فيما طهران تستعد لرد تل أبيب هل يؤجل التصعيد بين إيران والكيان الصهيوني اجتياح رفح؟

ألقى التصعيد بين إيران وإسرائيل على الحرب التي يشنها كيان الإحتلال في غزة

منذ السابع من اكتوبر المنقضي ، وسط قراءات متعددة لتأثيراته على مسار الحرب وأكثر السيناريوهات واقعية بشأن فرضية رد إسرائيل على هذا الهجوم رغم ماتتكبده من خسائر وتكاليف باهظة في قطاع غزة. وقالت تقارير أن التصعيد مع إيران ألقى بظلاله على سير الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث تقول صحف أمريكية أن ذلك خلف انقساما داخل إسرائيل بشأن ما إذا كانت المواجهة المباشرة مع إيران قد تغير مسار الحرب، أو تؤثر على قرار غزو مدينة رفح رغم الدعوات الدولية المستمرة حول كارثية هذه الخطوة ، فهل سيوقف التصعيد الإيراني الإسرائيلي اجتياح رفح ؟

ومساء يوم السبت، أطلقت إيران نحو 350 صاروخا وطائرة مسيّرة تجاه إسرائيل، زعمت تل أبيب أنها اعترضت 99% منها، في حين قالت طهران إن نصف الصواريخ أصابت أهدافا إسرائيلية بنجاح.
وهذا أول هجوم تشنه إيران مباشرة من أراضيها على إسرائيل، وليس عبر جماعات موالية لها من بينها حزب الله في لبنان، وجاء ردا على هجوم استهدف القسم القنصلي في السفارة الإيرانية بدمشق مطلع أفريل الجاري.
ورغم ارتباط مايحصل من تصعيد في المنطقة بالحرب الدائرة في غزة ، إلا أن متابعين يرون أن المواجهة الاسرائيلية الايرانية المباشرة ساهمت في تراجع حرب غزة من دائرة الإهتمام الدولي وهي نقطة استغلها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كمتنفس له. ففي حين تتفق أمريكا مع إسرائيل في اعتبار إيران خطرا كبيرا، لكنها تختلف معها في طريقة مواجهتِها متجنبة قدر الإمكان الدخول في خرب مباشرة مع طهران ومايمكن أن تخلفه الخطوة في المنطقة ككل.
تصعيد في رفح
من جهته قال الناشط الحقوقي الفلسطيني مصطفى ابراهيم للمغرب أن الجيش الاسرائيلي يستمر في ارتكاب مجازره في ظل حرب الابادة المستمرة واستمرار سياسة اسرائيل باطالة أمد الحرب، ولم تتوقف في جميع مناطق قطاع غزة بما فيها رفح والمقتلة التي طالت خان بونس في البشر والحجر والخراب الذي حل بها.
وتابع "كما يستفرد الاحتلال في المحافظة الوسطى خاصة النصيرات التي تتعرض لابادة يومية، وعمليات القتل والتدمير طالت المغازي والبريج ودير البلح، وانشغال العالم والعرب في الرد وعدم الرد على ايران، واصبحت الابادة في غزة خبر ثاني، مع الاستمرار في اشغال العالم في اجتياح رفح الذي تعامل معها كفزاعة لإدامة حرب الابادة والضغط على بايدن الذي بتعامل مع نتنياهو كالطفل المدلل وبايدن المستعد لتلبية طلبات اسرائيل ونتنياهو. فاجتياح رفح يستخدمها نتنياهو لابتزاز بايدن ووضعه الانتخابي المحرج".
وتابع ابراهيم "العرب برغم الاخبار التي تقول انهم ساعدوا اسرائيل في مواجهة الهجوم الايراني، يبدو انهم شركاء في الحرب على غزة واطالة امدها وغير قادرين او معنيين بالضغط لوقف الحرب. وموضوع رفح عبارة عن شماعة للادانة فقط وقدم لهم نتنياهو معروف بادخال مزيد من المساعدات عبر الجو.فالابادة مستمرة والقهر والظلم قائم ضد غزة والناس يشعرون ان الابادة والانتقام هما الهدف الحقيقي صد الفلسطينيين واطالة امدها مصلحة لنتنياهو وقادة الجيش الذين لم يشفوا غل انتقامهم وفشلهم في السابع من اكتوبر".
ووفق تقارير إعلامية فإن الإلحاح الأمريكي على إسرائيل لعدم مهاجمة إيران نجح حتى الآن، لكن إسرائيل مصممة على الرد، مدفوعة بقناعتها أن واشنطن لن تتخلى عنها، إذ يرى البعض أن الحماية الأمريكية يجب ألا تكون دون مقابل.

الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على إيران

من جانبه قرر الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على إيران بسبب ردها العسكري على إسرائيل.
جاء ذلك في البيان الختامي لقمة قادة الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل، أمس الأول الأربعاء.
وبحسب البيان أدان القادة بالإجماع الرد الإيراني على إسرائيل وقرروا توسيع العقوبات ضد طهران.
ومساء السبت، أطلقت إيران من أراضيها مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة تجاه إسرائيل، ردا على هجوم صاروخي اتهمت طهران تل أبيب بتنفيذه واستهدف القسم القنصلي في السفارة الإيرانية بدمشق مطلع أفريل الجاري.
وبينما لم يذكر رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل في تصريحات صحيفة تفاصيل عن مضمون العقوبات ضد إيران، قالت وسائل إعلام دولية أنها تستهدف شركات تنتج طائرات مسيّرة وصواريخ.
وأكد البيان ضرورة إنهاء الأزمة في قطاع غزة من خلال تحقيق وقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى، وإيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق للقطاع وفق مانشرته الأناضول.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر حربا مدمرة على غزة، خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "إبادة جماعية".كما شدد البيان على التزام الاتحاد الأوروبي بحل الدولتين.

إيران تجلي موظفيها تحسبا لرد إسرائيلي

من جهتها قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، امس الخميس، إن إيران بدأت تجلي موظفيها من مواقع سورية، تحسبًا لرد إسرائيلي عقب هجومها السبت على إسرائيل انتقاما لقصفها أحد مبانيها الدبلوماسية بدمشق .
وبحسب الصحيفة فإن "إيران تستعد لهجوم إسرائيلي انتقامي على أراضيها أو على وكلائها"، وأبرزهم حزب الله جنوب لبنان.
وقالت إن ذلك يأتي "في حين تضغط الولايات المتحدة والدول الأوروبية على إسرائيل من أجل رد يمنع تصعيد التوترات الناجمة عن هجوم طهران بالصواريخ والطائرات بدون طيار نهاية الأسبوع الماضي".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين ومستشارين سوريين وإيرانيين قولهم، إن "طهران بدأت أيضًا في إجلاء موظفيها من مواقع في سوريا حيث يوجد الحرس الثوري الإيراني بشكل كبير".
و قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إن رد بلاده على إسرائيل كان "محدودا وعقابيا"، وتوعّد تل أبيب بالتعامل "بشدة وصرامة" في حال قيامها بأدنى هجوم على الأراضي الإيرانية.

فلسطين ودول عربية تناشد العالم باستمرار تمويل الأونروا
على صعيد متصل ناشد ممثل الرئيس الفلسطيني بالأمم المتحدة زياد أبو عمرو وعدد من ممثلي الدول العربية، المجتمع الدولي بتقديم الدعم إلى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، والضغط على إسرائيل لوقف تجويع غزة.
جاء ذلك في كلمات لممثلي فلسطين والأردن ومصر والسعودية خلال جلسة مفتوحة لمجلس الأمن بشأن "الأونروا" بطلب من الجزائر والأردن.
وقال أبو عمرو: "نناشد بتقديم الدعم المالي والسياسي لأونروا والضغط على إسرائيل لعدم التعرض لموظفيها".
وأضاف: "يجب الضغط على إسرائيل بشكل حاسم لوقف تجويع الشعب الفلسطيني واحترام قوانين الأمم المتحدة".
وأوضح أبو عمرو، أن "حملات التشهير (الإسرائيلية) ضد أونروا ليست جديدة، وتأتي بغرض وأد دورها في خدمة اللاجئين الفلسطينيين".
وأكد على أنه "لا يوجد بديل عن وكالة أونروا في خدمة اللاجئين الفلسطينيين".
وقال أبو عمرو، إن الأونروا، "المنظمة الأممية الوحيدة التي تجمع بين الإشراف الدولي وخدمة الشعب الفلسطيني".
من جانبه، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في كلمته، إن "غزة تتضور جوعا وإسرائيل تستخدم التجويع كسلاح ضد الفلسطينيين في مخالفة للقوانين الدولية والإنسانية".
ولفت الصفدي، إلى أن "إسرائيل تشن حرب تضليل ضد أونروا، وتلاحقها بغرض القضاء على حقوق اللاجئين الفلسطينيين".
وذكر أن "أكثر من 300 ألف طالب في غزة استخدموا مدارس الأونروا قبل أن يدمرها الاحتلال ويحولها إلى ملاجئ".
وأكد الصفدي، أن "الأونروا تستحق الدعم الدولي والأممي لتقوم بواجبها في نجدة الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة".
وأشار إلى أن الأمم المتحدة "أسست الأونروا لحماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين، ونحث على زيادة دعمها خاصة في ظل الحرب الحالية".
بينما قال مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة أسامة عبد الخالق، في كلمته: "نرفض المبررات غير المقنعة لوقف تمويل بعض الدول للأونروا استرضاء لإسرائيل وبغرض المساواة بين الجاني والضحية".
وأضاف عبد الخالق، أن "إسرائيل تحاول تشويه سمعة الأونروا زورا وبهتانا، بينما يقدم موظفو الوكالة أروع الأمثلة في العمل الإنساني".
فيما أكد مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة عبد العزيز الواصل، على دعم المجموعة العربية الكامل لأونروا ودورها في خدمة الفلسطينيين.
وقال الواصل: "لا يوجد بديل عن الأونروا وخدماتها للشعب الفلسطيني، ونؤكد دعم المجموعة العربية الكامل لعملها" وفق الاناضول.

8 شهداء أغلبهم أطفال بقصف على رفح

استشهد 8 فلسطينيين، بينهم 5 أطفال وامرأتان، وأصيب آخرون بقصف إسرائيلي على مناطق بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب إسرائيلية منذ أكثر من 6 أشهر.
وأفادت مصادر بـ"استشهاد 8 مواطنين من عائلة عياد، من النازحين من مدينة غزة، بينهم 5 أطفال وامرأتان، جراء قصف غرفة في أرض زراعية بحي السلام، جنوبي مدينة رفح" وفق الاناضول.
كما أصيب عدد من الفلسطينيين، بقصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة البحابصة، بمحيط المقبرة الشرقية، شرق مدينة رفح.
ويأتي القصف على رفح في وقت تتصاعد فيه التحذيرات الإقليمية والدولية بشأن الاستعداد لاجتياح المدينة، وخطورة ذلك على مئات آلاف النازحين الذين لجؤوا إليها كآخر ملاذ أقصى جنوب القطاع.
كما يأتي بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من مخيم النصيرات وسط القطاع، عقب عملية عسكرية برية استمرت 8 أيام وخلفت قتلى وجرحى ودمارا هائلا.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115