وفي الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ستكون عروض السطمبالي وإيقاعاتها المميزة وألحانها المتفردة رفيقة الجمهور في المكان والزمان خلال رحلته ضمن "خرجة المولدية" من سيدي محرز لسيدي بن عروس.
في بسط لتفاصيل تظاهرة " المولدية" في دورتها الثامنة، نظمت جمعية ثقافة فن السطمبالي والبانقا بتونس "سيدي علي لسمر" ندوة صحفية أمس الأربعاء 11 سبتمبر الجاري احتضتنها "دار بن بلقاسم " في المدينة العتيقة بحضور رئيس الجمعية رياض الزاوش والمؤرخ عبد الستار عمامو والمدير السابق لمهرجان المدينة مختار الرصاع.
احتفالية تعود إلى القرن 14
من سيدي محرز لسيدي بن عروس، وفي تكريس لطابع فرجوي واحتفالي يلتقي فيه البعد الروحي والعمق الإنساني تصافح تظاهرة "خرجة المولدية" جمهورها في دورة ثامنة تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية في إطار الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف. تحتفل "المولودية" بالمولد النبوي وتحيي فن السطمبالي يوم الأحد 15 سبتمبر 2024 انطلاقا من الساعة التاسعة صباحا بزواية "سيدي محرز" في المدينة العتيقة بالعاصمة.
تنطلق "خرجة المولدية" عبر زيارة مقامات الأولياء الصالحين والزوايا الموجودة بالمدينة العتيقة بدءا بزاوية سيدي محرز وصولا إلى زاوية سيدي بن عروس. وقد أكد رئيس جمعية ثقافة فن السطمبالي "سيدي علي لسمر " رياض الزاوش أنّ تنظيم تظاهرة "المولدية" يتمحور حول هدفين أساسيين هما: التعريف بالقيمة التاريخية لفن "السطمبالي " والاحتفاء بالمولد النبوي الشريف.
وشدّد رياض الزاوش على أهمية "خرجة المولدية" من سيدي محرز لسيدي بن عروس في بث الحيوية والحركية في أزّقة المدينة العتيقة ومسلكها السياحي ... حتى تسترجع المدينة العتيقة بالعاصمة مكانتها المحورية بما هي القلب النابض للمدن منذ فجر التاريخ.
في سالف العصر والأوان، كانت المدينة العتيقة بتونس العاصمة تحتفل بالمولد النبوي الشريف على طريقتها الخاصة وهي التي تعج بالزوايا وأضرحة الأولياء الصالحين كما تزخر بالمعالم والشواهد التاريخية . وفي هذا السياق أكد المؤرخ عبد الستار عمامو أن "المولودية" أو هذه "الخرجة" التي تحتفل بالمولد النبوي الشريف هي "عادة تونسية عريقة تعود إلى القرن 14 وتواصلت إلى حدود سنة 1942 حيث انقطع هذا الموعد السنوي بسبب ما مرّت به تونس من حروب و أمراض و أوبئة...."
وفي كلمته، دعا المدير السابق لمهرجان المدينة ومهرجان قرطاج الدولي مختار الرصاع إلى ضرورة تثمين فن السطمبالي باعتباره أحد وجوه التراث اللامادي وأبرز عناصر الثقافة الموسيقية والفرجوية في تونس التي تجد صداها في مختلف ربوع الجمهورية التونسية.
وقد تأسست جمعية ثقافة فن السطمبالي والبانقا بتونس "سيدي علي لسمر" سنة 2016 بهدف التعريف بفن السطمبالي وثقافته الضاربة بجذورها في قدم التاريخ . ولدت موسيقى السطمبالي من رحم المعاناة حيث كان ملاذ الزنوج لكسر أصفاد العبودية وقد كانت شخصية "بوسعدية" هي الأشهر والأكثر شعبية للتعبير عن أغلال العبودية قبل إعلان تونس عن إلغاء الرّق في عهد أحمد باي عام 1846.