لا يزال الغموض حول كافة الجوانب المتعلقة بالانتخابات الرئاسية سيد الموقف سواء لدى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وتواصل الجدل حول إصدار الروزنامة وربطها بأمر دعوة الناخبين أو لدى الفاعلين سيما المترشحين الذين لئن أعلن عدد منهم عن نيتهم الترشح فإن جزء آخر لم يحسموا ذلك وقرار المشاركة أو المقاطعة مازال قيد التشاور، فيما أكد البعض أن الانتخابات الرئاسية تعنيهم لكن لم يتم بعد اختيار المرشح ولكن كل هذه الأمور تبقى رهينة الشروط التي سيتضمنها القرار الترتيبي المتعلق بالترشح بعد إدخال بعض التعديلات عليه من قبل هيئة الانتخابات، وفي انتظار ذلك يتواصل الجدل والتأويل بخصوص هذا الاستحقاق الانتخابي الذي يبدو أن كل الاهتمامات باتت اليوم منصبة نحوه.
انطلق الجدل السياسي منذ فترة وقبل تحديد الموعد الرسمي لإجراء الانتخابات الرئاسية، وتنتظر الأطراف المعارضة الشروط الجديدة للترشح والتي قد تستبعد بعض المترشحين، الأمر الذي جعل العديد من النشطاء في المجتمع المدني والسياسي والشخصيات يمضون بتاريخ 21 أفريل الجاري على عريضة طالبوا فيها السلطة القائمة بعدم المساس بالمسار الانتخابي عبر إضافة معايير جديدة تغير شروط الترشح وعدم التضييق على نشاط المترشحين، كما تمّ خلال العريضة التنديد بالسعي إلى التنصيص على شروط إضافية للترشح، من ذلك تضمين البطاقة عدد 3 وشهادة إقامة في ملف المترشح، بالإضافة إلى اشتراط التعريف بالإمضاء لتزكيات المترشح العشر آلاف. هذا وطالب الممضون على العريضة السلطة بعدم حرمان أي مترشح لم يصدر في شأنه حكم بات مرفوق بحكم تكميلي يحرمه من حقوقه المدنية من الترشح للانتخابات الرئاسية بأي شكل من الأشكال.
حوار جدي
لم تحسم بعض الأحزاب السياسية موقفها من الانتخابات الرئاسية وتقديم مرشح على غرار حركة الشعب، حيث وفق ما أكده القيادي في الحركة سالم الأبيض فإن الحركة لم تحسم بعد موقفها من الترشّحات للانتخابات الرئاسيّة، وأضاف أن موقف الحركة يُمكن القول إنّه تبلور، فإذا فتح رئيس الدولة قيس سعيّد حوارا جدّيا مع الأحزاب السياسية بخصوص المرحلة بعد الانتخابات وكيفية التصرّف فيها، فلا مانع في دعمه، وإذا لم يفتح الرئيس حوارا جدّيا، ستقدّم الحركة في هذه الحالة نفسها كبديل وتبحث عن مرشّح لها". وبخصوص ترشّحه من عدمه، قال سالم الأبيض في تصريح له لـ"موازييك" "أنا لا أدعو نفسي للترشّح للانتخابات الرئاسيّة، ولكن إن وجدت من يدعوني إلى ذلك فقد أفكّر في الموضوع ".
غموض يحيط بجوانب الانتخابات
بعض الأحزاب أكدت أنها معنية بالرئاسية لكن الإعلان عن موقفها يكون بعد اتضاح جميع الجوانب الترتيبية والتشريعية المتعلقة بهذه الانتخابات، وهو ما أكده الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي نبيل حجي، حيث أفاد أن الانتخابات الرئاسية المزمع إنجازها خلال الفترة القادمة تم إقرارها قبل تولي قيس سعيّد رئاسة الجمهورية وهي محطة هامة لجميع الأطياف السياسية وهو ما يجعل حزب التيار الديمقراطي معني بهذه الانتخابات وأنه قد يرشح شخصية من داخل الحزب أو خارجه. وبين حجي في تصريح له لديوان أف أم أن هذه المحطة الانتخابية تفرض على السلطة الحالية توفير الشروط القانونية لإنجاحها وفي إطار الشفافية والنزاهة وإلا فإن الحزب لن يشارك في انتخابات صورية، وشدد على أن الغموض لا يزال محيطا بجوانب الانتخابات إلى غاية اليوم وهو ما أمر غير مقبول.
المشاورات تختتم الأسبوع القادم
وفي علاقة بالمبادرة التي كان قد أعلن عنها العياشي الهمامي لتوحيد المعارضة وإنقاذ البلاد، أكد العياشي الهمامي في تصريح له لـ"المغرب" فإن المبادرة مازالت في مرحلة المشاورات بين الأطراف السياسية المعنية بالمبادرة وقد بلغت أشواط متقدمة وقد يتم في الأسبوع القادم الإعلان عن آخر المستجدات ونتائج المشاورات والنقاشات، مشددا على أن الأطراف المعنية تحرص على توفير كافة الضمانات لإنجاح المبادرة وتجنب ما من شأنه أن يشوش على المشاورات والتي ينتظر أن تختم بداية الأسبوع القادم اتخاذ الموقف إما بالمضي قدما فيها أو إنهائها.