للحديث بقية سينتصر لبنان وينهزم الاحتلال الصهيوني

24 عاما مرّت على أول انتصار للمقاومة اللبنانية على الاحتلال الصهيوني في عام 2000 ،

يومها فرّ جنود الاحتلال من جنوب لبنان أذلاء وقطف اللبنانيون آنذاك ثمار التحرير . لم تغفر تل ابيب هذا الانكسار والذل الذي تجدّد مع حرب تموز / جويلية 2006 والتي انتهت أيضا بصمود جديد للبنان وحزب الله وبفرض قواعد جديدة للاشتباك عبر معادلة توازن الرعب .

واليوم بعد قرابة 11 شهرا من القصف المتبادل بين حزب الله وتل ابيب في جبهة الإسناد اللبنانية ، يضرب الصهاينة عمق ضاحية بيروت ليسقط القيادي فؤاد شكر مستشار أمين عام حزب الله في الضاحية الجنوبية شهيدا على درب التحرير، وهي ثاني عملية استهداف للضاحية بلغت حصيلتها ثلاثة قتلى بينهم طفلين وإصابة 74 .
الأكيد ان هذا العدوان في قلب معقل حزب الله في الضاحية وكذلك جريمة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في قلب العاصمة طهران والتي حصلت بعده بساعات ، هما رسالتان من الصهاينة مباشرة لمحور المقاومة وتهدفان الى احراجه أمام رأيه العام واظهاره بمظهر المستضعف والمخترق رغم كل الإجراءات الأمنية المشددة . وأيضا تمثلان محاولة من نتنياهو للهروب من الضغوطات الداخلية التي يعيش بسببها أسوأ أيامه السياسية وهو محاصر من عائلات الرهائن الإسرائيليين الذين يضغطون لتوقيع هدنة قريبة مع حماس وإيقاف الحرب وبعدها تنتظره ملاحقات قضائية بالجملة.
هذا العدوان سيغيّر المعادلات لأن القصف الصهيوني تجاوز كل الخطوط الحمراء ولم يعد يقتصر على الحدود الجنوبية اللبنانية مع فلسطين المحتلة ، بل بات في معقل حزب الله وفي منطقة داعميه ومسانديه ، وهذا يعني أن الرد سيكون على أعلى مستوى وأن الضربة القادمة ستكون موجعة للكيان الصهيوني كي لا تسقط معادلة توازن القوى التي رسّختها حرب تموز / جويلية 2006 .
تستنفر اليوم المقاومة اللبنانية كل أوراقها للرد على ضرب الضاحية ، ورغم كل ألم الشهادة لكن هناك يقين في جبهة لبنان بأن لا شي يكسر هذا الاحتلال سوى القوة وأنه لا يوجد حل سلمي مع هذا القاتل المجرم.
لقد أكد نصر الله في خطابه الأخير ان الرد آت وسيكون ردا عقلانيا مشيرا الى أن كلّ جبهات الإسناد دخلت مرحلة جديدة، وعلى العدوّ أن ينتظر ثأر الشرفاء في المنطقة". وأكد أيضا أنّ "العدوّ الصهيوني أعطى عنوانًا لعدوانه على الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت واعتدى على منطقة مدنية وقتل مدنيين بينهم نساء وأطفال واستهدف قائدًا كبيرًا في المقاومة مدّعيًا أنّه ردُّ فعل على ما حصل في مجدل شمس"، ولفت إلى أنّ "هذا ليس ردَّ فعل بل هذا ادعاءٌ وتضليل وهو جزء من الحرب ومن المعركة القائمة".
إن دماء لبنان غالية ودماء المقاوم الشهيد أغلى من وجع الشرق وسيبقى السلاح متأهبا مادام هناك احتلال يريد إطفاء شعلة بيروت والجنوب الصامد في تلال كفرشوبا وجبل عامل وميس الجبل وغيرها من المناطق المقاومة .
إن كل الجرائم على أرض غزة لم تحرّك سواكن المجتمع الدولي وبقي ضمير العالم صامتا يأبى الاعتراف بأن إسرائيل كيان مجرم ومحتل ولن يعترف بحقوق الفلسطينيين على أرضهم . واليوم يراقب العالم بصمت ضرب عاصمة الحضارة بيروت ، كما راقب نزوح الروح عن الوطن وراقب بصمت تدمير غزة وتهجير سكانها .
وما لا يدركه هؤلاء الصهاينة وحلفاؤهم أن روح الفينيق لا تنكسر في لبنان الذي حمل الأمانة مبكرا وتحمل عبء النكبة والنكسة بكل مخلفاتها وحروبها وصراعاتها.
كم هو جبان هذا الاحتلال الذي يستهدف الأطفال ويحاول أن يصنع نصره الوهمي من خلال أشلائهم وبإسناد أمريكي، ليصنع المحرقة النازية الجديدة في فلسطين ولبنان.
ان لبنان لا يزال يقاوم رغم كل أزماته الاقتصادية والاجتماعية وانقساماته السياسية وسيظل صامدا حتى النصر وحتى آخر قطرة دماء ...سيقاوم من أعلى قمة الى آخر سهل ومن البحر للبحر . وسيظل جنود الأرز يدافعون عن أنهار العاصي والقاسمية والليطاني وهام هم مقاتلوه يتحضرون اليوم لكتابة رسالة جديدة للتاريخ فحواها "في آب 2024 سينهزم الاحتلال مرة أخرى وينتصر لبنان" .

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115