افتتاح تظاهرة 24ساعة مسرح دون انقطاع بالكاف علينا ممارسة لعبة الحياة انتصارا للحقوق وللفنون

  تزينت سيكافينيريا وفتحت المدينة ابوابها وشوراعها للفن ،

أنطلق موسم الحج لأرض المسرح والفن رغم تغيير وقت المهرجان بقيت تظاهرة 24ساعة مسرح محجا للباحثين عن جماليات فرجوية مميزة وتظاهرة فريدة في الكاف مدينة المسرح والحياة.

 في سيكافينيريا كان اللقاء من 27الى 30مارس مع الدورة الثانية والعشرين للمهرجان، دورة استثنائية في ظرفية جد استثنائية، دورة انجزت رغم كل الصعوبات واحيت شوارع المدينة وفضاءاتها وقدمت لجمهورها اكثر من 40عرض مسرحي مع تجليات موسيقية وعروض فنية ولونية احيت الكاف واعادت للمدينة بريقها المعهود.

 وانتصر حب الحياة على كل التعطيلات

 فلسطين من البحر الى النهر ليس مجرد شعار في المهرجان فلسطين القضية الاهم. حولها اجتمع الفنانين في مدينة سيكافينيريا العاشقة.

هنا على هذه الارض المحبة للفن كان الموعد مع التظاهرة الابرز والاكثر فرادة، 24ساعة مسرح بالكاف في موعد استثنائي صيفي، حدث ثقافي ونضالي جمع مبدعين من دول مختلفة جميعهم يؤمن بقدرة الفن على التغيير ودوره في صناعة الوعي الجماعي حول القضايا الكبرى.
المسرح وطن مصغر ومساحة للحرية والتعددية الفكرية ، المسرح التزام وفي 24ساعة مسرح كانت الفرصة لالتقاء الفنانين فالكاف تحتضن زوارها "معشر الفن والابداع ..المدينة تحتضنكم كل عام وتكرمنا بحضوركم، مساعدين في اعلان راية الفن الرابع توبلغ الدورة هذا العام 22بمدينة الكاف موعد غير معهود مرتبط بواقعها وملتزمة بقضايا الانسان الحوهرية، ترسخت التظاهرة في ذاكرة المدينة هي زخم بألوانها واكتسب الموعد سمات ترسخه في الثقافة التونسية، التظاهرة فرصة للتواصل في شكل متفرد، ونهدي الدورة الى غزة وشهدائها ولن ننسى" كما جاء في الكلمة الترحيبية لمدير الدورة عماد المديوني.
لفلسطين اهديت فعاليات الدورة، لفلسطين قرأت نرمين فتوح بعضا من نصوص حية كتبها ابناء غزة أثناء الحرب بكلماتها وشجنها حملت جمهوره قاعة المنصف السويسي الى هناك حيث المقاومة مستمرة لاجل الحياة والدفاع عن الانسان وارضه في غزة، لاجل الحرية أبدع الثنائي عبد الرؤوف الهداوي عازف العود ونورهان الهداوي بصوتها الثائر في تقديم عرض موسيقي ملتزم أكد أن الفن التزام بكل القضايا والموسيقى سلاح يخترق الروح ويلتقط الوجع ويرسم للحلم.
في الكاف كان موعد لالتقاء الفنانين من كل انحاء الجمهورية التونسية ودول عربية وعالمية، في الكاف تحدث علي اليحياوي عن اهمية المسرح كفعل مقاومة، حقيقية واشار الدكتور نشأت مبارك عميد كلية الفنون الجميلة البصرة دولة العراق الى قيمة المسرح التفاعلي في بناء وعي نقدي وترسيخ ثقافة الفرحة المختلفة ونوه الدكتور عماد الخفاجي الى اختلاف التظاهرة وفرادتها وتحدث على دور المسرح في بناء وعي جمعي وقدرته على التاثير في المتلقي ودوره في توجيه الراي العام، في الكاف اتحد الفنانين حول المسرح ودوره في توجيه المتقلي نحو فكر حر.

 الكاف تكرم مبدعي الفن الرابع

كرم المهرجان في افتتاحه ابناء المسرح ومناضليه .كرمت الكاف ابنتها فوزية بدر، بشعرها الابيض اللامع وابتسامتها الطفولية صعدت الى الركح وتحدثت عن جمالية التكريم امام والدتها وابناء مدينتها، بعبراتها لخصت فوزية بدر فرحتها بالقول " بكل ما تحمل الكلمة من معاني وبحرارة هذا التكريم، سعيدة جدا، فرحتي قد الدنيا لاني موجودة في الكاف أين تعلمت ابجديات المسرح، هذا التكريم المخضب بالاكليل والزعتر اهديه الى استاذي الراحل عبد الرزاق المساهلي واهديه الى يمة تلك المرأة البسيطة التي شجغتني لاكمل طريق المسرح" واعتبرت الفنانة فوزية بدر أن التكريم هو لحظة العمر لان الركح لديها مقدس.
"الخشبة مقدسة، ناضلنا كثيرا لاجل الحريات وان نسمح بالصنصرة، قدمنا الكثير لنكون احرارا ونرفض كل اشكال الصنصرة في الفن والحريات" هكذا تحدثت الفنانة والمناضلة صباح بوزويتة سيدة الركح اثناء تكريمها.
المسرح فعل لممارسة الحياة والمسرح لا يقتصر على الممثل أو المخرج فللاداري دوره في انجاح التظاهرات لذلك كرم المركز السيدة راضية العرقي التي كانت من اوائل الاداريات في مركز الفنون الركحية والدرامية بالكاف وفي كلمتها قالت العرقي "بعد 27عام رجعت للكاف وكنت من مؤسسي هذا الفضاء مع نبيل ميهوب المدير والراحل علي مصباح ومنير العرقي وقدمنا اعمال متميزة، سعيدة أننا نحنا وقدمنا اعمال رسخت في ذاكرة الجمهور رغم الامكانيات المحدودة" واشارت راضية العرقي الى القانون الأساسي للمركز الذي اشتغلوا عليه منذ 1993 ولم ينجز الى اليوم.
ومن المكرمين أول مدير للمركز الفنان نبيل ميهوب الذي اشار الى روعة تكريم الأحياء وقدم مثالا عن سعادة الفنان محمد بنةعثمان حينما سموا القاعة باسمه وهو على قيد الحياة وكيف يمر يوميا لرؤية اللافتة و"تلك الابتسامة في عينيه أراها أصدق تغيير فشكرا على التكريم" كما جاء في كلمته، واخر التكريمات كان لفتحي المديني.

 الغرافيتي...الجدران تصرخ بالوجع الفلسطيني

هي الجدران صوت المدينة وصورتها، تحولت جدران الفضاء الخارجي الى لوحات تنتصر للحرية، اعمال الغرافيتي اختزلت بعض الوجع الفلسطيني ورسم الفنانين صور وشعارات ترسخ انتصار التونسيين القضية الاولى فلسطين فكرة وبلدا.
تحول الجدار الابيض الى ألوان ترشح بأفكار متمردة تثور على الخنوع وترسم فلسطين بالوان وريشات تونسية حالمة وثائرة لان الافكار لا تموت وأن فنت الاجساد والفن اشرس الأسلحة لمحاربة كل ألوان الظلم والغرافيتي جزء من ثقافة المقاومة، على جدران مركز الفنون الدرامية رسمت بعض تفاصيل المقاومة في غزة بداية من 7اكتوبر 2023, على الجدران كتب " تفنى الاجساد وتبقى الافكار" ورسمت صورة الشاب صاحب أشهر عبارات الحرب "ولعت"، في الكاف أبدع الفنانين غادة بلعابد وهيفاء التاكوتي ومحمد أمين البحريني ووليد المرزوقي وطاهر عبيد ومحمد السوداني في بعث حياة جديدة على الجدران الصماء لتتحدث عن الحرية والثورة التي أن تموت فالرسومات على الجدران تبقى راسخة في ذاكرة كل من يمر بذاك الجدار، وطالما كانت الصور والرسم وسيلة التحرر وعلى خطى ناجي العلي أختار الفنانين الوانهم وريشتهم سلاح ليثبتوا التزامهم بالقضية الفلسطينية وانتصارهم لحرية الانسان.

 

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115