للحديث بقيّة غزة ومحنة الضمير العالمي

مرّت 266 يوما على انطلاق حرب الإبادة الصهيونية في غزة

ولا يزال الدمار والقتل والتنكيل والتهجير سيد المشهد في هذا القطاع المنكوب الذي يحمل بؤس العالم ويعكس انطفاء ما بقي من ضمير انساني . فلا أشلاء الأطفال ولا صرخات الأحياء منهم ولا جوعهم الأعمى حركت في المجتمع الدولي أي ساكن للضغط أكثر باتجاه وقف الحرب ...

صحيح أن هناك حركات طلابية واحتجاجات متواصلة في أكثر من عاصمة في العالم وصحيح أيضا ان المسار القانوني في المحاكم الدولية رفع كلمة الحق لأول مرة ضد جرائم إسرائيل لكن ذلك يمثل خطوة أولى في مسيرة طويلة . فما يحصل في غزة من مجاعة ومن صمت دولي يستحق أكثر من زلزال في الوعي العالمي ليستفيق ما بقي من وجدان ...لتستفيق أرواح إليانور روزفلت، وجون همفري وتشون تشانغ، وشارل مالك وكل من شارك في صياغة الشرعة الدولية لحقوق الإنسان والتي كانت مهمتها الدفاع عن كونية هذه الحقوق قبل ان تُغتال امام مرأى العالم في فلسطين المحتلة .
يبحث اليوم نتنياهو الغارق في أزماته الداخلية وفي مستنقع حرب غزة عن الهروب الى الأمام من المحاكمات القادمة التي تنتظره ومن السقوط المدوي لحكومته ...لذلك عينه اليوم على جبهة الشمال ليعيد رسم مشهدية بقائه بمزيد من الدمار والتقتيل والحروب . اذ كشف إعلام عبري، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيعلن في غضون أيام "الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب"، بعدما كانت المرحلة الأولى تتركز على القصف من خارج القطاع والثانية التوغل البري فيه.
وخلال الأسابيع الأخيرة، تحدثت وسائل إعلام الاحتلال عن أن المرحلة الثالثة من الحرب تعني الانتقال من القصف المكثف لقطاع غزة إلى القصف المستهدف المستند إلى معلومات استخبارية. وستركز على تدمير الأنفاق على محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر.
هذه الحرب التي أسفرت عن مقتل أكثر من 124 الف قتيل وجريح فلسطينيين معظمهم أطفال ونساء وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، ومجاعة أودعت بحياة الأطفال بدعم أمريكي ، يبدو ان مرحلتها الثالثة تتركز بالأساس على طي صفحة حرب غزة من اجل الانطلاق في حرب جديدة على لبنان بكل ما تحمله من سيناريوهات للمنطقة .

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115