التي أودت بحياة أكثر من 215 شخصا وإصابة نحو 6 آلاف و500 آخرين. كما أحدثت أضرار بقرابة 50 ألف وحدة سكنية، وقُدرت خسائره المادية بنحو 15 مليار دولار. واليوم تأتي هذه الذكرى الأليمة فيما طبول الحرب بين حزب الله والكيان الصهيوني تقرع وباتت أقرب من أي وقت مضى وسط دعوات للرعايا الأجانب لمغادرة الأراضي اللبنانية.
اذ دعت فرنسا امس الأحد رعاياها إلى مغادرة لبنان "فور الإمكان" في ظل المخاوف من اشتعال الوضع في المنطقة على خلفية الحرب في غزة. وأفادت وزارة الخارجية الفرنسية في توجيهاتها إلى المسافرين إلى لبنان أنه "في سياق أمني متقلب جدا، نلفت مجددا انتباه الرعايا الفرنسيين إلى أنه ما زال هناك رحلات تجارية مباشرة وغير مباشرة متوافرة إلى فرنسا، وندعوهم إلى اتخاذ تدابير الآن لمغادرة لبنان فور الإمكان".
كما دعت واشنطن ولندن رعاياهما منذ السبت إلى مغادرة لبنان. كذلك أعلنت السويد إغلاق سفارتها في بيروت ودعت مواطنيها إلى المغادرة.
وتتصاعد المؤشرات باقتراب حرب وشيكة مع توعّد إيران وحلفائها بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران ، واغتيال القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر في ضربة إسرائيلية قرب بيروت.
وأكد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن دولة الاحتلال على "مستوى عالٍ جدا" من الاستعداد لأي سيناريو "دفاعي وهجومي".
تفويض أمريكي بالحرب
يبدو ان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عاد من واشنطن بما يقترب من تفويض غير مباشر، ومباشر أيضاً في جوانب عديدة، للذهاب إلى مستويات أكثر وحشية في متابعة حرب الإبادة ضدّ قطاع غزة والمدنيين الفلسطينيين في المشافي والملاجئ والعراء. ولقد انعكست نتائج لقاءات نتنياهو مع الساسة الأمريكيين في مزيد من التوحش الإرهابي والعزم على إشعال أكثر من فتيل واحد لحرب إقليمية واسعة عبر اغتيال إسماعيل هنية في قلب طهران. وإذا صحّ الافتراض بأنه تجاوز البيت الأبيض في هذا القرار أو ذاك، فالصحيح الثابت هو أن واشنطن مساندة دائمة لدولة الاحتلال أياً كانت مقادير العربدة والاستهتار.
ردود الأفعال الإقليمية مستمرة
أثار اغتيال إسرائيل لإسماعيل هنية، قائد حركة حماس، موجة من ردود الأفعال الغاضبة والمتوترة على المستوى الإقليمي والدولي. الهجوم الذي استهدف هنية في قلب طهران لم يكن مجرد عملية عسكرية، بل كان خطوة تصعيدية قد تدخل المنطقة في دوامة من العنف والانتقام.
في أعقاب اغتيال هنية، تصاعدت ردود الأفعال من قبل حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى. حماس أكدت أنها لن تمرر هذا الاعتداء دون رد، وهددت بشن عمليات انتقامية ضد أهداف إسرائيلية. إذ اعتبرت الحركة أن اغتيال هنية يمثل تجاوزا خطيرا وستكون له عواقب وخيمة على الاحتلال.
على الجانب الإيراني، اعتبرت طهران أن الهجوم على هنية هو اعتداء على السيادة الإيرانية، وأكدت أن هذا التصعيد يعد استفزازا وتهديددا للاستقرار الإقليمي. الرئيس الإيراني هدد بأن طهران سترد بشكل قوي على هذا الاعتداء، وأن إسرائيل ستدفع ثمن هذا العمل الإرهابي.و تصاعدت المخاوف من أن تتخذ طهران خطوات تصعيدية على الأرض، سواء عبر دعم عسكري لحماس أو من خلال عمليات عسكرية مباشرة.وقال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بعد اغتيال هنية " من واجبنا الثأر لدمائه حيث استشهد في أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
حزب الله اللبناني، الحليف الرئيسي لحماس وطهران، أبدى هو الآخر ردود فعل قوية. الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وصف الاغتيال بالاعتداء الجسيم، وهدد بأن الحزب سيعمل على تأجيج الوضع في المنطقة، وأنه سيكون له دور في الرد على التصعيد الإسرائيلي. الحزب أكد أنه سيقف بجانب حماس في مواجهة هذا الهجوم، وأن هناك تنسيقا عسكريا بينه وبين الفصائل الفلسطينية.
الاغتيال يثير تساؤلات حول المرحلة المقبلة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويزيد من احتمالات اندلاع صراع إقليمي أوسع. تهديدات طهران وحزب الله وحماس، التي تعد أكثر من مجرد تصريحات، تشير إلى أن هناك إمكانية كبيرة لردود فعل عسكرية قد تمتد لتشمل أكثر من جبهة واحدة. هذا التصعيد قد يؤدي إلى اشتعال صراع إقليمي واسع النطاق، مع احتمال تدخل قوى إقليمية ودولية أخرى.
قلق دولي
على الصعيد الدولي، تعبيرات القلق تتزايد بشأن تصاعد التوترات في المنطقة. ودعا المجتمع الدولي إلى ضبط النفس والعودة إلى مسارات التفاوض، محذرا من أن أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى نتائج كارثية على استقرار المنطقة والعالم.
ويرى مراقبون أن المشهد الإقليمي يبقى في حالة تأهب، حيث يتوقع مراقبون أن يساهم اغتيال هنية في تعقيد الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، ويزيد من خطر اشتعال النزاع الإقليمي الأوسع.
توقعات حول الرد
من جهة أخرى توقع مسؤولون في واشنطن والقدس أن تشن إيران ووكلاؤها هجوما على إسرائيل، اليوم الاثنين، حسب موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي، ردا على مقتل القيادي البارز في حزب الله، فؤاد شكر ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية الأسبوع الماضي.
وذكرت تقارير أن الجنرال مايكل كوريلا، رئيس القيادة المركزية الأمريكية وصل إلى الشرق الأوسط أمس السبت، في زيارة مقررة، تتزامن مع استعدادات دفاعية، لضربة إيرانية محتملة، حسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" امس الأحد.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية(البنتاغون) قد أعلنت أمس الأول أن الولايات المتحدة ستنقل سرب طائرات مقاتلة إلى الشرق الأوسط لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي لشبكة "سي إن إن" "لقد سمعنا المرشد الأعلى بصوت عال وواضح أنه يعتزم الانتقام لمقتل أحد قادة حماس في طهران، وأنهم يريدون شن هجوم آخر على إسرائيل... لا يمكننا أن نفترض أننا من المحتمل أن نكون ضحايا لهذا النوع من الهجمات، لذلك يجب علينا أن نتأكد من أن لدينا الموارد والقدرات المناسبة في المنطقة".
وأمر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أمس الأول حاملة الطائرات الهجومية "يو إس إس أبراهام لينكولن" بأن تحل محل حاملة الطائرات الهجومية "يو إس إس تيودور روزفلت"، التي تعمل حاليا في خليج عمان.
حماس تشيد بعملية طعن أودت بحياة إسرائيليين
هذا أشادت حركة حماس بعملية الطعن في منطقة حولون بوسط تل أبيب امس الأحد أدت إلى مقتل إسرائيليين اثنين ، ووصفتها بـ "البطولية".
وقالت حماس ، في بيان صحفي امس أورده المركز الفلسطيني للاعلام ، إن العملية "رد طبيعي على جرائم الاحتلال الفاشي المستمرة بحق شعبنا الفلسطيني، من حرب إبادة وحشية في قطاع غزة ضد المدنيين العزل، وانتهاكات متصاعدة وخطيرة في الضفة الغربية، وخطوات إجرامية حمقاء من حكومة المتطرفين وإيغالها في دماء شعبنا وقياداته ورموزه عبر الاغتيال الجبان والخسيس لقائد الحركة الشهيد إسماعيل هنية".
وأضافت أنها تنعى إلى "الشعب الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية، الشيد البطل عمار رزق عودة، ابن مدينة سلفيت الباسلة، منفذ عملية حولون البطولية"، داعية "الشباب الثائر في الضفة والقدس إلى مواصلة وتصعيد الانتفاض في وجه جيش الاحتلال ومستوطنيه الفاشيين في كل مكان من أرضنا الفلسطينية".
وأكدت حماس أن "هذه الجرائم المتواصلة والانتهاكات الفاضحة للقوانين الدولية التي ترتكب أمام سمع وبصر العالم لن تبقى دون عقاب، وسيواصل شعبنا الفلسطيني طريق المقاومة والتصدي للعدوان، وسيجد شبابنا الثائر طريقه لإيلام هذا العدو المتغطرس، وتدفيعه ثمن جرائمه بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، على طريق كسر هذا الاحتلال واستعادة حقوقنا وتقرير مصيرنا".
وقتل إسرائيليان وأصيب آخران بجروح خطيرة في عملية طعن نفذها فلسطيني في ثلاثة أماكن مختلفة وسط حولون جنوب تل أبيب.
إسرائيل تقصف خياما للنازحين
استشهد 19 فلسطينيا وأصيب آخرون بجراح مختلفة، منذ فجر أمس الأحد، في سلسلة غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة من قطاع غزة إحداها استهدفت خياما للنازحين في ساحة مستشفى، بينما أطلقت الآليات العسكرية الإسرائيلية قذائفها المدفعية ونيران أسلحتها الرشاشة تجاه منازل الفلسطينيين في محاور التوغل شرق المحافظة الوسطى وجنوبي مدينة غزة.
وأفادت مصادر طبية في مستشفى "شهداء الأقصى" بمدينة دير البلح وسط القطاع، وفق الأناضول، بـ"وصول 6 شهداء و21 إصابة جراء غارتين إسرائيليتين على المدينة إحداها استهدفت خيام النازحين داخل المستشفى".
وذكرت الأناضول، أن طائرة مسيرة إسرائيلية قصفت خيام للنازحين داخل باحة مستشفى شهداء الأقصى ما أسفر عن استشهاد 3 فلسطينيين وإصابة 18 آخرين بجراح مختلفة.
وأضاف أن الغارة تسببت باندلاع حريق في الخيام المجاورة.
وفي الغارة الإسرائيلية الثانية؛ استشهد 3 فلسطينيين بينهم طفلة وأصيب عدد آخر باستهداف منزل يعود لعائلة "الحسنات" في مخيم دير البلح غربي المدينة، وفق بيان لجهاز الدفاع المدني الفلسطيني بغزة.
من جانبه، أعرب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة عن إدانته لـ"المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في باحة مستشفى شهداء الأقصى".
وقال المكتب، في بيان، إن "جيش الاحتلال ارتكب فجر الأحد، مجزرة داخل أسوار مستشفى شهداء الأقصى بقصف عدة خيام للنازحين، الأمر الذي أدى إلى ارتقاء 3 شهداء وأكثر من 18 إصابة حتى الآن، بينها إصابات خطيرة".
وأضاف: "ندين بأشد العبارات ارتكاب الاحتلال لهذه المجزرة الجديدة والتي تضاف إلى سلسلة من المجازر المستمرة منذ أكثر من 300 يوم من حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني الأعزل".
وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية بالضغط على إسرائيل لـ"وقف حرب الإبادة الجماعية ووقف شلال الدم المتدفق في غزة".
في سياق متصل، شهدت المناطق الشرقية لمخيمي البريج والمغازي (وسط) إطلاق نار مكثف وقذائف مدفعية من الآليات العسكرية الإسرائيلية المتمركزة على الحدود الشرقية للمحافظة الوسطى.
كما استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية أرضا زراعية في محيط خيام النازحين في منطقة أبو صقر غرب مخيم النصيرات (وسط)، ما أدى لاشتعال النيران في المكان، حسب شهود عيان.
وفي مدينة غزة، أعلن متحدث الدفاع المدني الفلسطيني محمود بصل، عن مقتل 3 فلسطينيين وفقدان اثنين آخرين جراء قصف طائرة استطلاع إسرائيلية سيارة مدنية على شارع صلاح الدين شمال دوار الكويت بحي الزيتون جنوب شرقي المدينة.
وأشار بصل، في بيان، إلى استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف مجموعة من المواطنين في شارع النزاز بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة.
وقال شهود عيان لمراسل الأناضول إن "الآليات الإسرائيلية أطلقت قذائفها المدفعية بشكل متقطع ونيران أسلحتها الرشاشة جنوب حي الزيتون، بينما أطلقت الطائرات المروحية نيرانها جنوب غربي المدينة".
أما في شمال القطاع، انتشلت طواقم الإسعاف 8 قتلى بينهم 3 أطفال إضافة لعدد من الإصابات بعد قصف الطائرات الإسرائيلية منزلا لعائلة العامودي في منطقة الفاخورة بمخيم جباليا، وفق مصادر طبية.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 130 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
ارتفاع قتلى غارة إسرائيلية على بلدة "دير سريان"
من جهة أخرى أعلنت وزارة الصحة اللبنانية،أمس الأحد، ارتفاع عدد قتلى الغارة الإسرائيلية التي استهدفت، السبت، بلدة "دير سريان" بقضاء مرجعيون الجنوبي إلى شخصين، إثر وفاة أحد الجرحى.
وقال مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع للوزارة، في بيان، إن "حصيلة العدوان الاسرائيلي على بلدة دير سريان، ارتفعت إلى 2، بعد وفاة أحد الجرحى وهو في العقد السادس من العمر".
وأشار المركز إلى أن "سائر الجرحى وعددهم خمسة وضعهم مستقر ويتماثلون للشفاء".
والسبت، أعلنت الصحة اللبنانية مقتل شاب يبلغ من العمر 17 عاما وإصابة 6 آخرين جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت بلدة دير سريان.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بأن "مسيّرة إسرائيلية أغارت على وسط البلدة"، دون ذكر تفاصيل أكثر.
مسيرات في سيدني ضد اغتيال هنية
في الأثناء قام متظاهرون مناهضون لإسرائيل بمسيرة في شوارع سيدني بأستراليا، منددين باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والقيادي البارز في حزب الله، فؤاد شكر، الأسبوع الماضي.
وينظم المتظاهرون مسيرات في منطقة الأعمال المركزية المكتظة في سيدني، ملوحين بأعلام فلسطينية وحاملين لافتات تظهر صورة لهنية، الذي تم اغتياله في طهران الأسبوع الماضي، حسب وسائل إعلام أمي الأحد. وتشهد منطقة الشرق الأوسط توترات شديدة في أعقاب اغتيال هنية في طهران.
وسبق ذلك استهداف إسرائيل للقيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت،وهدد أمين عام الحزب حسن نصر الله يوم الخميس الماضي قائلا"على إسرائيل أن تنتظر الرد".
أمريكا تدعو للمغادرة حالا
من جهتها أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أنه في ضوء "احتمال التصعيد الإقليمي من جانب إيران أو شركائها ووكلائها"، أمر وزير الدفاع لويد أوستن "بإدخال تعديلات على الموقف العسكري الأميركي بهدف تحسين حماية القوات الأميركية، وزيادة الدعم للدفاع عن إسرائيل، وضمان استعداد الولايات المتّحدة للردّ على شتّى الحالات الطارئة".
وقال البنتاغون إن الولايات المتحدة ستنشر مزيدا من السفن الحربية التي "تحمل صواريخ بالستية دفاعية" و"سربا إضافيا من الطائرات الحربية" لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة.
بدوره قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في بيان "التوترات مرتفعة والوضع مرشح للتدهور السريع. وبينما نعمل على مدار الساعة لتعزيز وجودنا القنصلي في لبنان فإن رسالتي للمواطنين البريطانيين هناك واضحة وهي: غادروا في الحال".