من القضايا العادلة التي يدافع عنها الفنان التونسي سيف الدين الجلاصي، فنان مسكون بالدفاع عن الحق الانساني في كونيته، انشغل طيلة اعوام بالاعمال التطوعية لفائدة اطفال المخيمات جنوب لبنان وفي فلسطين، وفي تونس تحديدا مع جمعية "فني رغما عني" عمل على الدفاع عن الحق في التعليم والحق في الصحة والثقافة ولامركزية الثقافة عبر المسرح وتلوينات فنية مختلفة.
سيف الدين الجلاصي فنان تونسي ملتزم بانسانيته، يحمل معه هاجس الحق والفن اينما انتقل وارتحل وتضامنا مع الشعب الفلسطيني وما يعيشه الفلسطينيين من محاولات ابادة جماعية منذ 7اكتوبر 2023 يقدم الفنان التونسي المقيم باسكوتلندا تحديدا بمقر الفنون المعاصرة غلاسكو معرضا فنيا عنوانه " HOW IF WHEN" صحبة الفنان السوري موسى النعنع بداية من اليوم7جوان 2024.
المعرض عبارة عن غرفة للعرض تتحول الى خيمة كبيرة، تعكس الخشونة والقسوة التي يتحملها اهل الحرب واطفالهم..
ويقدم سيف الدين الجلاصي المعرض كالتالي " هو عرض مستوحى من عالم المخيّم، وهو عبارة عن مجموعة من الأعمال التشكيلية المركبة التي ولدت أغلبها من التعبيرات الإبداعية للأطفال الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين على الحدود السورية وبقاع جنوب لبنان وفلسطين المحتلة، يحاول العرض التعبير عن رؤية النازحين لبيوتهم بعد الحرب وكيف يمكن لهم عناق وطن من خلال رسومات بسيطة المعنى، ثقيلة المضمون والمقصد"..
مضيفا المعرض هو محاولة لصياغة تجربة تعيد رسكلة إحساس العيش في المخيم من
خلال دمج المعرض وتأثيثه بالأشياء والمواد الموجودة عادة في تلك المناطق المأزومة.
كما ندعو من خلال هذه التجربة الجمهور إلى المشاركة و"توريطه" بالتفاعل والرسم واستخدام المواد الموجودة للمساهمة في يوميات المعرض وتغيير محتوياته ومكوناته حسب رؤاهم الخاصّة فالفن سلاح للدفاع عن الحقوق المغتصبة والحق في السكن تضمنه الدساتير العالمية، فالمادة 25 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تعترف بالحق في السكن كجزء من الحق في مستوى معيشة لائق أو كافٍ حيث جاء فيها: "لكل شخص الحق في مستوى من المعيشة كافٍ للمحافظة على الصحة والرفاهية له ولأسرته. ويتضمن ذلك التغذية والملبس والمسكن والعناية الطبية وكذلك الخدمات الاجتماعية اللازمة".
معرض HOW IF WHEN تجربة فنية تعكس صورة التوازن الهشّ بين براءة رسومات الاطفال وقسوة الظروف، ويحاول المعرض ان يفتح نافذة على ابتكار اللاجئين لادوات النجاة في المخيمات، فلشعوب المخيمات مفهوم اخر للحياة، لهم قدرة على تطويع اصعب الظروف لضمان هامش من الامان، في المخيمات يزرعون نباتاتهم الصغيرة ليشعروا بدفئ الخيمة، يبتكرون طرق جديدة ليواصلوا الحياة، يعاندون الخوف والدمار ويفتكون من قسوة الموت الضحكة والامل ليصنعوا احلامهم رغم بشاعة الواقع.