حيث وصلت الكميات إلى 6.7 مليون قنطار مسجلة بذلك زيادة بنسبة 131 بالمائة مقارنة بالموسم السابق ،وعلى الرغم من النمو المحقق ،فإن نتائج موسم الحصاد كانت دون المأمول ،حيث كان الانحباس الحاد للأمطار خلال شهري مارس له أثر مهم على مردودية الزراعات الكبرى والإنتاج العام.
وقد جاءت ولاية باجة في المرتبة الأولى بإستحواذها على 27% تليها ولاية بنزرت في المرتبة الثانية بنسبة 20% ثم ولايتي جندوبة والقيروان في المرتبة الثالثة والرابعة تباعا بنسبة 14% و9% وتتوزع الكميات المجمعة حسب الأصناف أساسا على القمح الصلب ب5.91 مليون قنطار و0.23 مليون قنطار من القمح اللين و 0.58 مليون قنطار من الشعير ولم تشهد تركيبة الإنتاج مقارنة بالمواسم المنقضية ،حيث يبقى إنتاج القمح اللين ضعيفا وهامشيا مقابل إنتاج لا يلبي سوى بضعة أشهر للقمح الصلب.
وعلى غرار السنوات السابقة فإن الفجوة بين المساحات المنجزة والمقدرة أوليا قائمة ،حيث بلغت المساحات المبذورة النهائية من 972 ألف هكتار من جملة 1.196 مليون هكتار مبرمجة أي بنسبة إنجاز في حدود81% مقابل 967 ألف هكتار خلال الموسم وفقا لماورد في نشرية "تقدم المواسم الفلاحية "الصادرة عن المرصد الوطني للفلاحة ،أما عن المساحات المحصودة فقد بلغت717 ألف هكتار ،كما بلغت المساحات المجاحة 450 ألف هكتار وعلى الصعيد الوطني قدر الإنتاج الجملي للحبوب للموسم ب11.5 مليون قنطار.
وللتذكير فقد كانت من مخططات وزارة الفلاحة تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح الصلب خلال موسم 2023/2024 وذلك عبر التوسع في مساحات القمح الصلب إلى 800 ألف هك مقابل معدل حالي ب 600 ألف هك وتوفير بذور الحبوب الممتازة في حدود 450 ألف قنطار مقابل إنتاج 370 ألف قنطار خلال الموسم الفارط وقد رسمت الوزارة ضمن إستراتيجيتها الرفع من طاقة مخبر تحليل البذورعلى المستوى المركزي وتركيز مخابر جهوية من أجل الرفع من نسبة التحاليل .
وقد ذكرت وثيقة الميزان الاقتصادي لسنة 2024 أن من بين الأهداف المرسومة خلال العام الحالي إنتاج 15 مليون قنطار بعد توفير 200 ألف قنطار من البذور الممتازة للقمح الصلب و 300 ألف قنطار من البذور العادية و200 ألف قنطار من البذور المراقبة للشعير وتخصيص 100 ألف هكتار من المساحات للحبوب المروية ستمكن من إنتاج 6 مليون قنطار من القمح الصلب أهداف جوبهت بعوامل مناخية صعبة،حيث تمت مراجعة التوقعات على إثر تأخر الأمطار الخريفية والانحباس الحاد للأمطار خلال شهري مارس وافريل 2024 ( أقل ب73 بالمائة من المعدلات) ، إلى جانب الارتفاع القياسي في معدلات الحرارة مع تزامن ارتفاع الحاجيات المائية للنبتة، ما إنعكس على مردودية الحبوب .
وفي سياق متصل ،فإن المعطيات الرسمية تؤكد إرتفاع التبعية إلى التوريد لمادة الحبوب الى 60.2% في 2023 وقد سجل مؤشر التبعية لواردات الحبوب نسبة نمو سنوي ب1.3 في المائة خلال الفترة 2007-2020 و تعد سنة 2016 الأسوأ حيث قدر مؤشر التبعية ب65.8% فيما كانت سنة 2009 الأقل بمستوى 29.3 % و يؤكد المرصد الوطني للفلاحة على تفاقم التبعية لواردات الحبوب مع تذبذب ما بين 15% و،20%ويعود ذلك إلى نمو الاستهلاك.
ويعتبر تراجع معدل الإنتاجية العامل الأبرز في ارتفاع مؤشر التبعية ،فقد تدحرج معدل الإنتاجية للقمح الصلب من 22 قنطار للهكتار في موسم 2021/2022 إلى 8.2 قنطار في الهكتار الواحد خلال موسم 2022/2023 وينسحب الأداء ذاته على القمح اللين الذي تدهور معدل إنتاج الهكتار الواحد من 18.3 قنطار إلى 2.8 قنطار ،كما هبط مردودية الهكتار من الشعير والتريتكتال إلى 2.3 و8.8 قنطار على التوالي مع العلم أن التراجع المسجل في مردودية أصناف الحبوب ناجم بالأساس عن الجفاف .
ومن المنتظر ان تشهد التبعية مزيد من الارتفاع بالنظر الى المخاطر المتعلقة بتقلص الإنتاج الفلاحي بسبب التغييرات المناخية ،حيث تذهب توقعات لعام 2050 إلى تراجع إنتاج القمح الصلب بنحو 20 % مقارنة بإنتاج الفترة 1981 - 2020 والقمح اللين بنسبة 32 %و الشعير بنسبة 16 %.