حتى يستمر توارثه من جيل إلى جيل. وقد تدّخل "صندوق السفراء لحفظ التراث الثقافي" لدعم ثمانية مشاريع للحفاظ على التراث الثقافي في تونس بكلفة ناهزت قرابة مليون دولار، كان آخرها المسرح الأثري بالجم.
يدعم "صندوق السفراء لحفظ التراث الثقافي" الذي تموله الولايات المتحدة الأمريكية مشاريع حفظ المباني التاريخية والمواقع الأثرية والمخطوطات ومجموعات مقتنيات المتاحف وأشكال التعبير الثقافي التقليدي من قبيل اللغات المحلية والحرف اليدوية الأصلية في أكثر من 120 دولة حول العالم.
مصعد خاص بذوي الهمم في مسرح الجم
يحتل مسرح الجمّ الذي تم تشييده في القرن الثالث ميلادي مكانة مميزة في لائحة التراث العالمي. وهو ثاني أكبر مسارح العالم الروماني القديم بعد مسرح الكولوسيوم بروما.وعلى امتداد خمس سنوات وبتكلفة ما يزيد عن 1.3 مليون دينار تونسي خصصها صندوق السفراء لحفظ التراث الثقافي، شهد المسرح لأثري بالجم أشغال تهيئة وترميم شملت الأروقة والمدرجات والحلبة والطابق تحت أرضي وشبكة تصريف المياه... ووفقا للمعهد الوطني للتراث فإنّ عمليات الصيانة والترميم بالمسرح الأثري بالجم مازالت متواصلة حيث خصّص المعهد حوالي مليوني دينار إضافية لتهيئة ساحة المدرج وتركيز مصعد خاص بذوي الهمم وترميم لوحات الفسيفساء وذلك بالتنسيق مع مصالح منظمة اليونسكو.
وبعد الانتهاء من مشروع ترميم وحفظ مدرج الجم في نهاية سنة 2024، أعلنت سفارة الولايات المتحدة عن فتح المجال لتقديم عروض لصندوق السفراء لحفظ التراث الثقافي لسنة 2025. ويمكن أن تتمتع بفرصة التمويل التي يتيحها صندوق السفراء المنظمات غير الحكومية ومؤسسات التعليم العالي والمؤسسات الحكومية المحلية ومؤسسات التعليم العالي والمنظمات غير الربحية الأمريكية والمنظمات الدولية العمومية. وتنتهي آجال التقدم بالعروض غدا الثلاثاء 7 جانفي 2025.
وبعد ترميم مسرح الجم، تم في سنة 2024 اختيار تونس كوجهة لمشروع جديد يموله صندوق السفراء لحفظ التراث الثقافي سينطلق سنة 2025 ويهدف إلى المساعدة في حفظ تراث قرية الدويرات في ولاية تطاوين جنوب البلاد التونسية. والدويرات من القرى الجبلية في تطاوين التي ترتبط بتراث أمازيغي عريق في المعمار والعمران والمأكل والملبس وتتميز بقصرها الشامخ على قمة الجبل وتتفرد بالكثير الكثير من التفاصيل الساحرة والمدهشة...
ومنذ تأسيسه في عام 2001، ساعد صندوق السفراء لحفظ التراث الثقافي في حفظ أكثر من 1100 موقع للتراث الثقافي في جميع أنحاء العالم. وتساعد المشاريع التي يمولها الصندوق في خلق فرص للتنمية الاقتصادية داخل المجتمعات المحلية وتثمين إرثها الثقافي الغني والمتنوع.
ومنذ تأسيس صندوق السفراء لحفظ التراث الثقافي سنة 2001، موّلت الولايات المتحدة من خلاله ثمانية مشاريع في تونس بما يزيد عن 3.2 مليون دينار تونسي وهي: حفظ الآلات الموسيقية بمركز الموسيقى العربية والمتوسطية في سيدي بو سعيد ، وترميم المسرح الروماني الإمبراطوري (القرن الثالث ميلادي) بالجمّ، والحفاظ على مدينة أودنة الرومانية البربرية القديمة، وترميم دار بن عبد الله المقامة أواخر القرن الثامن عشر، وحفظ مجموعات الصور الفوتوغرافية لجمعيّة حماية مدينة، وترميم كُتّاب بن موسى بمدينة تونس المقام في القرن التاسع عشر ، وترميم مبنى سيدي منصور بجزيرة جربة المقام في القرن الثامن عشر، والحفاظ على موقع معركة (ممرّ) القصرين التي دارت خلال الحرب العالمية الثانية.