سحب سفراء عدة دول من لبنان مخاوف من تفجّر حرب إقليمية وفرص الهدنة في غزة تكاد تنعدم

يواجه الوضع الحالي في غزة تحديات كبيرة تتطلب استجابة دولية حاسمة

لإيجاد حلول نهائية تضمن الاستقرار الإقليمي. بعد مضي مايقارب الـ9 أشهر على الصراع الدائر، يظهر أن الوضع معقد ويتطلب نهجا شاملا لإنهاء النزاع ومنع تفاقمه.إسرائيل، التي تصرّ على فرض سيطرتها الأمنية على حدود غزة ، لم تظهر أي ميل نحو التنازلات رغم جهود الوساطة الدولية واقتراحات الهدنة. ومع عدم نجاح مقترح الهدنة الأخيرة التي طرحتها الولايات المتحدة، يظل الخلاف حول دور حماس وفتح في المرحلة اللاحقة عاملا رئيسيا في مجريات الأحداث.

لحماس، تبقى ضمانات التهدئة والحفاظ على دورها مركزية، فيما تتجنب إسرائيل أي تنازل يمكن أن يعزز من وجود حماس وفتح في غزة. بالتالي، يبدو أن اقتراحات الهدنة تفتقر إلى الضمانات اللازمة للتنفيذ الفعال والمستدام.إلى جانب ذلك، يعتبر السياق الإقليمي ووجود الجبهات المفتوحة والتهديدات المحتملة على الحدود الشمالية لإسرائيل وجنوب لبنان تحديات إضافية تعقد من إيجاد حلول شاملة. إذ أن استمرار النزاع في غزة قد يزيد من التوترات ويفتح المجال أمام مواجهات جديدة على مستوى إقليمي، خاصة مع تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله في لبنان.
ومع تأكيدات المجتمع الدولي على ضرورة التدخل الفوري لمنع تفاقم الصراع، يبقى التحدي الكبير أمام القادة الدوليين هو إيجاد تسويات تضمن استقرار المنطقة ككل. فعدم القدرة على حل الصراع في غزة بشكل نهائي يمكن أن يفتح المجال أمام جبهات أخرى للصراع بأبعاد أكبر ومخاطر أشد خطورة.وتظل التحديات المستمرة في غزة تتطلب إرادة دولية قوية وجهود دبلوماسية مكثفة للتصدي للمشاكل المعقدة وضمان تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة بأكملها.
وفي سياق التطورات الميدانية والتهديدات بشن حرب على لبنان ، لم تكن زيارة كبيرة لوزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت إلى واشنطن لم تكن مجرد لقاء روتيني بين حلفاء استراتيجيين. بل شكّلت تلك الزيارة محطة هامة في وقت حسّاس، حيث تزامنت مع تطورات متعدّدة على الساحة الإقليمية والدولية، وتطرقت بشكل مباشر إلى تفاصيل العلاقات بين الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة.
الزيارة جاءت في وقت تشهد فيه الجبهة الشمالية للأراضي الفلسطينية تصعيدا عسكريا، وتحديدا نتيجة لتنامي نفوذ حزب الله والمقاومة اللبنانية. هذا التصعيد أثار مخاوف إسرائيل من توسع الصراع في المنطقة، خاصة مع تباطؤ حركة الإمدادات العسكرية من الولايات المتحدة.إضافة إلى ذلك، ألقت استقالة نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي في ظروف غامضة بظلالها على العلاقات الثنائية، ورفعت تساؤلات حول مدى تورط واشنطن في إيقاف الأسلحة لإسرائيل خلال النزاعات الأخيرة.كما لا يمكن إغفال تصريحات رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو التي أشارت إلى وجود خلافات علنية مع الإدارة الأمريكية، والتي قد تكون مرتبطة بمصالح شخصية أكثر من مصالح دولية.
والأسئلة المطروحة اليوم هل هناك توافقات أم اختلافات؟ إذ يبدو أن زيارة غالانت إلى واشنطن تعكس أيضا محاولات إسرائيل لتوضيح مواقفها واستراتيجياتها في وجه التحديات الإقليمية والدولية المتنوعة.
اشتباكات في الشجاعية وقصف مدفعي وغارات جوية
ميدانيا اندلعت اشتباكات بين عناصر المقاومة فلسطينية وقوات الجيش الإسرائيلي، أمس الخميس، في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.وأفادت الأناضول نقلا عن مصادر ميدانية، باندلاع اشتباكات في محور تقدم الآليات الإسرائيلية العسكرية في حي الشجاعية.وقالت "سرايا القدس" الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، في بيان مقتضب: "فجرنا عبوة أرضية في آلية عسكرية صهيونية خلال توغلها شرق حي الشجاعية بمدينة غزة".ويشهد حي الشجاعية منذ ساعات الصباح قصفا جويا ومدفعيا مكثفا تزامن مع توغل محدود للآليات العسكرية شرق المدينة.
وفي وقت لاحق من بدء العملية، أوعز الجيش الإسرائيلي لجميع السكان والنازحين بإخلاء أحياء شرق مدينة غزة منها الشجاعية والتفاح.وزعم أفيخاي أدرعي، متحدث الجيش على منصة إكس قائلا: "من أجل سلامتكم، عليكم الإخلاء بشكل فوري جنوبًا على شارع صلاح الدين إلى المنطقة الإنسانية"، وفق ادعائه.وفي المرات التي ينذر فيها الجيش سكان المناطق التي يعتزم تنفيذ عملية عسكرية فيها، يتعمد استهدافهم سواء خلال عملية النزوح أو بعد وصولهم للمناطق التي يطالبهم بالتوجه عليها بزعم أنها آمنة.
ومن حين لآخر، تتقدم الآليات الإسرائيلية في مناطق مختلفة من محافظة غزة لتنفيذ عمليات عسكرية ومن ثم تتراجع بعد ساعات أو أيام.وتتسبب العمليات العسكرية عادة بمقتل وجرح عشرات الفلسطينيين، فضلا عن التسبب بدمار واسع في المناطق التي تتوغل فيها.
و أسفرت الحرب الإسرائيلية المدعومة أمريكيا والمستمرة منذ 7 أكتوبر ، عن أكثر من 124 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
تحذيرات متزايدة
من جهتها حذرت الولايات المتحدة وروسيا، أمس الخميس، مواطنيهما من السفر إلى لبنان؛ في ظل مخاوف من اندلاع حرب شاملة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي و”حزب الله”.ومنذ 8 أكتوبر الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية بلبنان، أبرزها “حزب الله“، مع إسرائيل قصفا عبر “الخط الأزرق” الفاصل، أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم في الجانب اللبناني.
ودعت السفارة الأمريكية، عبر بيان، مواطنيها إلى “مراجعة إرشادات السفر الحالية إلى لبنان”، وحذرت من أن “البيئة الأمنية تبقى معقدة، ويمكن أن تتغير بسرعة”.ونصحت الأمريكيين الموجودين في لبنان حاليا بعدم السفر إلى جنوب البلاد (الحدود مع إسرائيل) أو منطقة الحدود اللبنانية السورية أو مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.كما قال السفير الروسي ببيروت الكسندر روداكوف، في تصريح لقناة “روسيا 24” التلفزيونية، إن السفارة تنصح المواطنين الروس بتأجيل رحلاتهم إلى لبنان في الوقت الراهن إنّ أمكن ذلك.
وأضاف روداكوف أن السفارة تحافظ على اتصالات مستمرة مع المواطنين الروس المقيمين في لبنان.وتابع روداكوف: “نواصل مراقبة الوضع عن كثب، ونوصي دائما جميع مواطنينا، إذا كانوا يخشون أو يخافون من شيء ما، فقد حان الوقت للاستفادة من الفرصة الطبيعية التي لا تزال متاحة لمغادرة لبنان عبر مطار بيروت”.
وفي الأسابيع الأخيرة، زادت حدة التصعيد بين إسرائيل و”حزب الله”؛ ما يثير مخاوف من اندلاع حرب شاملة، لاسيما مع إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل أكثر من أسبوع “المصادقة” على خطط عملياتية لـ”هجوم واسع” على لبنان.

و طلبت كل من ألمانيا وهولندا من مواطنيهما مغادرة لبنان فورا؛ بسبب خطر التصعيد المحتمل على الحدود مع إسرائيل.
وحثت كندا مواطنيها في لبنان، الثلاثاء، على مغادرته، ووجهت مقدونيا الأحد نداء إلى مواطنيها لمغادرة البلاد. وفي 21 جوان الجاري، دعت الكويت مواطنيها إلى العدول عن السفر إلى لبنان حاليا.وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضٍ لبنانية في الجنوب.
وتقول الفصائل، التي تشتبك مع جيش الاحتلال الإسرائيلي من لبنان، إنها تتضامن مع قطاع غزة، الذي يتعرض منذ 7 أكتوبر الماضي لحرب إسرائيلية بدعم أمريكي مطلق.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115