تونس في المركز 64 عالميا في ترتيب الدول في الأمن الغذائي 57% حصة الحبوب في الواردات الغذائية وتقلص الأيام الممطرة يعمّق المخاطر

لا تعد التبعية الغذائية نتيجة الأحداث الأخيرة

المتمثلة في الأزمة الصحية الناجمة عن انتشار كوفيد 19 او الآثار السلبية للحرب الروسية الأوكرانية بل إنها كانت دائما محور الحديث عن ضرورة تحقيق الأمن الغذائي لتجنب الآثار الكارثية لمختلف الظروف.

جاءت تونس في المركز 64 عالميا في ترتيب الدول في الأمن الغذائي للعام 2023 والمركز 9 في المنطقة العربية. وفي 2018 احتلت تونس المرتبة 51 من بين 113 بلدا ضمن مؤشر الأمن الغذائي، هذا التراجع الذي يعد ابرز أسبابه تغير المناخ وندرة الموارد الطبيعية بالإضافة إلى التداعيات الاقتصادية للازمة الصحية والحرب الروسية الأوكرانية.
تكشف نشرية الميزان التجاري الغذائي للمرصد الوطني للفلاحة عن أن التبعية للتوريد بالنسبة إلى الحبوب تصل الى 57% الى غاية فيفري 2024 و بلغت ذروة تغطية الواردات الغذائية بالصادرات بين 2015 و2018 بنسبة 98 و91% على التوالي، وكان المعدل بين 2000 و2009 مقدر ب 80%، وتعتمد تونس على الأسواق العالمية لشراء حاجياتها من الحبوب فمن فترة الى اخرى تطرح المناقصات اذ لا تنجح تونس سوى في توفير نحو 30% من حاجياتها من الحبوب وتغطي بقية حاجياتها عبر التوريد مما يعرضها لمخاطر ارتفاع الأسعار العالمية واضطراب سلاسل الامدادات على غرار ما حدث في السنتين الاخيرتين.
وارتفعت الواردات الغذائية بين 2010 و2020 بنسبة 22.6% وتمثل 9% من جملة الواردات مقابل 7.5% بين 2000 و2009، ذ و في تقرير المعهد التونسي للدراسات الإستراتيجية حول الأمن الغذائي في تونس في افق 2035 تم التاكيد على انه في العشرين سنة الماضية تخلفت تونس مقارنة بجيرانها بخصوص تعزيز الامن الغذائي .
وتزداد مخاطر تعمق التبعية الغذائية في ظل تعرض تونس لمواسم جفاف متتالية وتقلص الايام الممطرة ونسبة التساقطات ، هذه المخاطر المتنامية هي نتيجة اعتماد الزراعة في تونس على الأمطار بالاساس في زراعاتها مع تقليص الاعتماد على الموارد المائية سواءا السطحية او الجوفية في اطار ترشيد استهلاك المياه واعطاء الأولوية لمياه الشرب.
وضعف الأمن الغذائي أصبح ظاهرا أكثر في العالم في السنتين الاخيرتين اذ يقول البنك الدولي ان التعافي العالمي من جائحة كورونا والغزو الروسي لأوكرانيا يسير بوتيرة بطيئة، مما يؤثر على الاستقرار الاقتصادي. ويسهم ارتفاع معدلات التضخم، وتشديد السياسات النقدية، وانخفاض الدعم المالي، والظواهر المناخية الحادة في استمرار الضغوط على النمو الاقتصادي العالمي. ونتيجة لذلك، تشير توقعات إصدار شهر أكتوبر/تشرين الأول 2023 من التقرير مبدئيًا إلى أن معدل انتشار انعدام الأمن الغذائي الحاد قد وصل إلى ذروة عالمية بلغت 11.9% على مستوى العالم في الفترة 2020-2022.

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115