أزمة اتحاد الشغل.. بعد دخول حسين العباسي على الخط لتقريب وجهات النظر: مجموعة «الخماسي النقابي الغاضب» تحسم موقفها اليوم.. إما بالاعتصام، بداية من الغد، أو بالتراجع

من المنتظر أن يحسم الأعضاء الـ5 من المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل «الغاضبين»

قرارهم اليوم الثلاثاء 7 جانفي الجاري بعد تقييم مخرجات ونتائج الوساطات التي يقوم بها عدد من النقابيين القدامى وفي مقدمتهم الأمين العام السابق حسين العباسي، وذلك إما بالمضي قدما في قرارهم والدخول في اعتصام مفتوح في مقر المنظمة الشغيلة وعقد ندوة صحفية يوم غد الأربعاء 8 جانفي الجاري أو العدول عن ذلك والعودة إلى بقية أعضاء المكتب التنفيذي الـ10 والقبول بمبادرات الصلح وتجاوز الخلافات وخاصة وضع حدّ للانشقاق والصراع التي تعيش على وقعه المنظمة منذ فترة.

فسح الـ5 أعضاء من مجموعة «النقابيين الغاضبين» وهم عثمان الجلولي والطاهر البرباري المزي ومنعم عميرة وصلاح الدين السالمي وأنور بن قدور المجال للنقابيين القدماء في محاولة لتقريب وجهات النظر والبحث عن حلول لإنهاء أزمة الشقوق والصراع صلب الاتحاد عبر قرار تأجيل اعتصامهم الذي كان مقررا يوم 25 ديسمبر المنقضي إلى 8 جانفي الجاري، موعد لم يتبق عنه إلا يوما فقط دون وجود مؤشرات إلى حدّ كتابة هذه الأسطر إلى التوصل إلى حلّ يرضي جميع الأطراف في انتظار ما ستحمله الساعات القليلة القادمة من تطورات ومفاجآت قد تزيل بعض الضبابية والغموض حول الصراع الداخلي في الاتحاد والذي يعود سببه الرئيسي إلى التعجيل بعقد المؤتمر خلال سنة 2025، الأمر الذي يرفضه بشدة بقية أعضاء المكتب التنفيذي.

اليوم، نتائج وساطة العباسي على طاولة الاجتماع

بعد إعلان الـ5 أعضاء عن قرارهم الدخول في اعتصام مفتوح بسبب الأوضاع المتردية صلب الاتحاد، دخل بعض النقابيين القدماء والذين لهم وزن ويحضون بثقة كبيرة داخل هياكل المنظمة على الخط والقيام ببعض التدخلات والجهود لحل الخلافات الداخلية وتجنب مزيد تأجيجها في إشارة خاصة إلى حسين العباسي، نتائج الوساطة التي يقوم بها العباسي سيضعها الـ5 أعضاء من الغاضبين على طاولة اجتماعهم اليوم لتقييمها والحسم في موقفهم إما بالمضي قدما في اعتصامهم أو العدول عن ذلك والانضمام إلى طاولة النقاشات للبحث عن حلول لإنهاء الأزمة التي في صورة تواصلها قد تعصف بالاتحاد، ووفق ما أكدته بعض المصادر النقابية فإن هناك نقاشات ومفاوضات تقوم بها عدة أطراف داخل الأطر الداخلية الرسمية من أجل إيجاد سبل للخروج من الأزمة وذلك في إطار الإحساس والشعور بالمسؤولية للخروج منها وبناء منظمة جديدة.

تقديم موعد عقد المؤتمر..أبرز المطالب

الدعوة إلى تقديم مؤتمر المنظمة الشغيلة المزمع عقده سنة 2027 إلى منتصف سنة 2025، من أبرز المطالب التي رفعها مجموعة «الغاضبين»، داعين القيادة الحالية للاتحاد إلى ضرورة الإمضاء على محضر اجتماع المجلس الوطني المنعقد خلال شهر سبتمبر الماضي وخاصة النقطة 12 من المحضر التي تنص على تقديم موعد عقد مؤتمر اتحاد الشغل. ويتمسك الشق المنادي بالتسريع في عقد المؤتمر يتمسك بضرورة استكمال المجلس الوطني والتصويت على اللائحة الداخلية بما في ذلك النقطة 12، في المقابل يرى الشق الآخر بضرورة الإبقاء على تنظيم المؤتمر سنة 2027 مع إمكانية تقديمه بأشهر فقط لا بسنوات، وقد بين الأمين العام للمنظمة الشغيلة نور الدين الطبوبي من جانبه أن الخلافات داخل الاتحاد ظاهرة صحية وأنه « من الطبيعي أن يعيش الاتحاد ديناميكية جديدة بعد عدة سنوات ويخطئ من يراهن على تآكله من الداخل ». وتابع قائلا » لكلّ من يراهنون على حصول شرخ داخل الاتحاد، يخطئ حساباته من يعتقد أن الاتحاد سيتآكل من الداخل، هو بخير ماضيا وحاضرا ومستقبلا وسيكون أقوى وأكثر وحدة وتلاحما وتضامنا بقواعده من أي وقت مضى »، مؤكّدا أنّه » من الطبيعي أن تعيش المنظمّة ديناميكية جديدة بعد عدة سنوات وأن أبناءه لن يكونوا إلّا متضامنين فيما بينهم وسيصلون إلى مخرجات داخلية ضمن أطر المنظمة الشغيلة ومؤسساتها وطبقا للقانون الأساسي والنظام الداخلي للاتحاد ».

الطبوبي: الاختلافات ظاهرة صحية

وأوضح، بخصوص الوضع الداخلي للاتحاد قائلا » لا يوجد محرّمات داخل الاتحاد والاختلافات هي ظاهرة صحية خاصة أننا نلتقي على قاعدة الاختلاف في الرأي والمنظمة مرت بعديد الأزمات سنوات 1965 و1978 و 1985 وهذه الأزمات تتشابه »، مُقدّرا أن هذه « الديناميكية داخل الاتحاد » فيها الكثير من الإيجابيات حيث أنها تفسح المجال للتعبير عن مختلف الرؤى بخصوص تطوير الأداء النقابي وتجويده وسبل تجاوز الهينات والمعوّقات. وأكّد أن استقلالية القرار داخل الاتحاد مسألة جوهرية وأن مختلف أزماته وصراعاته أو اشكاليته سواء مع السلطة أو مع الأطراف السياسية هي بالأساس معركة استقلالية واليوم يدفع فاتورتها

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115