محبة للتجديد والاختلاف وكلما غنت كانت كما الكروان ترسل موسيقى للحب وتوزع جرعات سعادة مجانية على جمهورها، فـ"الفن ممكن مادام الإيمان به موجود، و مادام الحب بوصلة القلوب"
الساحرة لبنى نعمان قدمت لجمهورها سهرة مميزة مشحونة بالموسيقى التونسية كلمة ولحنا وجعلت اغانيها تتحول الى ورود تنثرها على الجميع ايمانا منها ان الموسيقى رحلة إلى عوالم الحب والإبداع في أول سهرات ابن رشيق الرمضانية.
يصنعان عوالم موسيقية مجنونة، لبنى نعمان ورفيق الفكرة والمشروع مهدي شقرون أمتعا جمهور ابن رشيق بأغان تونسية تغنت بالحب والثورة والنساء والانسانية، لهما مشروعهما الفني الملتزم بكل القضايا العادلة وطيلة أعوام من الاشتغال والبحث والثنائي يحاول أن يبحر في التراث الموسيقي والهوية التونسية وتقديمها بايقاعات حية ومتجددة للوصول الى اكبر عدد من محبي الموسيقى، كلاهما احب الموسيقى واختارها مسارا وكلاهما يبحث ويجدد ويرغب في ترك بصمته في عالم الموسيقى الثري والمتلوّن.
للموسيقى سحرها وللموسيقى تأثيرها على الروح الحالمة وعلى ركح دار الثقافة ابن رشيق انسجمت الإيقاعات بين آلة القيثارة والعود والباطري والشقاشق الافريقية لتكون الرحلة مجنونة الى عوالم الاغنية التونسية المقدمة بايقاعات متجددة من تلحين مهدي شقرون، وللجمهور غنت "البابور" و"الثورة" و"الفولارة" وأثثت لبنى نعمان سهرة تونسية الروح ومجنونة الانتماء، فهي على الركح تصنع مشهدية بصوتها وجسدها وتوظف اليات التمثيل التي درستها في المعهد العالي للفن المسرحي لتحلق بجمهورها الى سمائها الخاصة وتدفعهم للتماهي مع كلمات الاغاني والحانها، فللبنى أسلوبها الخاص في الغناء والرقص ولها طقوسها المقدسة على الخشبة.
للوطن غنّت، للمرأة التونسية توجهت بأجمل التحايا من خلال كلمات اغانيها، لفلسطين قدمت باقة من الأغاني المدافعة عن الإنسان والحرية والكوفية الفلسطينية توسطت الركح وحولت نعمان ألوانها ورموزها الى كلمات وشيفرات تتغنى بالثورة وتدافع عن حق الفلسطينيين وتنتصر لقضيتهم العادلة..
ولبنى نعمان فنانة ملتزمة وتدافع بفنها عن الانسان، فالغناء ليس مجرد صوت او حضور بل رسالة على الفنان تأديتها وعرفت منذ بدايتها بأدائها للأغنية الملتزمة لكل قضية عادلة على وجه البسيطة فاغنيها تنصت فقط للانسانية وفي انسجام العود وجنون الأداء كانت صرخات حقيقية ضد كل ألوان العنف والموت.
فنها يتجاوز حدود اللغة ويخاطب الاحساس، تلقائية على الركح وصدق في التعامل مع الجمهور جعلها ناجحة رغم الصعوبات الإبداعية الكثيرة التي تواجهها نعمان لاثبات مشروعها الفني والدفاع عن فنها الذي يتطلب اعوام من البحث في الكلمة واللحن، نجحت الممثلة التي تغني وابدعت المغنية التي تمثل وتتماهى مع كل كلمة في اغاني السهرة وقدمت لبنى نعمان والمجموعة الموسيقية سهرة رمضانية تجلت من خلالها الفنانة وانتشت مع الإيقاعات الصادقة والصاخبة.