فيأتي حضوره مقنعا وصادقا، وهو الذي يمتلك "كاريزما " عالية وشخصية جذابة حجزتا له مكانة مميزة عند جمهوره من المحيط إلى الخليج. سواء اعتلى ركح الفن الرابع أو ظهر على شاشة السينما أو كان من نجوم الدراما التلفزية، فإنّه يترك التأثير والأثر ... وقد اختاره المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون ليكون أحد المكرمين في دورته 24، ليأتي إلى تونس وفي جرابه إبداع ونجاح بعد أن تميز في مسلسلي "الحشاشين" و"المداح" في دراما رمضان 2024.
1/ بعد أن انتهى عرض مسلسل "الحشاشين" هل تعتبر أنّ هذا العمل الضخم قد أعاد لمصر الريادة في صناعة الدراما التاريخية؟
أمام ما أثاره مسلسل "الحشاشين" من حديث وجدل وجدال... أعتقد أنه صنع الحدث الفني للموسم الرمضاني الفارط وجعل مصر تستعيد أضواء الدراما التاريخية مجددا بعد أن كانت في سنوات سابقة متفوقة في هذا الصنف الدرامي.
وشخصيا أعتبر أنّ "الحشاشين" بكل ما أثاره من ضجة وما تضمنه من خصوصية سواء على المستوى الفني أو التقني أو استعمال اللهجة المصرية... قد تميز على مستوى اختيار الموضوع والعودة إلى التاريخ للحديث عن "فرقة الحشاشين"التي كانت منسية في دفاتر التاريخ أو مجهولة لدى الكثيرين... وهنا يكمن دور الدراما التاريخية في بناء الذاكرة الجمعية للشعوب.
2/ تميّزت في "الحشاشين" بأداء دور الوزير "نظام الملك"، فما الذي أضافت لك هذه الشخصية وماذا أخذت منك؟
قبل أن ينطلق التصوير وحتّى أتمكن من التعرف على شخصية "نظام الملك" بكل أبعادها وتفاصيلها... قرأت كثيرا عن هذا الرجل وبحثت في المراجع التاريخية وحتى الروايات الأدبية عن ملامح هذه الشخصية صاحبة المكانة المهمة والمفصلية تاريخيا التي كانت بمثابة العمود الفقري للدولة السلجوقية. لم يكن "نظام الملك" مجرد سياسي بارع ومراوغ ووزير ذكي وداهية بل كان محبا للعلم والأدب ومؤسسا للمدارس النظامية التي غيّرت العالم الإسلامي. يبدو هذا الوزير أنه الرجل الثاني في الدولة لكنه في الحقيقة هو الرجل الأول والعقل المدبر.
شخصيا تعلمت من أداء دور الوزير "نظام الملك" الهدوء النفسي والسيطرة على التوتر والانفعال في تسيير الأمور. في المقابل أخذ منّي تجسيد هذه الشخصية التاريخية الكثير من الجهد والوقت والتعب مقارنة ببقية الأدوار التي أديتها، لكنّ هذا الدور تعلمت منه وأضاف لي أكثر مما أخذ مني !
3/ دورك في مسلسل "المداح" أثار أيضا الاستحسان والإعجاب... فأي الشخصيات أقرب إليك ، التاريخية أم الاجتماعية المعاصرة؟
على عكس المتوقع، أداء الشخصيات التاريخية يتيح فرصة أكبر للتدريب العقلي والوجداني للممثل الذي عليه أن يصنع توافقا بين خياله وتصوراته عن الشخصية وبين المعطيات التاريخية الصارمة عنها... وهذا هو التحدي الممتع والجميل بالنسبة للممثل في مسلسلات التاريخ.
4/ ما بين المسرح والسينما والدراما التلفزية ...أيّ الفنون يستهويك أكثر؟
دون شك يبقى المسرح هو العشق الأول منه المبتدأ وإليه المنتهى. وفي الحقيقة لكل شاشة مميزاتها... فالسينما هو الشاشة الكبيرة، هو الحلم والنجومية البعيدة. أما دراما الشاشة الصغيرة فإنه تعني الألفة والقرب فكأننّا بالممثل يدخل بيوت العائلات ويصبح فردا من أفراد الأسرة.
5/ هل تتابع الانتاجات الفنية التونسية؟
دون مجاملة المسرح التونسي متفرد في تقنياته وجماليته ولدينا تقدير خاص لأعمال توفيق الجبالي وفاضل الجعايبي ... وفي السينما أيضا تتميز تونس بأنها رغم قلة الأفلام على المستوى الكمي فإنها تتميز على المستوى الكيفي بتقديم تجارب مبهرة ومدهشة وحقيقية تأسر الوجدان والأفكار عن طريق إنتاج أفلام مهمة وملهمة .
6/ هل من شخصية تحلم بتجسيدها ؟
هي شخصية من التاريخ الحديث... أتمنّى أداء دور الرئيس المصري محمد نجيب. وهو أول رئيس لجمهورية مصر بعد إنهاء الملكية وإعلان الجمهورية في عام 1935.