للحديث بقية: هل سيكون للبنان اليوم رئيسا جديدا للجمهورية؟

تنعقد اليوم في لبنان جلسة جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية بعد فراغ رئاسي عاشه البلد لسنتين .

فتعثر مجلس النواب عن انتخاب رئيس للجمهورية يتعلق أساسا بانقسام مجتمعي وغليان سياسي يشهده البلد بين الأحزاب والقوى اللبنانية . فقد قدم حزب الله سليمان فرنجية رئيس تيار المردة ليكون مرشحه في حين ان القوى المعارضة للحزب تؤيد ترشيح السياسي اللبناني سمير جعجع وأسماء أخرى لا تجد المقبولية لدى الحزب المؤثر في المشهد السياسي . كما صعد اسم قائد الجيش العميد جوزيف عون بقوة ليتصدر قائمة المترشحين بالنظر الى ما يتمتع به من شبه اجماع داخلي وتوافق إقليمي على تسميته . ومن الأسماء المطروحة أيضا على الساحة السياسية المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري، والنائبين نعمة أفرام وإبراهيم كنعان، والوزراء السابقين جهاد أزعور وزياد بارود وجان لوي قرداحي. ويجري العرف في لبنان على ان يكون رئيس الجمهورية مارونيا ورئيس الحكومة من الطائفة السنية ورئيس مجلس النواب من الطائفة الشيعية وفق محاصصة طائفية قائمة منذ قيام دولة لبنان .

وكل المؤشرات تؤكد ان بلد الأرز سيكون على موعد مع تغيرات كبرى ومرحلة جديدة مع انتخاب رئيس للجمهورية . وقد أعرب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، عن تفاؤله بأن برلمان بلاده سينتخب في الجلسة المحدد انعقادها وللمرة الأولى، منذ الفراغ في سدة الرئاسة رئيسا جديدا للجمهورية ".
اليوم لا يخفى ان هناك جدل حول انتخاب رئيس في خضم وضع إقليمي شديد التعقيد مع الحروب الصهيونية المتواصلة . وفي لبنان تعد تسمية رئيس للجمهورية احد اركان او شروط اتفاق الهدنة التي وقعتها الحكومة اللبنانية برعاية دولية. وفي 28 نوفمبر 2024، كان قد حدد رئيس مجلس النواب نبيه بري، 9 جانفي الجاري لعقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية.
ولئن تنعقد الآمال على تلك الجلسة البرلمانية لإنهاء الفراغ الرئاسي المتواصل منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في 31 أكتوبر 2022 ، الا ان هناك مخاوف من ان يكون لانتخاب رئيس جديد للبلاد تحت ضغط إقليمي ودولي وفي ظل ظرف صعب يمرّ به لبنان ،تداعيات وارتدادات داخلية بشأن مدى مقبولية الرئيس الجديد .
والمعلوم انه منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون أخفق البرلمان في انتخاب رئيس جديد خلال 13 جلسة على مدى عامين، آخرها في 14 جوان2023، ما أدخل البلاد في شغور رئاسي هو السادسة في تاريخ لبنان الحديث.
اليوم يتطلع اللبنانيون الى قبة البرلمان على أمل ان يتم انتخاب رئيس جديد يحمي جمهوريتهم من التحولات الكبرى التي تشهدها المنطقة ومن الأطماع الصهاينة في بلادهم . وسيكون أمام هذا الرئيس مهمات صعبة لعل أهمها تسمية رئيس جديد للحكومة اللبنانية الذي يتعين عليه كذلك مواجهة الازمات المجتمعية التي القت بثقلها على الداخل اللبناني بسبب الحرب الصهيونية على غرار ملفي إعادة الاعمار والنازحين وإعادة ترتيب العلاقة مع سوريا الجديدة وكذلك مع الخارج.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115