياز حيث ستقدم مدرسة لينا بن مهني النسوية عرضًا حيًا بعنوان "نعم، العالم جميل ولكنه ليس لطيفا" بمشاركة أربعة مؤديين تم تدريبهم داخل المدرسة تحت اشراف أمان الله عتروس وهو فنان متعدد التخصصات.
انطلاقًا من الساعة السادسة، سينطلق الحفل الاختتام للمهرجان لتعزيز الرسالة النضالية التي يحملها منذ إنشائه ولتكريم ذكرى وارث لينا و الصادق بن مهني من خلال عرض فيديو تسجيلي لشهادات الجيل الجديد حول لينا الإنسانة والناشطة والأيقونة ومن ثم حفل موسيقي للفنان مازن بن مبروك.
في الذكرى الخامسة لرحيل "حمامة السلام" لينا بن مهني يغيب جسدها عنّا لكن اسمها كأثر الفراشة باق هنا ولا يزول... ولن يزول.

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115