أيام سيزيف للفيلم الوثائقي بالمكناسي السينما في الريف شاشة مقاومة

أكثر من ولاية في تونس محرومة من قاعات سينما بل أغلب الولايات بلا قاعات سينما.

ولسد هذا النقص، تنبع في كل مرة مبادرات للأفراد ولمكونات المجتمع المدني من أجل إيصال الفن السابع إلى جهات ومدن وأرياف لا تتمتع بحقها الدستوري في الفن وفي الثقافة. وفي هذا السياق أطلقت "جمعية الفن بالمكناسي" تظاهرة "أيام سيزيف للفيلم الوثائقي بالمكناسي" من أجل خلق بديل للمشهد الثقافي السائد ومن أجل أن يكون للريف سينما وكاميرا.

هي أبعاد ثلاثة يحملها شعار مهرجان أيام سيزيف للفيلم الوثائقي بالمكناسي في دورته الرابعة، وهي: "الواقع – المقاومة – آفاق المستقبل". وتكرس هذه الرؤية السعي إلى مواجهة التحديات المعاصرة والنضال من أجل بناء مستقبل أكثر عدلا.

7 أفلام عن الأرض وقضايا العصر

بعد ثلاث دورات تركت الأثر في الزمان والمكان، أصبح لمدينة المكناسي من ولاية سيدي بوزيد موعد سنوي مع السينما ومع باقة مختارة من الأفلام الوثائقية التي تتماشى مع واقع الأرياف ونزوعها نحو الانعتاق من التهميش وطموحها إلى التخلص من التصحر الفني ... وقد انطلقت "أيام سيزيف للفيلم الوثائقي بالمكناسي" يوم أمس 2 جانفي لتتواصل إلى غاية يوم 5 جانفي 2025 بدار الثقافة المكناسي.
في دعوة مفتوحة للتفكير والنقاش حول قضايا تتخطى الأبعاد المحلية لتلامس المفاهيم الكونية، تهدف "أيام سيزيف للفيلم الوثائقي بالمكناسي" في دورتها الرابعة إلى خلق فضاء تفاعلي يتيح للحاضرين تبادل وجهات النظر حول ثلاثة محاور مترابطة، وهي:الواقع من خلال استعراض التحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تواجه المجتمع التونسي اليوم. والمقاومة كشكل من أشكال التعبير عن نضالات الشعوب، مع التركيز على مقاومة الكيان الصهيوني خاصة من طرف الشعبين الفلسطيني واللبناني، إضافة إلى أشكال المقاومة الأخرى دفاعاً عن الحرية و الكرامة حول العالم. وآفاق المستقبل كدعوة لإعادة التفكير في المفاهيم السائدة والعمل من أجل بناء مستقبل يقوم على العدالة والمساواة.
على شاشة سينما الريف للأفلام الوثائقية، تم اختيار سبعة أفلام للعرض أمام جمهور متعطش للفن السابع في تقاطع بين قضايا سكان الريف وبين مضمون هذه الإنتاجات السينمائية من تونس وفلسطين وسوريا والمغرب. وتتمثل عناوين هذه الأفلام الوثائقية في ما يلي : "كل الطرق تؤدي إلى الكامور» إخراج التونسي عاطف ذكار سنة 2022 ومدته 26 دقيقة ويروي كفاح شباب من الجنوب التونسي لتحسين ظروفهم المعيشية. و »ذاكرتي مليئة بالأشباح » إخراج السوري أنس زواهري سنة 2024 مدته 74 دقيقة وهو عبارة عن قصيدة بصرية عن الدمار والفقدان والأمل في سوريا التي أنهكتها الحرب. و »أنا مغتصِبة » إخراج التونسية وفاء خرفية ، 2024 مدته 17 دقيقة ويتناول قصة « منجية »، عاملة زراعية تكافح الظلم العقاري لتوفير العيش الكريم لعائلتها. و»اغتيال » إخراج المغربي ياسين أيت فكير سنة 2023 ومدته 35 دقيقة ويتناول قصة صراع من أجل الحفاظ على شجرة الطلح، ذات الأهمية البيئية والثقافية في الصحراء. و»عقرب مجنونة » إخراج أكرم منصر ، 2022 مدته 62 دقيقة يتناول تكريم النساء الحرفيات في وذرف، رموز الصمود والذاكرة. و»الاحتجاج الصامت » إخراج الفلسطينية محاسن نصر الدين مدته 20 دقيقة ويتناول الصمت كوسيلة للمقاومة. و »علاش أنا » إخراج التونسية مروى طيبة ويسرد قصة كفاح المرأة من أجل العمل بالأرض في مواجهة مجتمع ذكوري .
وللطفل نصيب في أيام سيزيف للفيلم الوثائقي من خلال برمجة مجموعة من الأنشطة الثقافية والترفيهية للأطفال. وفي انفتاح على مستجدات العصر تمت هندسة فقرات تعتمد على تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز.
ومن مستجدات هذه التظاهرة الدولية في دورتها الرابعة الانخراط في تثمين الموروث الحضاري والتشجيع على السياحة من خلال تنظيم جولات سياحية للمواقع الأثرية والطبيعية في مدينة المكناسي التي تحيط بها الجبال وتعمّرها الزياتين وتشهد على تاريخها الدواميس والفسقيات والقصور..

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115