فالصحراء بامتدادها فضاء للخيال والابداع وابناء الصحراء يواصلون البحث عن التجديد في الفكرة والتعامل مع الصحراء موطنا وفكرة لا تعرف معنى كلمة المستحيل ومن حبّ الصحراء والايمان بفضاءات فرجوية وثقافية بديلة ولد المهرجان الدولي للسينما في الصحراء، فكرة مختلفة وتجربة تثمن الموروث الصحراوي وتحمل الفرجة السينمائية الى ابعد النقاط تحديدا منطقة قصر غيلان التابعة لمعتمدية دوز ولاية قبلي.
تنظم المهرجان جمعية مهرجان المسرح في الصحراء وكلاهما له نفس الهدف، الدفاع عن الحق في الثقافة لابناء العمق التونسي والتعريف بجمالية الصحراء التونسية ونشر ثقافة المسرح والفنون في كل شبر من ربوع الجنوب التونسي ويكون المهرجان من 30اكتوبر الى 2نوفمبر في قصر غيلان بمشاركة كل من تونس وفلسطين والمغرب والجزائر ومصر واليمن ولبنان وايران والبحرين وباكستان وايطاليا والكامرون والسويد وبلجيكيا وفرنسا، بمعدل 23فيلما تتوزع على ثلاثة أيام تتنافس على جوائز وردة الرمال (رمز الصحراء) الذهبية والفضية والبرونزية، وتتكون لجنة التحكيم من صالح الجدي وانيس الاسود وحمدي الجويني وعبد العزيز الحفظاوي ونائلة الغربي.
السينما في قلب الصحراء هكذا شعار المهرجان في دورة اولى الهدف منه تحويل وجهة العروض السينمائية من الفضاءات المغلقة الى فضاءات الصحراء الممتدة واتخاذ رمالها ركحا واستغلال الكثبان كمدارج مهيأة طبيعيا للجمهور، وذلك بهدف الإسهام في السياحة الثقافية وخلق فضاءات جديدة للعروض وجعل الاهالي يكتشفون مدى ثراء واقعهم ومحيطهم، كما يهدف المهرجان الى زيادة التشبيك مع المبادرات الثقافية في الجهة حسب تعبير مدير الدورة حافظ خليفة، واكد خليفة ان المهرجان مشروع مهم للتعريف بالموروث الثقافي والفني للصحراء التونسية وللتعريف بابداعات ابنائها في جميع المجالات وكسر العزلة عنهم.
المعلقة بوابة المهرجان ودليل المتفرج لاكتشاف مضمون التظاهرة، معلقة بألوان صحراوية صممها المخرج وليد الدبوني وكتب عنها "الصورة تعكس عمق الصحراء وجمالها كإطار مثالي لاحتواء السينما، المراة مرتدية لباسا بسيطا وجذابا يدمج بين الاصالة والحداثة موجهة يديها الى السماء وكانها تحتضن المستقبل، بكرة الفيلم التي تحملها تمثل محور الابداع السينمائي ودورها في نقل القصص من الصحراء الى العالم، الصحراء الشاسعة خلفها ترمز الى الامتداد حيث الرمال تمثل تدفق الافكار والاصرار والمعدات السينمائية توحي بربط الماضي بالحاضر مما يشير الى ان المهرجان هو استعادة للمجد السينمائي في الصحراء.
السينما في قلب الصحراء فكرة تنطلق من مخيم قصر غيلان، من عمق الصحراء وامتدادها تبدأ فكرة العروض السينمائية بتقنيات عرض تحترم الجمهور والمادة السينمائية المقدمة، في منطقة تاريخية وصحراوية تبعد 600كلم جنوب تونس العاصمة سيلتقي عشاق الفن السابع من 30اكتوبر الى غاية 2نوفمبر لمشاهدة الأفلام المشاركة في المسابقة والورشات التكوينية الموجهة لمحبي السينما والندوات الفكرية والعروض الموسيقية الشبابية مع سهرة "السامور" اللقاء المقدس حول النار لدى اهل الصحراء.
اربعة أيام من الفرجة والنقاش تنطلق بعرض "ترانيم الرمل" لحبيب الغرابي وهو عرض فريد يقدم باستخدام تقنية الرسم على الرمال المتحركة ويعبر من خلاله الغرابي عن مشاعر وافكار عميقة عبر حركة الرمال على الشاشة والعرض يمزج بين الفن والابداع ليقدم تجربة بصرية مختلفة تروي قصصا متعددة هبر لغة الرمال، ويلتقي الجمهور في اليوم الاخير مع المبدعة شيماء العوني لتقدم عرض "نبضة" وهو رحلة من خلال لغة الجسد الى عوالم الصحراء وحكاياتها.
كما يقدم المهرجان ندوة علمية محورها "الصناعة السينمائية والصحراء التونسية" يوم السبت 2نوفمبر بداية من العاشرة صباحا وجاء في تقديمها " طالما كانت الصحراء التونسية محط اهتمام ومقصد اكبر الشركات الانتاجية السينمائية ومركز اهتمام العديد من المخرجين العالميين (حرب النجومـ يسوع، المريض الانكليزي" وطالما كانت عاملا هاما في تنمية الحركة السياحية وسيعمل المهرجان على مزيد التعريف بخصوصيات الصحراء وجمالياتها لتكون كادر تصوير سينمائي عالمي" واكد خليفة في الندوة الصحفية انهم تمنوا استضافة منتجين من دول مختلفة ليتعرّفوا عن قرب عن هذا الفضاء الطبيعي المميز ولكن الظروف المالية للدورة الوليدة لا تسمح، لكن الحلم لازال قائما وسيشتغلون عليه في الدورات القادمة.
المهرجان الدولي للسينما في الصحراء يدافع عن الثقافة البديلة ويقدم لابناء الجهة مجموعة من الورشات التكوينية وهي ورشة عدسة الصحراء يؤطرها مروان الطرابلسي وورشة الممثل امام الكاميرا تشرف عليها سهير بن عمارة وورشة الفيلم الوثائقي اشراف عبد الله يحى وورشة سينما باستعمال الهاتف يؤطرها حمدي الجويني والغاية من الورشات نشر ثقافة الصناعة السينامئية لدى شباب الجهة ومساعدة المهتمين بهذا الفن لتطوير مهاراتهم.
المهرجان الدولي للسينما في الصحراء رهان ابداعي جديد يخوض غماره الفنان حافظ خليفة، تجربة ابداعية اخرى تولد كبيرة بعد نجاحات شقيقتها الكبرى "المسرح في الصحراء" في دوراته السابقة، ومهرجان السينما في الصحراء بدوره سيكون متنقلا وتنجز كل دورة في منطقة صحراوية لتكون الصحراء التونسية امتداد متواصل للفنون سواء المسرحية او السينمائية وكسب خليفة مصداقيته بعد نجاح الدورات السابقة لمهرجان المسرح "جديتنا وصدقنا في العمل كانت الحافز الاول لثقة اهالي المنطقة والداعمين لانجاز مهرجان سينمائي نحلم بتطويره" كما صرح في الندوة الصحفية للاعلان عن برنامج المهرجان.