بما هي شهادة على أثر الإنسان والحياة وشاهد على التلاقح الحضاري بين شعوب العالم. وفي هذا السياق يتشابه قصر الجم الأثري وكولوسيوم روما في المبنى والمعنى. ويعدّ قصر الجم الروماني ثالث أكبر مسرح روماني في العالم بعد مسرح كولوسيوم روما المصنف من عجائب الدنيا السبع ومسرح كولوسيوم كابو.
تمّ في الأيام الأخيرة إبرام اتفاقية إطارية بين المعهد الوطني للتراث ممثلا بمديره العام السيد طارق البكوش والحديقة الأثرية الكولوسيوم بروما ممثلة في مديرتها "ألفونسينا روسو"، ويأتي ذلك استكمالا لاتفاقية التوأمة بين مدرج روما ومدرج الجم، الموقعة في شهر أفريل 2024.
معارض عن عاصمة الملوك النوميديين
في تعاون بين روما وتونس، تهدف الاتفاقية الإطارية، على وجه الخصوص، إلى القيام بشكل مشترك بتدخلات ترميم للقطع الأثرية المكتشفة في زاما (ولاية سليانة)، وتنظيم معارض مؤقتة في روما وتونس حول عاصمة الملوك النوميديين.
وتتضمن هذه الاتفاقية ظهور مشاريع تعاونية أخرى في مجالات البحث الأثري والحفاظ عليه وتطويره. وعلى إثر توقيع الاتفاقية الإطارية، سيتم وضع خطة تنفيذ مشتركة تحدد الأنشطة والمبادئ والإجراءات التي يجب أن يتبعها الشركاء.
وتنصّ اتفاقية التوأمة بين مدرج روما ومدرج الجم على تعزيز موقعي مدرجي روما والجم، وتثمين التراث الثقافي والتاريخي الذي يوحد البلدين. ومن المتوقع تنفيذ الحفريات والأبحاث والترميم من أجل معرفة أفضل وتثمين الموقع التونسي، ولكن أيضا تنظيم أنشطة بحثية مشتركة تشمل تبادل الموظفين، والحفاظ على الآثار وترميمها، وورش العمل والاجتماعات بين المتخصصين والباحثين.
وللتذكير فقد تم في إطار الزيارة الرسمية التي أداها وزير الثقافة الإيطالي جينارو سانجيوليانو إلى تونس، في شهر أفريل 2024، إمضاء اتفاقية توأمة بين وزارة الشؤون الثقافية ممثلة في المدير العام للمعهد الوطني للتراث طارق البكوش والمدير العام لوكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية لطفي ندّاري من جهة، ووزارة الثقافة الايطالية ممثلة في المديرة العامة للحديقة الأثرية الكوليزي بروما ألفونسينا روسو، من جهة أخرى.
وتخصّ اتفاقية التوأمة هذه، الحديقة الأثرية بروما وقصر الجم بالمهدية وتُعنى بتثمين الموقعين المذكورين وتدعيم اطلاع السياح على الإرث الحضاري والتاريخي الذي يوحّد البلدين.
وقد عبّر وزير الثقافة الإيطالي جينارو سانجيوليانو عن "استعداد بلده للتعاون الثنائي ومتابعة جل المشاريع الثقافية الممكنة، وأكد على أهمية تدعيم السياحة الثقافية، معتبرا هذه الاتفاقية نقطة بداية لغيرها من الشراكات وخص بالذكر الموقعين الأثريين بكركوان ونيابوليس، كما ثمن في السياق ذاته اختيار ايطاليا ضيف شرف في معرض تونس الدولي للكتاب في دورته الـفارطة".