الحرب في غزة تدخل شهرها السابع عملية نوعية للمقاومة الفلسطينية تكرس التخبط الإسرائيلي لحسم المرحلة

لم تمنع حالة الحرب والدمار الممنهج الذي تمارسه سلطات الإحتلال الصهيونية ،

المقاومة الفلسطينية من تنفيذ عمليات نوعية تثبت فشل المحتل في ردعها أو القضاء عليها واستمرار صمودها رغم مرور 6 أشهر على الحرب ، إذ أعلن جيش الإحتلال الإسرائيلي، أمس الأحد، مقتل 4 عسكريين في صفوفه من بينهم ضابط في معارك مع فصائل المقاومة الفلسطينية بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وتأتي العملية في وقت يصف فيه المجتمع الدولي حرب غزة بحمام الدم بعد أن خلف العدوان إلى حد الٱن 33137 شهيد و 75815 اصابة منذ السابع من اكتوبر الماضي والاف المفقودين تحت الأنقاض وفق ٱخر أرقام وزارة الصحة الفلسطينية.

وكان آخر تحديث للجيش الإسرائيلي حول عدد المصابين السبت، ذكر أنه منذ أحداث السابع من أكتوبر الماضي، أصيب 3 آلاف و193 جنديًا إسرائيليًا، من بينهم ألف و552 أصيبوا منذ بداية الحرب البرية في الـ27 من الشهر ذاته.
كما قتل منذ بداية الأحداث، 600 جندي، من بينهم 256 منذ بداية المعارك البرية، وفق إحصائيات رسمية للجيش الإسرائيلي وفق الاناضول.

ودخلت حرب غزة أمس الأحد شهرها السابع وسط ترقب لاستئناف محادثات جديدة حول الهدنة في العاصمة المصرية لمناقشة اتفاق هدنة يتيح الإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة وإدخال مزيد من المساعدات الى القطاع المحاصر حيث ينتشر دمار ومعاناة وأوضاع إنسانية كارثية .
وتسببت الحرب بدمار واسع في القطاع الفلسطيني وحصيلة قتلى تجاوزت ال33 ألفا وانهيار القطاع الصحي، وبالتالي بظروف إنسانية جعلت أكثر من مليوني شخص، غالبيتهم من النازحين، على مشارف المجاعة.
مباحثات قريبة
ومن المتوقع أن يبحث مسؤولون من الولايات المتحدة و"إسرائيل" وقطر وحماس في العاصمة المصرية، في اتفاق للهدنة.
وأوردت قناة "القاهرة الإخبارية" القريبة من الاستخبارات المصرية أن الاجتماعات ستعقد الأحد، وسيشارك فيها رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز، ورئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. ويمثّل الجانب المصري رئيس المخابرات العامة عباس كامل.
كما أكدت حماس مشاركة وفد منها برئاسة القيادي خليل الحية، في المحادثات.
وذكّرت بأن مطالبها للاتفاق "تتمثّل بوقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، وعودة النازحين الى أماكن سكنهم وحرية حركة الناس وإغاثتهم وإيوائهم، وصفقة تبادل أسرى جدية"، مؤكدة أن "لا تنازل عنها".

ومع تصاعد الحصيلة البشرية والأزمة الانسانية وخطر المجاعة في القطاع الذي يقطنه 2,4 مليون نسمة، شدّدت واشنطن الداعمة لإسرائيل لهجتها حيال الدولة العبرية هذا الأسبوع.
وعلى خلفية التباينات المتزايدة بين الإدارة الأميركية ونتانياهو، توجه زعيم المعارضة الاسرائيلية يائير لابيد الى واشنطن أمس الأول السبت لإجراء محادثات مع مسؤولين كبار، وفق ما أفاد حزبه. ويواجه نتانياهو ضغوطا متزايدة في الداخل أيضا.

ترقب للرد الإيراني

في تطور مثير للجدل، أكدت واشنطن عدم علمها المسبق بالضربة الإسرائيلية التي استهدفت القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، وفي هذا السياق قال الكاتب السوري خيام الزعبي للمغرب أنه'' أن ما حصل عكس حالة من القلق والتوتر الشديد، وهو ما يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة توترات مُتصاعدة بين تل أبيب وطهران .فتل أبيب لم تطلب الحصول على "الضوء الأخضر" من واشنطن قبل شن هجومها على القنصلية الإيرانية في دمشق، وهذا التصعيد جاء متزامنًا مع اجتماع عُقد عبر الفيديو بين مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، ووزير الخارجية، أنتوني بلينكن، وكبار المسؤولين الإسرائيليين لبحث بدائل الاجتياح البري لمدينة رفح الفلسطينية" وفق تعبيره.
واضاف الزعبي: "يأتي الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في سياق تصعيد عسكري إسرائيلي ضد حلفاء طهران في المنطقة، على خلفية العدوان المستمر على قطاع غزة ، فيما كثفت إسرائيل غاراتها الجوية في سوريا ضد حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني".
وتابع"إن واشنطن خائفة على قواعدها من الاستهداف من قبل محور المقاومة لذلك سارعت لتبرئة نفسها من الضلوع بالعدوان، من خلال زعمها بالتصريحات المختلفة بأنه ليس لها أي علاقة بالضربة الاسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق، خاصة بعد أن نفذت فصائل المقاومة هجمات ضد المصالح الأمريكية في العراق وسورية، في وقت واصل الحرس الثوري التحشيد ضد إسرائيل والولايات المتحدة، إعلامياً وعسكرياً. بمعنى أن أمريكا تمتلك من "الوقاحة" ما يجعلها تبرئ نفسها وذلك خوفاً من تصعيد عسكري تكون هي الواجهة فيه".
وأكد" بدأت ترتفع وتيرة تفاعل حركات المقاومة "العراقية والسورية واللبنانية مع الحدث معلنة أن "كل القواعد الأمريكية في العراق وسورية باتت هدفاً مشروعاً" لها، وبالفعل استهدفت "المقاومة الإسلامية العراقية بعض المواقع الحيوية في" إيلات"، كما استهدفت قاعدتي الاحتلال الأمريكي في حقل العمر النفطي في سوريا، وفي ظل ما يحدث الآن ، فصائل المقاومة بصدد تشكيل ما يسمى بغرفة عمليات مشتركة مع المقاومة الفلسطينية نفسها وهذه الغرفة تضم 3 دول هي إيران ولبنان وسوريا والتي تعمل على تعزيز و تفعيل خيار "وحدة الساحات" لاسيما مع طول أمد العدوان الإسرائيلي، وهذا يعنى تفعيلاً لمحور المقاومة والممانعة، ومؤشر إلى تزايد رقعة الصراع الإقليمي، وأن دولاً مثل إيران والعراق ولبنان وسورية ليست ببعيدة عن هذا الصراع.
وأضاف الزعبي " بالتأكيد إن إسرائيل بارتكاب حماقتها باستهداف القنصلية تكون قد فتحت جبهة مباشرة مع محور المقاومة، وعليها أن تتحمل تبعات ذلك، ويبقى أمام واشنطن وحلفائها فرصة أخيرة قد تلجأ إليها لتحقيق مكسب إيجابي يتمثل في إمكانية تغيير سياستها في المنطقة من خلال اجبار الصهاينة على ايقاف الحرب على غزة، خاصة بعد فشل استراتيجيتها التي اتبعتها لإسقاط غزة، وهي لم تحقق ما كانت أمريكا وإسرائيل وغيرهما تأمل بتحقيقه، وسقط الرهان على إسقاطها بفضل شجاعة وسمود رجال المقاومة الفلسطينية.فالأحداث التي تشهدها المنطقة لعبت الإدارة الأمريكية دوراً رئيسياً في صناعتها وتطويعها لصالحها ولصالح حليفتها إسرائيل، بالتالي فإن واشنطن لم تكن في يوم من الأيام تعمل لصالح المنطقة العربية عامة والقضية الفلسطينية بشكل خاص، وأنها ذات طبيعة مشتركة مع دولة الاحتلال في سياسة الاستيطان والقتل والابادة، وهي منحازة بشكل واضح لإسرائيل على حساب الحق الفلسطيني وتقف سداً منيعاً أمام أي ضغوط عليها من أجل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية" وفق تعبيره.
وتابع "في هذا الإطار ومنذ الإعلان عن قصف اسرائيل للقنصلية الايرانية، تعيش إسرائيل وذيولها حالة متنامية من القلق والخشية غير المسبوقين، فالكيان الصهيوني متيقن من أن الرد آت لا محالة، ومفتقر في الوقت نفسه إلى معلومات حسية تقوده إلى تحديد مكان الرد وزمانه وحجمه وأسلوبه، الأمر الذي يطلق العنان لتقديرات وتنبؤات استخبارات واسعة، وهي في أغلبها تقديرات تشاؤمية مقلقة. وهذا يطرح مجموعة من الأسئلة المفتوحة التي تستحق التوقف عندها: هل ستقرر أن تدخل الحرب مباشرة، ما يؤدي لتوسعة كبيرة للأعمال العسكرية في المنطقة، أم تقوم بتهدئة الأمور من خلال رد ضعيف من أحد وكلائها؟".

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115