الارتفاع الذي كان سببا في انفلات التضخم في مختلف بلدان العالم وتأثرت معه البلدان المستوردة أساسا على غرار تونس حيث شهدت أسواقها نقصا واضحا في الحبوب ومشتقاته في الفترات الأولى لاضطراب سلاسل الامدادت.
يسجل المجلس الدولي للحبوب منحى تنازلي ملحوظا لصادرات الحبوب مقارنة بالسنة الفارطة إذ تراجعت أسعار صادرات الأرجنتين ب 37% وكذلك صادرات فرنسا بنسبة تراجع تقدر ب 25% بالإضافة إلى صادرات الولايات المتحدة الأمريكية التي تراجع أسعارها أيضا. رغم هذا الانخفاض مازالت الأسواق التونسية تشكو نقصا في بعض مشتقات الحبوب وخاصة الفارينة والدقيق والأرز.
وفي بيانات المعهد الوطني للإحصاء المتعلقة بالتجارة الخارجية للعام 2023 فقد سجلت واردات الحبوب ارتفاعا على مستوى الوزن وانخفاضا على مستوى القيمة مما يؤكد تأثر الواردات التونسية بالأسعار في الأسواق العالمية.
وانخفض مؤشر منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو" لأسعار الغذاء العالمية في فيفري للشهر السابع على التوالي. وقالت المنظمة اليوم الجمعة إن مؤشرها، الذي يقيس التغيرات في أسعار السلع الغذائية الأكثر تداولا عالميا، بلغ في المتوسط 117.3 نقطة في فيفري انخفاضا من 118.2 نقطة في الشهر السابق.
وانخفض مؤشر الحبوب 5% على أساس شهري في فيفري ليهبط 22.3% عن مستواه قبل عام بفضل توقعات بمحصول كبير من الذرة في أميركا الجنوبية وأسعار تنافسية من أوكرانيا.
وعمق ارتفاع أسعار الحبوب في الأسواق العالمية العجز الجملي للمبادلات التجارية نظرا لارتفاع الواردات فتونس تغطي نحو 70% من حاجياتها عبر الواردات وارتفعت الحاجيات العام الفارط بسبب انحباس الأمطار ، ومن شان انخفاض الأسعار في الأسواق العالمية ان يقلص اتساع العجز التجاري وتخفيف الأعباء على المالية العمومية من جهة وعلى الموجودات الصافية من العملة الأجنبية.
فالشراءات بعنوان الواردات قلصت في بعض الفترات من الاحتياطي من العملة الاجنبية وكانت تمثل عاملا ضاغطا على المالية العمومية.