الندوة الإقليمية "أنسنة عالمنا وحماية مستقبلنا المشترك رؤية مدنية" نحو تعزيز رسالة حقوق الانسان ودورها في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة

بالتزامن مع الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس المعهد العربي لحقوق الانسان احتضنت العاصمة التونسية

فعاليات الندوة الإقليمية " أنسنة عالمنا ..وحماية مستقبلنا المشترك رؤية مدنية " بتنظيم من المعهد العربي لحقوق الانسان وتحالف آفاق مدنية والشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الانسان وغيرها من منظمات المجتمع الدولي الإقليمية . وطرح المشاركون قضايا جوهرية تتعلق بأهم التحديات التي تواجه المنطقة والعالم في ظل المتغيرات الراهنة والتي تهدّد منظومة حقوق الانسان .

افتتحت الندوة المديرة التنفيذية للمعهد العربي لحقوق الانسان هاجر الحبشي والتي أكدت في كلمتها أن هذه الندوة -بالشعار الذي تحمله -تعكس التزاما عميقا بتعزيز رسالة حقوق الانسان والمساهمة في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة. وتضيف :"لا يخفى أن منطقتنا العربية والعالم يمران بفترة مليئة بالتحديات ونشهد تراجعا مقلقا في مؤشرات التنمية وحقوق الانسان . فالحروب والصراعات والتضييقات على الحريات والعدالة تضع مستقبلنا الإنساني في خطر . وتجعل من الضروري أن نتكاتف كقوى مدنية واجتماعية لمواجهة هذه التحديات والعمل من أجل أنسنة عالمنا . في هذا السياق تنعقد الندوة التي نعتبرها فرصة لتبادل الآراء وبناء رؤية جماعية ترتكز على دعم حقوق الانسان ومساواة ودولة القانون ".
تحديات حقوق الانسان
لحبيب بلكوش رئيس مركز دراسات حقوق الانسان والديمقراطية في المغرب قال ان موضوع الندوة يكتسي أهمية بالغة في هذه الظرفية المعقدة بإكراهاتها وتحدياتها وفي ظل التحولات التي يشهدها العالم بشكل رهيب . ويتابع بالقول :"اذ نشاهد تنامي الحروب وجرائم الإبادة والتهجير ومظاهر التطرف والانغلاق بكل ما تفرزه من عنصرية وتعصب وغيره من المظاهر ومنطقتنا لها نصيب وافر من هذه المآسي. ومن جهة أخرى نعيش تغيرات مناخية وتطورات تكنلوجية تطرح أسئلة وجودية". ويضيف :"في هذا الخضم تتنامى أصوات تطرح سؤال جدوى حقوق الانسان وتشكك في كونيتها وتعمل على تقليص فضاءات الدفاع عنها من خلال المنع وخنق حرية التعبير . ان الأسئلة المطروحة خلال هذه الندوة هي جزء من هذه التحديات التي تدفع كل المنظمات المؤمنة بحقوق الانسان للتفكير في أدوات عملها للحفاظ على المكتسب وفتح أفق أرحب للفعل الذي نقوم به" .
سلطان الجمالي امين عام الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية قال في كلمته ان
دورة عنبتاوي تعتبر من اهم الفعاليات التي تؤّهل النشطاء والعاملين في مجال حقوق الانسان للقيام بدورهم لتعزيز وحماية الكرامة الإنسانية . وتعزيز الجهود في مسيرة حماية حقوق الانسان في العالم العربي املا ان يستمر التعاون في تطوره المطرد."
وأضاف في كلمته :"نعلم جميعا ان المجتمع الدولي قد اقرّ ان حقوق الانسان ذات طابع عالمي فهي لكل بني البشر أينما كانوا رجالا ونساء وهي ليست منّة من أحد وثابتة لكل انسان سواء تمتع بها او حرم منها واعتدي عليها كما انها لا تقبل التصرف بالتنازل عنها . فهي ثابتة لكل انسان حتى مع عدم الاعتراف بها من قبل دولتها ومتطورة ومتجددة لمواكبتها لكل عصر بتحديها لتشمل مختلف نواحي الحياة . هذا ما توصل له المجتمع الدولي بعد مخاضات صعبة انتهكت خلالها كل النواميس الإلهية . وهان نحن اليوم نعقد الندوة لتقييم الواقع وسبب فشل المنظمة الدولية لحقوق الانسان في وقت الانتهاكات في ظل ما يحصل مع فلسطين خاصة غزة . وتشخيص أزمة حقوق الانسان للخروج باقتراحات تكون نقطة انطلاق للمتعاونين من أجل أنسنة عالمنا".

حمد الهاجري مدير إدارة البرامج والتثقيف باللجنة الوطنية لحقوق الانسان في قطر اكد في مداخلته ان تجاهل حقوق الانسان وازدراءها كان ولا يزال سببا في اندلاع الأعمال التي اثارت غضب البشرية . ومثلما أوضحت ديباجة الإعلان العالمي لحقوق الانسان وهو شكل مع ميثاق الأمم المتحدة الأسس المعيارية لنظام دولي تحكمه سيادة القانون واحترام حقوق الانسان. وأضاف :" لا احد في عالمنا المعاصر يرفض صراحة هذه المفاهيم التي جعلتها الأمم المتحدة هدفا مقصدا للبشرية جمعاء رغم محاولات تقويضها من بعض الأطراف بين الحين والآخر". من أجل الانتقال من نظام دولي محوره الدولة الى نظام دولي محوره الانسان
وأعرب عن تمنياته لجميع المنتسبين للندوة ولخريجي عنبتاوي 34 التوفيق في الدفاع عن حقوق الانسان وابتكار حلول مسؤولة لمواجهة تحديات هذا العصر الجديد ".
عبد الباسط بن حسن رئيس المعهد العربي لحقوق الانسان دعا في كلمته الى بلورة اقتراحات عملية لاستدامة المجتمع المدني . وأضاف :"عقدنا سابقا ندوة هامة من أجل عقد جديد للتعليم في الدول العربية ودعونا الى اطلاق مبادرة عقد عربي جديد للتعليم ونعمل على هذا العقد بالتعاون مع اطراف عديدة ومن بينها الحملة العالمية للتعليم. وهناك عمل هام منذ سنوات مع الشبكة العربية التي تقوم بدور كبير . وتعاون المعهد مع عديد المؤسسات الوطنية لحقوق الانسان ونؤكد اننا كمجتمع مدني نرى إضافة الى قوة النقد وتحليل السياسات لنا قوة الاقتراح وهذا من القضايا الهامة التي يمكن ان تكون أحد أسس نقاشنا في الندوة". وتابع في كلمته :"امام المخاطر التي نعيشها اليوم من تضييقات كبيرة على المجتمع المدني في مختلف البلدان والتضييقات على حرية الرأي والتعبير مع تحديات المناخ و تحديات الفقر والتفقير وتحديات التباعد والتهميش وغياب العدالة وغيرها من القضايا ، التحدي الكبير أمامنا هو كيف نكون قوة اقتراح وهو الذي يطرح في برنامج آفاق مدنية .
وقال ان الندوة هي فرصة جديدة للتغيير في قضايا حقوق الانسان ونحن نعيش ضربا للإنسانية وكونية مفهوم الانسان . وما يقع في غزة وفلسطين هو فرصة كبيرة ليس للتباكي على القانون الدولي بل لتطوير قدراتنا وتطوير أنفسنا من أجل حسن استعمال القانون الدولي لحقوق الانسان ".
يسرى مصطفى الباحث والاستشاري في مجال تطوير قدرات منظمات المجتمع المدني اكد ان قضية الكونية لم تغب يوما عن كل النقاشات منذ بداية البشرية واخذت اشكالا متعددة . وأشار الى ان الصراع حول فكرة القومية والخصوصية ملازم لظهور تطور حقوق الانسان وانتج أحيانا انكارا للكونية وانتصارات للكونية ولكن لا يكفي البعد الفكري والصراعات التي أدت في نهاية المطاف الى انتصار القومية . هناك جانب اخر لا نؤرخ له فإننا كمجتمع مدني ونخب نقع في مطبات عديدة لا نعرف كيف ندافع عن حقوق الانسان لأننا لا نرى ولا نؤرخ ولا ننشر فكرة ان كونية حقوق الإنسان تطوّرت من خلال النضالات حينما ننكر هذا او لا نعرف قيمته فإننا سنسقط في مطبات ولا نجد البراهين لنؤكد على كونية حقوق الانسان . فكرة تحرير النساء في مختلف انحاء العالم انطلقت من فكرة كونية مهمة وهي المساواة ونضالات كبرى وقع خوضها من أجل حقوق النساء".

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115